بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 24 مايو 2015

25 أيار : الذكرى والعبرة ..



25 أيار : الذكرى والعبرة ..

مع موعد كل ذكرى للحدث التاريخي الذي وقع بتاريخ 25 أيار / ماي سنة 2000 ، يتكرر الجدل وتتكرر التصريحات والسجال بين القادة العسكريين والسياسيين داخل دولة الاحتلال الصهيوني حول جدوى الانسحاب من جنوب لبنان .. فهذا المجرم الصهيوني ايهود باراك يصف الانسحاب  سنة 2011 في ندوة عقدها معهد الأمن القومي في تل أبيب يقول مبررا عملية الانسحاب : » الانسحاب من لبنان وضع حدا لمأساة إسرائيلية دامت 18 عاما ودفعنا فيها ثمنا باهظا بأرواح خيرة أبنائنا ، ومن لا يدرك ذلك عليه أن يسافر إلى الشمال ويرى كيف يعيش سكانها في السنوات الأخيرة بمنتهى الهدوء والاطمئنان  «.. ثم يعود ليقول بعد أربع سنوات أخرى ، أي بعد 15 عاما من الانسحاب : » انه قرار قطع المأساة التي استمرت 18 عاماً  وكلفتنا أكثر من ألف جندي قتيل ، إنها مأساة  « .. 
كما عبر وزير الحرب الصهيوني الاسبق موشيه أرينز لصحيفة " هآريتس " عن الانطباع الذي أعطاه الانسحاب للجيش الصهيوني كجيش مهزوم حين قال : » إن الصورة التي عكسها الانسحاب ، صورة إسرائيل مرغمة على الانسحاب تحت الضغط كانت لها عواقب شبه فورية.  وأياً كانت قوة الردع الإسرائيلية آنذاك ، فقد خسرتها وتحتم عليها ترميمها بكلفة طائلة « ..  
هذه نماذج من تصريحات أكبر قادة العدو حول دوافع الانسحاب من جنوب لبنان ونتائجه ، الذي أثار العديد من التساؤلات حول شكل الانسحاب  من طرف واحد ، دون مفاوضات ، وبلا شروط .. غير أن المتتبع لما تعرض له العدو في تلك الفترة من خسائر لم يعد قادرا على اخفائها بعدما امتلكت المقاومة المقدرة على تصويرها وبثها للعالم ، ليعرف حجم الضربات الموجعة التي جعلته ينسحب مهرولا بتلك السهولة ، وبتلك الصورة الذليلة تاركا الجنوب الى الأبد  بعد أن أصبح عصيا عليه ، وهو ما تأكد فعلا في عدوانه سنة 2006 الذي سعى من خلاله لتغيير المعادلات على الارض بدعم حلفائه من العملاء ، الا ان تكبيد قواته الخسائر الفادحة عن طريق شبكة الانفاق التي أعدتها المقاومة ، والمباغتة السريعة  والفعالة للجنود على الارض ، جعل الهجومات الجوية بكل ما تحدثه من دمار ، بلا فائدة ، مما أجبر تلك القوات على الانسحاب مرة اخرى لتزيد في ترسيخ تلك  الصورة العالقة في أذهان الناس حول الجيش الصهيوني المهزوم ..  
 هكذا يعد انسحاب قوات العدو في 25 ايار ، نصرا حقيقيا ليس للمقاومة أو للبنان فحسب ، بل هو نصر قومي واستراتيجي للامة العربية جمعاء ، باعتبار ما يقدمه من تأكيد على صحة نهج المقاومة وخياراتها الناجعة ، في تحقيق النصر على العدو وتحرير الأرض دون مساومة او تنازل أو تفاوض معه تصديقا لتلك المقولة العلمية الخالدة : ما أخذ بالقوّة لا يرد بغير القوة .. وهو ما يفضح أيضا ، نهج الاستسلام الذي انتهجته الانظمة الرجعية منذ كامب ديفد الى الآن ، بكل ما افرزه من انهيارعربي قاد الامة الى كل المآسي التي عرفتها بدءا بالمفاوضات والصلح مع العدو في أوسلو ومدريد وواد عربة .. وصولا الى الاستسلام الكامل للولايات المتحدة الامريكية التي أصبح بيدها كل أوراق اللعبة ، فضلا عن القواعد العسكرية المنتشرة في دول الخليج ، التي تتحكم من خلالها في منابع النفط ، وهو ما شجعها أكثر على اتباع سياسة الاحتواء والتهديد  ، فكان احتلالها للعراق سنة 2003 ، وتأجيجها للصراعات الطائفية والعرقية والمذهبية على أوسع نظاق ، من خلال الايادي الخفية التي تدسها هنا وهناك للعبث بالامن القومي  .. ولعل من هذه الزاوية بالذات ، تتأكد أهمية انتصار 25 ايار في ابراز أولوية المعارك التي يجب أن تخوضها الامة ضد أعدائها ، من خلال توجيه بوصلة  الصراع دائما الى العدو الصهيوني وحلفائه من حكومات النفط  والاجانب  ..  

 ( نشرية القدس العدد 177 ) .  

الأحد، 17 مايو 2015

مائة يوم من الضحك على الذقون .. !!



مائة يوم من الضحك على الذقون .. !!

الضحك على الذقون ، مثل عربي في صياغة معبرة ، تفيد السخرية من الناس باعتبار أن أصحاب الذقون هم تحديدا تلك الفئة من البالغين ، العقلاء ، الذين يمكن لأي جهة ان تخدع جزءا منهم ، لكن يستحيل عليها أن تخدعهم جميعا ..
هذا المثل ينطبق  تماما على الحكومة الجديدة المنتخبة في تونس .. التي لا يزال مسؤولوها يبالغون في التسويف وتقديم الوعود الزائفة ، دون برنامج واضح ، وخطط مدروسة لمواجهة الواقع المعقد الذي أصبح يتفاقم باستمرار ، ويزداد تدهورا ، وإنذارا بالخطر ، في ظل تصاعد البطالة ، والفساد ، وتنامي ظاهرة الإرهاب الذي بات يستغل كل هذه الأوضاع للتغرير بالناس وجرّهم إما إلى الانخراط الفعلي في العمليات الإرهابية ، أو الى التعاون اللوجستي مع الإرهابيين .. وفي المقابل فان إدانة التحركات الشعبية والاحتجاجات المتصاعدة ، والتشكي من قلة الإمكانيات وكثرة الطلبات ، يتنافى مع الخطاب الذي كان يتحدث أثناء الحملات الانتخابية عن الكفاءات والمشاريع والاستثمارات الضخمة ، والحلول العاجلة ..
والواقع أن التمادي في هذا النهج قد ينجح في خداع فئة محدودة من الناس ، ولفترة محدودة ايضا من الزمن ،  أما أن يخدع شعبا بأكمله فهذا مستحيل أن يحدث .. وهو ما يجعل التمادي فيه بعد انقضاء مهلة المائة يوم التي طلبتها الحكومة ، دليلا على إفلاسها ، وعدم قدرتها على ايجاد الحلول الجدية والملموسة التي تطمئن الناس ، وتعطيهم بصيصا من الأمل لمواجهة المستقبل ..
 هو مأزق فعلا ، يُظهر ـ بما فيه الكفاية ـ  بوادر الفشل في الوفاء بكل الوعود التي أطلقتها الأحزاب الحاكمة وهي تتسابق الى الحكم قبل الانتخابات ، جعلها تتخبط ـ من حين الى آخر ـ  في الرّد على الاحتجاجت الشعبية بين الحنين  الى الأساليب الردعية القديمة ، والمنطق الجديد الذي فرضته الثورة باعتبارها مرجعية عليا في التأكيد على حق الناس في الحرية والشغل والكرامة الانسانية ..  
ولعل مازاد في اظهار العجز لدى الحكومة وأحزابها الحاكمة ، هو سياسة الهروب الى الأمام ، من خلال تهرب الدولة من مسؤولياتها في تنمية الثروة ، وحمايتها من اللصوصية والنهب المتواصل ، ومحاربة الفساد ، مع الرجوع الى السياسات القديمة المعتمدة كليا على الاقتراض الخارجي المشروط ، وبيع المنشآت العامة ، والتحالف المشبوه مع الدول الاستعمارية الكبرى ، وتجاهلها التام لملفات الفساد ، والمال المنهوب ، وسكوتها المتواصل والمريب عن الصفقات المتعلقة بالثروات الطبيعية التي لا تحصل منها الدولة الا على نسب ضعيفة قد لا تصل أحيانا في بعض المجالات الى نسبة 20 % على أقصى تقدير من العائدات ، والبقية تذهب الى جيوب اصحاب الشركات والوكلاء والسماسرة المحليين ..
انقضت اذن مائة يوم من العجز والفشل في ظل غياب الحلول التنموية ، والخطط المستقبلية  لتجاوز المشاكل العالقة ، والحد من الفساد وغلاء الاسعار .. وباتت الحكومة اسيرة للحلول التي تزيد في ارتهان البلاد للقوى الاستعمارية ، على غرار مشاريع الشراكة مع الولايات المتحدة التي ستزيد في ارتباط تونس وخضوعها أكثر لسياساتها المعادية للقضايا العربية ، وستمنحها صلاحيات أوسع لاستعمال أراضيها ، ومجالاتها الجوية ، ومياهها الاقليمية ، باسم التعاون العسكري وتبادل الخبرات ، والمناورات المشتركة ، ومكافحة الارهاب ، وهي تقريبا نفس السياسات ، والخيارات الفاشلة  التي كانت تنتهجها تونس قبل الثورة  ...   وكأنك يا أبو زيد ما غزيت .. 

 ( نشرية القدس العدد 176 ) .

الأربعاء، 13 مايو 2015

فلسطين هي البوصلة ..



 فلسطين هي البوصلة ..


تمر ذكرى النكبة هذا العام في ظل واقع عربي مأساوي أكثر تفككا وأكثر انهيارا ، وأكثر تداعيات ، وفي ظل تحالف رجعي شامل للأنظمة الاقليمية والقوى الظلامية ، الملتقية أهدافها جميعا مع أهداف الاستعمار والصهيونية  على تمزيق الأمة وتفتيتها ، وفي ظل ضعف كامل للقوى الوحدوية ، المدافع الحقيقي عن كيانها ووحدتها  ..
في مثل هذه الظروف غرقت الأمة في بحر من الدماء ، وفي أتون مشتعل بالصراعات توقده كل القوى الباغية في العالم .. 

فبعد سقوط العراق فريسة للاحتلال ، والتقسيم والصراعات الطائفية ، وبعد استهداف سوريا وليبيا بواسطة الارهاب الديني المتطرّف المدعوم من الدول النفطية في الخليج العربي وتركيا ، ها هو اليمن يساق بواسطة الرجعية العربية الى تعميق الجراح والمعاناة ، بتحويل الصراع الاجتماعي الذي انطلق أوائل سنة 2011 بعد ثورتي تونس ومصر ، من أجل الحرية والديمقراطية والتنمية العادلة ، الى الصراع المذهبي والطائفي بين مكونات المجتمع الواحد ، بحجة الدفاع عن الشرعية ، ومحاربة التدخل الايراني في شؤون اليمن  ..
وفي هذا الخصوص يمكن لأي متابع أن يطرح العديد من الأسئلة على نفسة أو على الآخرين : 
كيف يمكن لانسان يتمتع بالمدارك العقلية ، والمنطق السليم ، والسلوك السوي أن  يصدق بأن الضربات الجوية الهمجية والعشوائية المدمّرة  تساهم في اعادة الشرعية للحكم والسلم للمجتمع ..؟   
وكيف يمكن لأنسان يعرف المبادئ الحقيقية في ديننا الحنيف ، ويشعر بالانتماء للعروبة والاسلام معا أن يقبل بتلك الذرائع التي تـُـبرّر بها كل الحروب والصراعات في جميع الاقطار المحيطة بفلسطين ، وهو لا يرى رصاصة واحدة موجهة الى العصابات الصهيونية الباغية ، ولا مساعدات مادية ، ولا حتى جزءا  يسيرا  من السلاح الذي يكدّس فقط بين أيدي الارهابيين  في كل الاقطار العربية لتدميرها ..
لماذا لم تخرج الطائرات المغيرة ، والبوارج الحربية لتضرب الاحتلال الامريكي وهو ينتهك كل الأعراف ، والشرعية الدولية في العراق؟ 
ولماذا لم يقع الرّد على همجية الاحتلال الصهيوني وهو يشن العدوان تلو الآخر على لبنان فيدمر مدنه ومخيماته بالكامل .. ؟ 
ولماذا لم نر حزما ولا عواصف تجاه اسرائيل في حروبها الأخيرة على غزة وهي تقتل الابرياء باستعمال كل أنواع الاسلحة الفتاكة والمحرمة ، وتنشر الرعب والدمار في كل مكان .. ؟ 

 لم تكن وقتها ضمائر آل سعود وآل ثاني وآل النفط الخليجي عامة ، صاحية لرّد على تلك الاعتداءات ، بل كانوا جميعا شركاء في المؤامرات ، والتخطيط ، والعدوان .. وما تبدل الاساليب اليوم الا ايذانا بتبدل الأدوار والمسارات .. حيث اصبحت الثورات العربية التي انطلقت من تونس ومصر أكثر استهدافا للانظمة الرجعية وعلى راسها تلك الدويلات الواقعة في الخليج حينما وصلت الى عمقه في اليمن و البحرين ، ولذلك بادرت أنظمتها قبل غيرها باستهداف الثورات .. فعمدت الى تشويهها بما دسته فيها من ارهاب ، وبما نقله عنها اعلامها من تزييف ، وهكذا نجحت الى حد الآن في حرفها عن مسارها جاعلة منها نقمة لا نعمة على الشعوب ، مضحية بتلك الأقطار التي دخلتها الثورات أو أدخلت اليها عمدا كما حدث في ليبيا تحديدا ..  

 اليوم نرى عدوانا مكتمل الفصول تشنه الأنظمة الرجعية على اليمن تحت ما يعرف بعاصفة الحزم ، مستعملة كل انواع الاسلحة المتطوّرة والمدمّرة .. ولم نر قبل ذلك حزما ، ولا عاصفة ، ولا دفاعا عن شرعية القوانين التي انتهكها اسرائيل ضد أطفال فلسطين العزل الذين داستهم آلة الحرب بلا ذنب اقترفوه ..

فلسطين هي البوصلة اذن مهما غيرتم الاتجاهات .. وللجهاد ، ونصرة الشرعية ، والحق ، والدين  .. طريق واحدة هي التي تقود الى فلسطين ..

( نشرية القدس العدد 175 ) .

الاثنين، 4 مايو 2015

الوحدة العربية بين دعاتها وأعدائها .. (11) .

             الوحدة العربية بين دعاتها وأعدائها .. (11) . 


 لم يهدأ الصراع في الوطن العربي منذ سنوات عديدة كأفضل تعبير عن حدة المشكلات المطروحة في كل قطر ، والتي تبدو أحيانا متأثرة ببعضها ، مرتبطة ـ الى ابعد الحدود ـ بالاطراف المحلية المتدخلة فيها ، وهي لا تستطيع أن تحافظ  على مصالحها الا من خلال التدخل المباشر أو الخفي ، وهو ما يعني أن تلك الاوضاع بكل ما فيها من أحداث مأساوية هي جزء لا يتجزأ من الصراع الاجتماعي على المستوى القومي الذي يدور بين جميع مكونات المجتمع العربي ، بحثا عن حلول للواقع المتخلف الذي انحدرت اليه الأمة بعد استفحال مشاكلها الكبرى في ظل الاحتلال والاستغـلال والتجزئة ، وتحت سيطرة الحكم المطلق والاستبداد الذي يمارسه الحكام على شعوبهم .. وفي ظل التدخل الخارجي المدعوم من جهات داخلية مستفيدة من استمرار هذا الوضع ، ومستعدّة للتضحية  بأجزاء أخرى من الوطن العربي حفاظا على وجودها وامتيازاتها ..
لذلك فان المشروع القومي هو المشروع الذي يعتبر ابن بيئته وطبيعـته ، وهو القادر أن يجعل من الامة العربية أمة متماسكة ، قوية ، ذات سيادة ، ومكانة في العالم ، بفضل ما تملكه من امكانيات مادية وبشرية  تمكنها من الوصول الى تلك المرتبة الريادية ..
ولهذا تجندت قوى متعددة رغم اختلاف أهدافها لتصفية كل القوى الوطنية والقومية متحالفة فيما بينها للوصول الى تحقيق تلك المصلحة المشتركة : الولاء ، والتمكين .. حيث تتعهد الجهات الطامعة في ثروات الأمة بحماية القوى الرجعية وتمكينها من البقاء على رأس السلطة في كل قطر ، مقابل تعهد تلك الجهات بالطاعة والولاء ، واقتسام المنافع ..
وفي هذا الاطار استسلمت قوى الاسلام السياسي للواقع بعد الوصول الى السلطة سواء في مصر أو في تونس ، فعملت على ايقاف المسار الثوري مكتفية بالنتائج المتحققة التي اوصلتها الى السلطة لتتحوّل بعدها مباشرة الى أنظمة  أسوء من التي قامت عليها الثورات ، انسجاما مع  طبيعتها الرجعية في خياراتها ، وتحالفاتها ، واصطفافها ، وخضوعها ، من ناحية ، وتعويلا على ما تملكه من امكانيات مادية واعلامية تفوق في ضخامتها قدرات بعض الدول من ناحية اخرى ..
وفي سياق الحديث عن الجانب الثاني ، نجد في العدد 9825 للعرب الدولية ، الصادر بتاريخ 11 / 2 / 2015 ، تقريرا تحت عنوان : " مصادر تمويل الإخوان المسلمين ، جمعيات وتنظيمات عابرة للقارات " جاء فيه : "  كان معرض القاهرة للكتاب فرصة لمناقشة كتاب " اقتصاديات الإخوان في مصر والعالم " ، للدكتور والخبير الاقتصادي عبد الخالق فاروق حيث أبرز أن عناصر ارتكاز الجماعات الإسلامية هو المسجد ، باعتباره مكانا للتعليم والتثقيف الديني والتعبئة ، ومكانا للحصول على موارد من التبرعات ، مشيرا إلى أن أوروبا بها ثلاثة آلاف مركز، وهي مراكز للحركة أيا كان غرضها، وبالتالي فعدد المسلمين السُّنَّة المتردّدين على المساجد يتراوح بين 2 مليون أو 3.6 مليون مسلم طبقا لدراسات نشرت خارج مصر .  
وهذا يفيد أن هذه التنظيمات وهي الإخوان والجماعات الإسلامية تتحرك وسط هذه الكتلة الاجتماعية ، ويصل المتعاطفون معهم من 10 إلى 20 بالمائة تقريبا أي ما يعادل 150 إلى 300 ألف شخص في أوروبا ، والتعاطف يأتي في دفع أموال الزكاة .. " . ثم يضيف التقرير نقلا عن المصدر نفسه : " أما بالنسبة إلى التبرعات فقد بلغت 603 مليون جنيه سنويا، إلى جانب ربع الأرباح إجماليا والتي تحوّل من الشركات المملوكة للإخوان إلى التنظيم ، وبذلك يصل إجمالي الأرباح والتبرعات إلى 500 مليون جنيه سنويا .   
وفيما يتعلق بأموال الزكاة فقد بلغت 188 مليون جنيه سنويا من داخل مصر، أما خارج مصر في أوروبا فبلغت 125 مليون جنيه سنويا  .  
فحجم موارد تنظيم الإخوان حسب إحصائيات عبد الخالق فاروق تبلغ 7 مليارات سنويا ، فيما يبلغ معدل إنفاقه 2 مليار و573 مليون جنيه   .. !!
وتعود الصحيفة ايضا الى تقرير الامريكي دوغلاس فرح مشيرة الى ظاهرة البنوك الاسلامية التي أنشأها التنظيم العالمي للاخوان المسلمين فيقول  :  " ان الإخوان نجحوا بالتوازي مع بداية ظاهرة البنوك الإسلامية الحديثة ، التي عرفها العالم في بداية  الثمانينات من القرن الماضي ، في بناء هيكل متين من شركات “ الأوف شور”، التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من قدرتها على إخفاء الأموال ونقلها حول العالم ، فهي شركات يتم تأسيسها في دولة أخرى غير الدولة التي تمارس فيها نشاطها ، وتتمتع هذه الشركات بغموض كبير، يجعلها بعيدة عن الرقابة .. "
كما يعرض موقع بوابة الحركات الاسلامية الافكار التي جاءت في الكتاب المذكور للدكتور عبد الخالق فاروق، ومنها:
" إن موارد التنظيم تتحدد في 8 موارد : اشتراكات الأعضاء والتبرعات من الأفراد والمؤسسات ، وأموال الزكاة ، وأرباح المشروعات في خارج مصر وداخلها  .. إلى جانب عنصرين ، هما أموال الإغاثة الإسلامية الدولية ، وأموال الجهاد الأفغاني ... " .
وأضاف : "  أن الاشتراكات السنوية بلغت 87 مليون جنيه ، وتصل إلى 187 مليون جنيه بمتوسط 141 مليون جنيه سنويا .
بالنسبة للتبرعات بلغت أقلها 70 مليون جنيه ... بمتوسط 280 مليون جنيه سنويا ، إلى جانب ربع الأرباح إجماليا من الشركات المملوكة للإخوان التي تـُحوّل للتنظيم ، وبذلك تصل إجمالي الأرباح والتبرعات 500 مليون جنيه سنويا.
وبالنسبة لأموال الزكاة وفقا للتقدير بلغت 188 مليون جنيه سنويا من داخل مصر، أما خارج مصر في أوروبا فيدفعها ما يقرب من 200 ألف شخص بما يبلغ 125 مليون جنيه سنويا ، وفي أمريكا يدفع 150 ألف شخص بما يبلغ 375 مليون دولار .
وأشار فاروق إلى أن إجمالي دخل التنظيم بناء على ما سبق بلغ في حدود 6 مليارات و800 مليون جنيه سنويا ، أي حوالي 7 مليارات جنيه سنويا ..".
كما اشار التقرير نقلا عن الدكتور عمار علي حسن الكاتب و الباحث في العلوم السسياسية متحدثا عن الجمعيات قائلا : " أن الجمعية الشرعية لأنصار السُّنَّة تكفل 441 ألف و700 يتيم ولديها 24  مخبز توزعه بالمجان، وجماعة الإخوان تمكنت من السيطرة على هذه الجمعية ..
ولفت إلى أن الجماعة طبقية بامتياز، والأموال التي جُـمعت رسخت ذلك ؛ حيث ظهر أباطرة لرجال الأعمال ، لافـتا إلى أن الإخوان كانوا يستثمرون أيضا في البشر حيث يتبنون طلابا ويصرفون عليهم دراسيا ويفتحون لهم بعض المشاريع ليتم استغلالهم فيما بعد.
وأوضح حسن أن من يتحكمون في أموال الجماعة تحولوا ـ فعلا ـ إلى رجال أعمال، وهذا أعطاهم قوة مالية ونفوذا يتيح لهم الهيمنة على المجتمع ..
وقال حسن إنه لا يرى فرقا بين أموال الفرد والتنظيم ، لافتا إلى أن أموال التنظيم ليس لها مشروعية قانونية، بدليل أنهم قرروا بعد الثورة إنشاء جمعية ؛ ليكون هناك رقابة عليهم ، موضحا أنه لا يمكن مقارنة أموال الكنيسة بأموال الإخوان ، وإنما تقارن بأموال الأوقاف .
ودعا حسن إلى أن يتم إعداد كتاب آخر عن اقتصاديات السلفيين ، والطرق الصوفية ؛ لنعرف كيف تحوّل الدين من السمو الأخلاقي إلى مجرد آلية لتحصيل الثروة والجاه والمكانة في الدنيا  .."  .


للحديث بقية ..

( القدس عدد 174 ) .