الصفحات

الاثنين، 19 يناير 2015

أين الثورة ..؟



أين الثورة ..؟

بعد اربع سنوات من الثورة ، يحق لكل مواطن آمن بالتغـيـيـر أن يسأل سؤالا جوهـريا : أين الثورة ... ؟ 
أين الثورة وقد بقي الواقع  على حاله ، أو ازداد  سوءا في حين كان مأمولا منها أن تـُـحدث تغـييـرا جذريا في واقع الناس حتى يشعـر كل مواطن أن ظروفه صارت أفضل ، وأن الثورة عمل ايجابي يستحق تلك الدماء والأرواح والتضحيات  الجسام .. ؟
أين الثورة وقد تفاقمت أزمة البطالة وتضاعفت أرقامها ، واتسعت رقعة الفقـر في كل الجهات ، وازدادت المعاناة بين كل فئات الشعب ، في حين كان منتظرا أن يتحقق تأمين الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية من خلال المراجعات العميقة لدور الدولة  ووظيفـتها في المجتمع ، لإيجاد الحلول السريعة للمشاكل المستعجلة   .. ؟ 
 أين الثورة وقد انتشر الفساد أضعافا ، فعمّ الاحتكار والتهريب  تحت أنظار الدولة ، متسببا في ارتفاع الأسعار وإثقال كاهل العائلة ، في حين كان مفترضا أن تتم محاربة الفساد بكـل الوسائل الممكـنة وعلى رأسها وضع كل التشريعات  الرّادعة  لمثل هذه الجرائم .. ؟  
أين الثورة وقد ضاعت حقوق الشهداء والجرحى ، وبلغت المعاناة بذويهم إلى أقصاها ، وأُفرغت ملفاتهم من محتواها،  فلم يجنوا سوى التسويف والمماطلة والمتاجرة بقضاياهم ..؟ أين الثورة وقد اختفت ملفات الفساد ، وتواصلت السياسات القديمة بخياراتها الاقتصادية والسياسية في حين كان منتظرا أن تتم القطيعة الكاملة مع المنظومة السابقة بكل ما فيها ، والالتفات الى الفئات الضعيفة والجهات المحرومة التي كانت وقود الثورة وشرارتها  .. ؟
أين الثورة وقد تراجع معظم الثوار الى الخلف ، وخفتت أصواتهم ، ثم بدأ البعض يتساقط  على مسافات متفاوتة ، تاركين المجال مفتوحا لعودة الحرس القديم .. ؟ 
كأنني بأحد الحكماء الجدد يتكلم : احمدوا الله حتى على نعمة الاستقرار والأمن .. فالفريق الجديد لم يباشر مهامه بعد ، ورغم ذلك فقد كانوا على درجة كبيرة من المسؤولية وتقديرا للواجب .. فوقفوا على الذكرى .. واحتفلوا بالثورة .. وأكـرموا الشهداء .. !!


 ( نشرية القدس العدد  159 ) .  
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق