بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 26 نوفمبر 2012

التقسيم : قرار دولي ام مؤامرة ؟


التقسيم : قرار دولي ام مؤامرة ؟

تمر هذا العام الذكرى الخامسة والستون على قرار التقسيم المشؤوم الذي اعطت بموجبه الدول التي ساندت القرار جزءا من فلسطين للمغتصبين الصهاينة الذين قدموا من كل حدب وصوب في اطار مخططات التهجير التي رتبتها   وخططت لها المنظمة الصهيونية على مدى عقود ، منذ اواخر القرن التاسع عشر اثر انعقاد اول مؤتمر لها في سويسرا سنة 1897 و بتواطئ مع الدول الاستعمارية  على رأسها بريطانيا  .. وقد كان التصويت لفائدة قرار التقسيم يوم 29 نوفمبر 1947 يفتقد الى الشرعية و المصداقية ، ويخالف كل الاعراف والشرائع التي لا تسمح جميعها بتهجير شعب بالقوة وزرع بشرا آخرين ينتمون الى شعوب مختلفة مكانه ..  وعليه فان التهجير لا ينزع الشرعية التاريخية للمهجّرين من ديارهم لتقوم بدلا منها شرعية  مصطنعة على قاعدة الهجرة المنظمة تحت اي عنوان او ادعاء كان ..

 ثم ان المتتبع لظروف هذا الاعتراف على خلفية التصويت الذي حدث في الامم المتحدة ، يمكن ان يعرف دون عناء ما صاحب عملية التصويت من تلاعب بين اروقة المنظمة وفي السفارات  للتاثير على الدول حديثة العهد بالاستقلال وهي لا تزال تخضع للهيمنة الاستعمارية ، وفي ظروف غلب عليها التآمر و التلاعب بمصير شعب باكمله ، الى جانب خضوع  اكثر من ثلثي العالم تحت الاحتلال المباشر، حيث لم   يتجاوز عدد الدول الاعضاء وقتها الـ 56 دولة وهو ما ينسف شرعية القرار من اساسها حتى بمنطق الامم المتحدة ذاتها .. علما وان قرار التصويت قد وقع تاجيله من يوم 26 نوفمبر الى يوم 29 بسبب تردد ثلاث دول في التصويت على القرار وهي ليبيريا وهايتي والفلبين ، مما استوجب  التاخير لاجبارها على تغيير موقفها من اجل الوصول الى النصاب القانوني بثلثي اعضاء المجلس لتمرير مشروع القرار ..   

شروط النصر والهزيمة .

شروط النصر والهزيمة  :    

رغم ان أطفالا في عمر الزهور بعضهم من عائلة واحدة ،     وآخرون قد سقطوا مع اهلهم شهداء ، جرّاء التفجيرات الوحشية التي تسبـّبـت فيها قذائف المدفعـية وطائرات الآف 16 الامريكـية خلال العــدوان الاخيــر على غــزة .. ورغم ان عدد الشهداء تجاوز مائة وسبعون شهيدا فيما كان عدد الجرحى أكثر من ألف ومائتين  .. و رغم الدمار والاعاقات   والخسائر المادية .. ورغم قلــّــة خسائر العدو البشرية والمادية ..الخ ، فان تقييم نتائج المعركة يبين بما لا يدع مجالا للشك تفوّق المقاومة وانتصارها ..لان العـبرة ليست بالخسائر عندما تكون المعارك مصيرية من أجل الوجود والبقاء .. بل بمن يخضع للشروط  ويتراجع عن اهدافه الاستراتيجية كما فعلت منظمة التحرير بعد خروجها من لبنان سنة 1982 ، عندما اعترفت بدون موجب بالعدو الصهيوني واقامت معه مفاوضات مباشرة وقدّمت له تنازلات لم يكن حتى الصهاينة يحلمون بها في القبول بدولة شكلية بدون مقوّمات ولا سيادة ولا حدود ولا جيش ولا اسلحة ، بل حكامها ياخذون اذن الدخول والخروج من اسيادهم الصهاينة ، محاصرين بالمستوطنات والجدران والاسلاك الشائكة  ..

 انه  نصر مرحلي تحقق للمقاومة الآن عندما استطاعت ان تحقق لاول مرة توازن الرعب ، وتجبر العدو على طلب وقف اطلاق النار والاستسلام لشروطها في فتح المعابر و حرية التنقل والكف عن العدوان .. اما النصر النهائي  والاستراتيجي فسيبقى بعيد المنال حتى تتوفر شروطه الموضوعية وهي الخروج من دائرة الحصر الاقليمي  لفصائل المقاومة الى الفضاء القومي الرحب لارجاع القضية الى موقعها الطبيعي كقضية قومية لا يتحقق فيها النصر النهائي الا بأساليب وامكانيات قومية ، فتحشد لها كل الامكانيات العربية  ، المادية والبشرية التي يتلاعب بها  ويبدّدها الاقليميون ...

( القدس العدد 47 ) .

الاثنين، 19 نوفمبر 2012

أبطال العرب : المجاهدة البطلة جميلة بوحيرد ..


أبطال العرب : 

المجاهدة البطلة جميلة بوحيرد ..




وُلدت جميلة بوحيرد في العاصمة الجزائرية سنة 1935 و تربّت على القيم العربية الاسلامية حيث كانت فرنسا تتــّبع سياسة الفرنسة ضد الجزائريين وتمنع عنهم حتى تعلم اللغة العربية ..
انظمّت الى الثورة الجزائرية منذ وقت مبكــّـر بعد انطلاقها في 1 نوفمبر 1954 ، وكان عمرها عشرون سنة ..
شاركت جميلة في العديد من العمليات البطولية مع الفدائيين ضد القوات الفرنسية ، حتى اصيبت برصاصة سنة 1957 ، نـُــقلت اثرها الى المستشفى و بدأت من هناك رحلتها مع التعذيب لاجبارها على الاعتراف على رفاقها ، لكنهم فشلوا في انتزاع اي اعتراف منها ، ووقع ترحيلها بعد ذلك الى فرنسا .. فصدر ضدّها حكما بالاعدام لكن الاحتجاجات التي عمّت انحاء العالم حتى وصل صداها الى الامم المتحدة ، دفعت السلطات الفرنسية لتاجيل التنفيذ ثم تراجعت عنه الى السجن مدى الحياة  ... وأخيرا أطلق سراحها بعد الاستقلال في 1962 ..
قال فيها نزار قباني قصيدة طويلة منها :
الاسم جميلة بوحيرد
تاريخ قرون بلادي
يحفظه بعـدي اولادي
تاريخ امراة من وطني
جلدت مقصلة الجلاد
امرأة دوخت الشمس
جرحت أبعاد الابعاد
ثائرة من جبل الاطلس
يذكرها الليلك والنرجس
يذكرها زهر الكبّاد ...

( القدس عدد 46 ) .

العـدوان الصهـيوني على غـزة : المقاومـة تحقـق تـوازن الرّعـب ...

العـدوان الصهـيوني على غـزة : المقاومـة تحقـق تـوازن الرّعـب ...

قال تعالى " و اعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم "      
صدق الله العظيم .


منذ قـيام دولة الصهاينة في فـلسطــين  سنة 1948 ونحـن نعـيش التفــوّق الصهـيونـي في المعـدات والاسلحة ، وبالتالي في الدمار الذي يلحـق بنا اثـنـاء كل عـدوان .. فـبـرّنا مستـباح وبحرنا مستباح وأجواؤنا مستباحة ، دون رادع أو خوف ، خاصة وان مواقــف حكامـنا العــرب معـلومة مسبقا ، والفيتوا الامريكي بالمرصاد في مجلس الامن للتصويت ضد اي قرار ادانة لجرائم العدو .. حيث كانت الاراضي والقرى والمدن العربية عل موعد متجدد مع العدوان الصهيوني قبل كل موعد انتخابات اسرائيلية ، تاركة شعبنا الذي يقع عليه العدوان يعيش حالة الرعب من جانب واحد في غياب  من يردع قواة العدوان أو في غياب وسيلة الردع ، حتى استطاعت المقاومة اللبنانية سنة 2006 من افشال أهداف آلة الحرب الصهيونية أثناء اعتدائها على جنوب لبنان ، ثم اجبار قواتها على الانسحاب من جانب واحد بعد ان كانت تسيطر على الشريط الحدودي بالكامل طيلة سنوات .. وها نحن نشاهد توازن الرّعب الآن بعد أن باتت صواريخ المقاومة في فلسطين تدكّ مواقع العدو في تل أبيب بالذات وتجعل" المدنيين "  الصهاينة هدفا مباشرا لضرباتها بعد ضربات الشهيد صدام حسين سنة 1991 ... 

( القدس عدد 46 ) .

تسمع جعجعة ولا ترى طحينا ...

تسمع جعجعة ولا ترى طحينا ...

فلسطين هي ذلك الجرح النازف منذ عقود الى اليوم ،  وغزة بالتحديد الآن هي موضع النزف في ذلك الجسد المشوّه على مدى أكثر من ستين عام من طرف تتار هذا العصر ، أعداء الحياة والانسان والوجود .. فهم من ارتكبوا المجازر ، وهم من اخرجوا الناس من ديارهم بغير حق ، وتركوهم هائمين على وجوههم مشرّدين  .. وهم من هدموا البيوت فوق رؤوس سكانها واحرقوا الاخضر واليابس واقتلعوا اشجار الليمون والزيتون ، وهدموا المساجد والكنائس ، وغيروا ملامح القرى والمدن .. وغـزة اليوم التي تتعــرّض للعدوان هي البوصلة ومن ورائها القدس .. وكامل فلسطين التاريخية من الماء الى الماء ، غير منقوصة  ولو ذرّة من تراب ..

فلسطين اذن هي البوصلة ، وبوصلة لا تشير الى القدس وغزة و فلسطين مشبوهة .. ولعل ما تشهده تونس اليوم من حالة ثورية  تقدر من خلالها ان تقدّم لفلسطين ما لم تقدر على تقديمه في السابق من خلال تضمين مطلب تجريم التطبيع في الدستور الجديد .. اما ما عدا ذلك والاكتفاء بالادانة كما تفعل كل الانظمة العربية العميلة منذ عشرات السنين ، وكما يفعل النظام المصري الآن وحبر رسالة الرئيس مرسي الى المجرم بيريز لم يجف بعد فذاك ما يصدق عليه المثل القائل :  " تسمع جعجعة ولا ترى طحينا .."

( القدس عدد 46 ) .