الصفحات

الثلاثاء، 30 يوليو 2013

حرمة الدماء في الاسلام ..

                   حرمة الدماء في الاسلام ..

في الخامس والعشرين من شهر جويلية ، الموافق للسادس عشر من شهر رمضان ، أي بين منتصف هذا الشهـر المعظم  ، وبين ذكرى موقعة بدرالكبرى ، استفاقت تونس والعالم على فاجعة استشهاد المناضل الحاج محمد البراهمي ، وسفك دمه امام بيته ن وأمام أطفاله ، وزوجته ، بغير وجه حق . وهو المسلم المؤمن الذي يشهد جميع  من عرفوه وعاشروه بنبل اخلاقه وتواضعه وتمسكه بدينه اضافة الى حبه لوطنه وأمته .. وهو الصائم ، الحاج الى بيت الله ثلاث مرات ، المعتمر اليه عدة مرات .. فبأي دين يؤمن هؤلاء القتلة المجرمون ؟
 قال تعالى محرما سفك الدماء بين الناس جميعا : " من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ." ( المائدة / 32 ) . وقال : " ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ذلكم وصّاكم به لعلكم تعقلون ." ( الانعام / 151 )  . وقال محرما ذلك الفعل حتى على الانسان لنفسه : " ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما  ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نُصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا . "  ( النساء / 30 ) . وقال صلى الله عليه وسلم : " أوّل ما يُقـضى بين الناس يوم القيامة في الدماء ( رواه البخاري ومسلم ) . وقد قطع الاسلام أي طريق للتأويل في حرمة النفس عندما تكرر ذلك في القرآن بنفس الحسم والتشدّد في العقاب . قال تعالى : ومن يقـتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما " ( النساء / 93 ) .  كما شدّد رسول الله صلى الله عليه وسلم على حرمة الدماء والاموال  والاعراض بين المسلمين قائلا : " كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه " وقال ايضا : "من قال لا إله إلا الله ، وكفر بما يُعبد من دون الله حُرّم ماله ودمه وحسابه على الله – عز وجل " . و هو القائل ايضا في خطبته الشهيرة في حجة الوداع  : " إنَّ دماءَكم ، وأموالكم عليكم حرامٌ ، كحُرمة يومِكم هذا، في بلدِكم هذا، في شهرِكم هذا، هل بلَّغتُ ؟ " . قالوا نعم . قال :" اللهم اشهد ".

ولله الامر من قـبل ومن بعد . 

 ( القدس عدد 82 ) .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق