فلسطين هي البوصلة ..
تمر ذكرى النكبة هذا العام في ظل واقع عربي مأساوي أكثر
تفككا وأكثر انهيارا ، وأكثر تداعيات ، وفي ظل تحالف رجعي شامل للأنظمة الاقليمية
والقوى الظلامية ، الملتقية أهدافها جميعا مع أهداف
الاستعمار والصهيونية على تمزيق الأمة وتفتيتها ، وفي ظل ضعف كامل للقوى الوحدوية ، المدافع الحقيقي عن كيانها
ووحدتها ..
في مثل هذه الظروف غرقت الأمة في بحر من الدماء ، وفي
أتون مشتعل بالصراعات توقده كل القوى الباغية في العالم ..
فبعد سقوط العراق فريسة للاحتلال ، والتقسيم والصراعات الطائفية ، وبعد استهداف سوريا وليبيا بواسطة الارهاب الديني المتطرّف المدعوم من الدول النفطية في الخليج العربي وتركيا ، ها هو اليمن يساق بواسطة الرجعية العربية الى تعميق الجراح والمعاناة ، بتحويل الصراع الاجتماعي الذي انطلق أوائل سنة 2011 بعد ثورتي تونس ومصر ، من أجل الحرية والديمقراطية والتنمية العادلة ، الى الصراع المذهبي والطائفي بين مكونات المجتمع الواحد ، بحجة الدفاع عن الشرعية ، ومحاربة التدخل الايراني في شؤون اليمن ..
فبعد سقوط العراق فريسة للاحتلال ، والتقسيم والصراعات الطائفية ، وبعد استهداف سوريا وليبيا بواسطة الارهاب الديني المتطرّف المدعوم من الدول النفطية في الخليج العربي وتركيا ، ها هو اليمن يساق بواسطة الرجعية العربية الى تعميق الجراح والمعاناة ، بتحويل الصراع الاجتماعي الذي انطلق أوائل سنة 2011 بعد ثورتي تونس ومصر ، من أجل الحرية والديمقراطية والتنمية العادلة ، الى الصراع المذهبي والطائفي بين مكونات المجتمع الواحد ، بحجة الدفاع عن الشرعية ، ومحاربة التدخل الايراني في شؤون اليمن ..
وفي هذا الخصوص يمكن لأي متابع أن يطرح العديد من
الأسئلة على نفسة أو على الآخرين :
كيف يمكن لانسان يتمتع بالمدارك العقلية ، والمنطق السليم ، والسلوك السوي أن يصدق بأن الضربات الجوية الهمجية والعشوائية المدمّرة تساهم في اعادة الشرعية للحكم والسلم للمجتمع ..؟
وكيف يمكن لأنسان يعرف المبادئ الحقيقية في ديننا الحنيف ، ويشعر بالانتماء للعروبة والاسلام معا أن يقبل بتلك الذرائع التي تـُـبرّر بها كل الحروب والصراعات في جميع الاقطار المحيطة بفلسطين ، وهو لا يرى رصاصة واحدة موجهة الى العصابات الصهيونية الباغية ، ولا مساعدات مادية ، ولا حتى جزءا يسيرا من السلاح الذي يكدّس فقط بين أيدي الارهابيين في كل الاقطار العربية لتدميرها ..
كيف يمكن لانسان يتمتع بالمدارك العقلية ، والمنطق السليم ، والسلوك السوي أن يصدق بأن الضربات الجوية الهمجية والعشوائية المدمّرة تساهم في اعادة الشرعية للحكم والسلم للمجتمع ..؟
وكيف يمكن لأنسان يعرف المبادئ الحقيقية في ديننا الحنيف ، ويشعر بالانتماء للعروبة والاسلام معا أن يقبل بتلك الذرائع التي تـُـبرّر بها كل الحروب والصراعات في جميع الاقطار المحيطة بفلسطين ، وهو لا يرى رصاصة واحدة موجهة الى العصابات الصهيونية الباغية ، ولا مساعدات مادية ، ولا حتى جزءا يسيرا من السلاح الذي يكدّس فقط بين أيدي الارهابيين في كل الاقطار العربية لتدميرها ..
لماذا لم تخرج الطائرات المغيرة ، والبوارج الحربية
لتضرب الاحتلال الامريكي وهو ينتهك كل الأعراف ، والشرعية الدولية في العراق؟
ولماذا لم يقع الرّد على همجية الاحتلال الصهيوني وهو يشن العدوان تلو الآخر على لبنان فيدمر مدنه ومخيماته بالكامل .. ؟
ولماذا لم نر حزما ولا عواصف تجاه اسرائيل في حروبها الأخيرة على غزة وهي تقتل الابرياء باستعمال كل أنواع الاسلحة الفتاكة والمحرمة ، وتنشر الرعب والدمار في كل مكان .. ؟
ولماذا لم يقع الرّد على همجية الاحتلال الصهيوني وهو يشن العدوان تلو الآخر على لبنان فيدمر مدنه ومخيماته بالكامل .. ؟
ولماذا لم نر حزما ولا عواصف تجاه اسرائيل في حروبها الأخيرة على غزة وهي تقتل الابرياء باستعمال كل أنواع الاسلحة الفتاكة والمحرمة ، وتنشر الرعب والدمار في كل مكان .. ؟
لم تكن وقتها ضمائر آل سعود وآل ثاني وآل النفط الخليجي عامة ، صاحية لرّد على تلك الاعتداءات ، بل كانوا جميعا شركاء في المؤامرات ، والتخطيط ، والعدوان .. وما تبدل الاساليب اليوم الا ايذانا بتبدل الأدوار والمسارات .. حيث اصبحت الثورات العربية التي انطلقت من تونس ومصر أكثر استهدافا للانظمة الرجعية وعلى راسها تلك الدويلات الواقعة في الخليج حينما وصلت الى عمقه في اليمن و البحرين ، ولذلك بادرت أنظمتها قبل غيرها باستهداف الثورات .. فعمدت الى تشويهها بما دسته فيها من ارهاب ، وبما نقله عنها اعلامها من تزييف ، وهكذا نجحت الى حد الآن في حرفها عن مسارها جاعلة منها نقمة لا نعمة على الشعوب ، مضحية بتلك الأقطار التي دخلتها الثورات أو أدخلت اليها عمدا كما حدث في ليبيا تحديدا ..
اليوم نرى عدوانا مكتمل الفصول تشنه الأنظمة الرجعية على اليمن تحت ما يعرف بعاصفة الحزم ، مستعملة كل انواع الاسلحة المتطوّرة والمدمّرة .. ولم نر قبل ذلك حزما ، ولا عاصفة ، ولا دفاعا عن شرعية القوانين التي انتهكها اسرائيل ضد أطفال فلسطين العزل الذين داستهم آلة الحرب بلا ذنب اقترفوه ..
فلسطين هي البوصلة اذن مهما غيرتم الاتجاهات .. وللجهاد ، ونصرة الشرعية ، والحق ، والدين .. طريق واحدة هي التي تقود الى فلسطين ..
( نشرية القدس العدد 175 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق