pdf
لا لهذا المؤتمر الدولي .
د.عصمت سيف الدولة .
على مدى أربعة أسابيع نشرت جريدة " الأهرام " سلسلة من المقالات ، مقالة صباح كل يوم خميس ، حول المؤتمر الدولي الذي أصابت بعض الحكام العرب حمى الدعوة إليه والتحريض على قبوله و"تسول" انعقاده بحجة أنه السبيل الوحيد " لتسوية الصراع العربي الصهيوني في الشرق الأوسط " تسوية يسترد بها الفلسطينيون حقوقهم المشروعة . وما نشرته جريدة الأهرام القاهرية في هذا الموضوع يستحق ـ وقد استوفى منا حقه ـ الانتباه اليقظ لأسباب عدة ، أولها أن المقالات مضمونا وصياغة لا تنتمي إلى الكتابة الصحفية ـ بل هي دراسة متقنة الصياغة وموجهة أيا بحيث أكاد أجزم ـ على ضوء معرفتي الوثيقة بالصيغ التي اعتاد كاتبها إخراج أفكاره الخاصة فيها وبأنه قد تصدى لتحمل مسئولية نشر تلك الدراسات فوق اسمه نائبا أو ممثلا لأصحابها وإن كان هذا لا يستبعد دوره في المشاركة فيها . وهو دور محدود كما سنرى . السبب الثاني منها مقالات موحية . فصياغتها تكشف عن استخدام أرقى أساليب " اغتصاب العقول " التي أسماها الكاتب الفرنسي جان مارى دوميناش في كتابه " الدعاية السياسية "( 1959 ) و" قوانين القهر الدعائي " وأولها التركيز على مقولة بسيطة وتكرار بثها ، عن طريق قادة الرأي من الكتاب بدون تشتيت انتباه الجماهير الى فرعيانها أو تطبيقاتها أو أثارها حتى تصبح جزءا لصيقا بالعقل الواعي أو بالعقل الباطن بحيث أن مجرد ذكرها يضع المتأثر بها في وضع نفسي وعصبي وفسيولوجي معين يجعله قابلا للتصرف المستهدف .
فالمقولة التي بثها الأستاذ الكاتب ، على صفحات الأهرام بسيطة فى مضمونها ، خلاصتها )1) أن المؤتمر الدولي الذي يحضرون ويحرضون على انعقاده ليس من نوع المؤتمرات الدولية التي اقترحت من قبل . (2) أنه غطاء دولي لاتفاق ثنائي بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي .(3) لوضع نهاية للصراع العربي الصهيوني تتفق مع المصالح المشتركة للدولتين العظميين . (4) أنه لن يكون لأصحاب الشأن المباشر دور أكثر من القبول .
هذه هي المقولة أو الفكرة التي مازال كاتب جريدة الأهرام يعيد فيها ويزيد ويكرر وينظر ويبرر حتى استنفد أربع مقالات على مدى أربعة أسابيع وقد كان يكفى أن تصاغ في ربع عمود . وخلال تكرار الفكرة ذاتها ضمن كل مقاله جرت محاولة تثبيتها في ذهن القارئ بمبررات تقريرية كما لو كانت تلك المبررات حقائق مادية لا تحتمل الأفكار ، فالعالم اليوم ـ البشرية أو الكرة الأرضية التي يسكنها البشر ـ قد وصلت إلى مرحلة تهدد بفنائها نتيجة استفحال الأسلحة النووية التي تملكها الدولتان . إن الدولتين ـ أمريكا وروسيا ـ قد أدركتا الخطر ومسئوليتهما عن إنقاذ البشرية وهما راغبتان في هذا بفعل مبادرات جورباتشوف الحاكم الجديد للإتحاد السوفيتي ، إن مسئوليتهما قد أصبحت ممتدة إلى كل بؤر الخطر النووي في الأرض ومنها " الشرق الأوسط " حيث البؤرة النووية الصهيونية . إنه بالقياس إلى إنقاذ البشرية أصبح على كل المتصارعين على " أسباب محدودة " أو في " حقائق محدودة " أن يقبلوا حلا وسطا لما يدعونه من حقوق . إن هذا الحل الوسط سيتحدد طبقا لإرادة الدولتين العظميين على الوجه الذي يتسق مع مسئوليتهما ورغبتهما في الانتصار للسلام العالمي . .
هذا تلخيص كاف للمبررات التقديرية التي استنفدت أربعة مقالات . بعدها طرح الأستاذ الكاتب في آخر مقاله نشرت يوم 16 يوليو 1987 سؤالا خاصا عما سيكون عليه موقفنا من هذا المؤتمر الدولي . ففهمنا أن ما نشر من قبل فوق اسمه هو دراسة مقررة وليس موقفا مقدرا . وفى يوم 23 يوليو 1987 انتظرنا جواب الكاتب على سؤاله فلم يجب ، فكان من حقنا أن نفهم أنه قد يكون لسيادته موقف خاص لا يتسق مع الدراسة المقررة ، وأن دوره فيها كان محددا وأنه لم يرغب في أن يجيب حتى لا يضطر الى مناقضة الهدف الدعائي لما نشر.
صح ما فهمناه أم لم يصح تبقى واقعة صحيحة . أن العلاقة الوثيقة الموثقة بين الأستاذ الكاتب في مصر وقيادة منظمة " فتح " ، أو السيد ياسر عرفات على وجه التحديد ، لا تدع مجالا للشك في أنه بذلك النشر كان يؤدي دوره التاريخي غير المنكور في التعبير عما تريد المنظمة أن تعبر عنه . ولأننا لم نعتد من هذا الكاتب بالذات أن يطرح أسئلة ولا يجيب عليها فإننا نفترض أن السؤال الذي طرحه ولم يجب عليه ، مطروح من المنظمة وهي تستدعي جوابا عليه .
فليكن . إليه إن كان صاحب السؤال ، أو إلى المنظمة ، أو إلى الذين أصابتهم حمى المؤتمر الدولي ، وقبل كل أولئك وفوقهم إلى الشعب العربي ، نجتهد في الجواب ونقدمه . وهو جواب بعضه قديم وبعضه حديث . البعض القديم خاص " بالمبدأ " أما الحديث فخاص " بالتطبيق " . نبدأ بالقديم وقد نشر ضمن كتاب " نظرية الثورة العربية " (1971) وأعيد نشره ضمن كتاب " التقدم على الطريق المسدود " ـ رؤية قومية للمشكلة الفلسطينية "( 1979). وجاء فيه :
" أن مشكلة فلسطين ليست مشكلة دولية بمعنى أنها ليست مشكلة ثائرة فيما بين الدول وليست مشكلة ثائرة بين الأمة العربية من ناحية والمجتمع الدولي من ناحية أخرى . وإذا كانت الدول تتدخل في مشكلة فلسطين انتصارا للحق العربي أو دعما للعدوان الصهيوني فإن الذي يحركها هي مصالحها الخاصة ولو كان السلام العالمي هو مصلحتها الخاصة . وإذا كنا نحن نقيم وزنا للدول ومجتمعها ومصالحها التي تحركها كما نقيم وزنا للسلام العالمي فلأن لنا في هذا مصالح تحركنا . ذلك لأننا لسنا منعزلين عن الدول ومجتمعها ولا نستطيع حتى لو أردنا أن نعزل أنفسنا عن الدول ومجتمعها ففي نطاق المجتمع الدولي نواجه حتمية القانون المعروف :" كل شئ مؤثر في غيره متأثر به " . ولاشك في أن مواقف الدول من مشكلة فلسطين تؤثر وتتأثر ، إيجابيا وسلبيا ، بأسلوب حلها . وهو ما يعنى أن نأخذ من كل دولة ومن المجتمع الدولي كله ، الموقف الصحيح ونحن نحاول أن نحل مشكلة فلسطين . ولكن ما هو مقياس صحة الموقف ؟ .. مقياسه أن يكون مساعدا في حل المشكلة أو حلا لها . وهو ما يعنى أن لمشكلة فلسطين حقيقة نعرفها هي التي تحكم مواقفنا من الدول ومن المجتمع الدولي وأن تدخل تلك الدول ومجتمعها الدولي في الصراع الذي تثيره مشكلة فلسطين لا يغير من حقيقتها التي نعرفها ونلتزمها : " إن أرضنا العربية في فلسطين مغتصبة ".
" فليكن السلام العالمي هو المثل الذي نضربه ، لأن السلام العالمي غاية مشتركة بين البشر جميعا . إن الحفاظ على السلام العالمي ـ طبقا لنظريتنا القومية ـ يتحقق باحترام الوجود الخاص لكل مجتمع كما هو محدد تاريخيا بصرف النظر عن الأسلوب الذي يقتضيه الحفاظ على السلام العالمي . نريد أن نقول أن استعمال العنف لا يعنى ـ دائما ـ أن ثمة خطرا يهدد السلام العالمي . وقد يكون العنف ردا للعدوان هو الأسلوب الوحيد لحماية السلام العالمي . فنحن من موقفنا القومي لا نصدق ولا نفهم إدعاءات السلام التي تتستر على الانتقاص من وجودنا القومي . ونرفض تماما أن ندفع أرض فلسطين أو أية ذره من الأرض العربية ثمنا لتلك الإدعاءات الكاذبة ، لا لأننا لا نريد السلام العالمي ولكن لأننا لا نفهم السلام العالمي إلا أنه الكف عن الاعتداء واحترام الوجود الخاص لكل المجتمعات البشرية .".
" إن الدول لن تكف عن محاولات طرح مشكلة فلسطين كما نفهمها على ضوء مصالحها الخاصة ، ولن تكف عن طرحها كمشكلة سلام عالمي صادقة أو مخاتلة ، ولن تكف عن التدخل ، علنا أو خفية ، من موقع التحالف معنا أو التحالف مع الصهيونية أو استغلال الطرفين معا لتحقيق ما تريد . وليس لنا أن نتوقع غير هذا . وعلينا لأن نجد لحل مشكلتنا الأسلوب الملائم لتحقيق غايتنا وسط كل هذه المؤثرات . لاشك في هذا ول إنكار له . ولكن عندما ننزلق إلى طرح مشكلتنا أو قبول طرحها على أنها مشكلة فيما بين الدول الأخرى أو مشكلة السلام العالمي إنما ندفن مشكلة فلسطين تحت ركام الصراعات الدولية. وعندما ندفنها تغيب عنا حقيقتها فلا نعرف كيف نحلها ، ثم يكون علينا أن نقبل الاحتكام إلى الدول لتحكم كل منها على ضوء مصالحها الخاصة ، أو نحتكم الى مقتضيات السلام العالمي كما يقدرها القادرون على تدميره أو الخائفون من القادرين وينتهي الأمر بنا إلى دفع أرض فلسطين ثمنا من عندنا ، لا للسلام العالمي ، ولكن لتسوية جزء من حسابات المصالح القائمة بين الدول ".
هذا هو المبدأ…
نطبق على الواقع …
ما الذي تبشرنا ، أو تنذرنا به الدراسة التقريرية التي نشرتها " الأهرام " فوق توقيع واحد من أبرز كتابها ؟ إنه حل وسط لمشكلة فلسطين . ولكن كيف يمكن تصور أن يكون هذا الحل الوسط قبل على لسان حكام وقادة : الأرض مقابل السلام . نسأل مرة أخرى : كيف ؟ أرض من ؟ وسلام من ؟.. يقول الصهاينة من اليهود : جزء من أرض إسرائيل ( الممتدة من الفرات إلى النيل ) مقابل سلام دولة إسرائيل . ويقول الصهاينة من العرب : جزء من أرض فلسطين ( كما حددها الإنجليز ) في مقابل سلام دولة فلسطينية تقوم في الضفة الغربية وغزة . ولم يقل الإتحاد السوفيتي ولا قالت الولايات المتحدة الأمريكية ـ بعد ـ ما هو الحل الوسط . ولسنا ننتظر قولهما ولن نناقشه إذا قالتاه لسبب بسيط ، وهو أن لا ياسر عرفات ، ولا منظمة فتح ، ولا منظمة التحرير الفلسطينية بكل فصائلها ، ولا الشعب العربي في فلسطين ، ولا حتى الشعب العربي من المحيط إلي الخليج يملك حق التنازل عن ذره من أرض فلسطين لأن لأرض فلسطين جزء من الوطن العربي المملوك تاريخيا للأجيال المتعاقبة من شعب الأمة العربية . فمن ذا الذي سيوقع وثيقة مقايضة الأرض العربية بسلامه أو سلام غيره . ومن ذا الذي يبيع جزءا من الوطن القومي ليشترى دولة إقليمية . إنه غباء إن لم يكن خيانة . فمصير كل الدول والدويلات التي تجسد التجزئة العربية ، بما فيها دولة الصهاينة اليهود ودول الصهاينة العرب ، إن تسحق تحت أقدام الثورة القومية على طريق دولة الوحدة ، ألا ترون أن كل أحراش الدول التي نبتت شيطانا على الأرض العربية فسدت سبل وحدتها تذوى وتذبل وتتساقط بفعل عجزها الذاتي عن الحياة .. وغدا أو بعد غدا ستجتث ، وإن غدا لناظره قريب .
سيقال .. شعارات رومانسية مرة أخرى ، قولوا ما شئتم ، وليس القوميون مسئولين عن غبائكم وليس لكم عليهم حق في أن يقولوا لكم متى سيأتي الغد وكيف ستقوم الوحدة تجسيدا " للواقع " وتتلاقى " الشعارات الرومانسية " التي ترددها الإقليمية تعبيرا عن أوهامها في استحقاق الحياة .. فقط تأملوا ما يجرى الآن " لدولكم " .. كل دولكم .. وهى تفقد مقدرتها على الاستمرار في الحياة .
مرفوض هو إذن ما تخطط له الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتي تحت ستار المؤتمر الدولي . مرفوض أيا كانت المبررات . ومع ذلك فلنلق نظره على تلك المبررات ..
المبرر الشامل هو المخاطر التي تهدد بفناء العالم نتيجة تراكم وتطور الأسلحة النووية التي تملكها الدولتان العظميان ، وشعورهما بمسئولية إنقاذ البشرية من هذا الخطر ، ورغبتهما في هذا الإنقاذ .. يا سلام !! كأن المخاطبين أطفال لا يعون .. طيب .. نسلم بأن ثمة مخاطر تهدد بفناء العالم نتيجة تراكم وتطور الأسلحة النووية التي تنتجها وتخزنها أو تنشرها على الأرض كل من الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية ، فكيف يزول هذا الخطر ؟ أو كيف يزول أي خطر من أي نوع كان ؟ بإزالة مصدره . بديهي . أليس كذلك ؟ إذن فإنقاذ البشرية من الخطر النووي يكون " بتجريد " كل من الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية من أسلحتها النووية وإعدامها كيف يتم هذا ؟ فكروا أنتم ولكن في هذا الاتجاه . بالاتفاق بين الحكومتين . أو بالتحالف بين شعوبها ضد حكومتيهما . أو بإرادة الشعوب في كل دولة منهما إن كانت أيهما تعرف ما يسمى بالديمقراطية . أو بتحالف كل شعوب العالم ـ صاحب الأرض ـ ضد الدولتين .. فكروا في أية طريقة تؤدى إلى الهدف : إزالة مصادر الخطر حيث هي في الدولتين وستشارك الأمة العربية في التفكير وفي التدبير وفي الدعوي ، وفي الحركة ، وتقف في خندق البشرية وتشارك البشر مسئولياتهم من أجل نزع السلاح النووي من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية لأن الأمة العربية شريكة لكل أمم الأرض وشعبها في الدفاع عن " السلام العالمي "..
ولكن ما شأن فلسطين ؟..
قيل ـ على استحياء ـ فيما نشرته جريدة الأهرام لأن أبعاد هذا الخطر قد امتدت إلى الشرق الأوسط إذ امتلكت إسرائيل قوة نووية . أيها الأخ الكاتب أو يا أصحاب الدراسة الأبحاثية التي نشرت فوق أسمه ، حرام عليكم . من أدراكم أن المؤسسة الصهيونية تمتلك قوة نووية ، وإذا كان ثمة قوة نووية في أرض فلسطين المحتلة فكيف منحتموها استقلالا عن القوة النووية الأمريكية . حاول العراق التقدم " خطوات محدودات " في اتجاه تملك قوة نووية فدمرت الولايات المتحدة الأمريكية مفاعله الذرى بقوة طيران صهيونية ، ولما " تطورت " طموحات باكستان " فحلمت " بأن تمتلك قوة نووية أوقفتها الولايات المتحدة الأمريكية قابضة على إرادتها من أمعائها ـ كما تفعل مع بعض الدول العربية ـ وما تزال الأزمة مستمرة . فهل يراد أقناعنا بأن إسرائيل تملك قوة نووية هي ممولتها ، وصانعتها ، وصاحبة القرار فى استعمالها .. لو كانت مجرد الإرادة والإمكانات المالية والفنية كامنة لتملك قوة نووية لكانت أكثر من دولة عربية تملك الآن قوة نووية متطورة . ومع ذلك إذا ملكتها المؤسسة الصهيونية المسماة إسرائيل فسيملكها العرب ، ونعود معا إلي مرحلة " التوازن النووي " حيث يفقد السلاح النووي قيمته العسكرية كما حدث بين الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتي ولم يزل حادثا …
دعكم إذن من مسألة السلام الدولي ومخاطر الفناء البشرى . ولا تصدقوا هذا ولا توحوا إلى الناس بتصديقه . أما إذا كان صادقا ، أو كنتم مصرين على تصديقه وأصبح الخوف من فناء البشرية حجة تمهد للاستلام . فليس الاستسلام حتى في هذه الحالة " المفزعة " هو البديل الوحيد . ذلك لأنه حينما يقف العالم كله ، بما فيه الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية على حافة الفناء النهائي ، ويصبح مصير الحياة على الأرض متوقفا على مصير فلسطين ، فإن هذه ستكون فرصة " خيالية " لتحرير فلسطين . إذ يمكن أن يضع العرب العالم كله أما خيار محدد : إما استرداد فلسطين المغتصبة وإما نهاية العالم . وسيتداول حكام العالم في مؤتمر دولي حقا ليختاروا الحياة واسترداد الصهاينة من الأرض التي ساعدوهم على اغتصابها ، أما إذا اختاروا العكس فأريد أن أسأل أي عربي لا يشترط فيه إلا أن يكون " غير منافق " ما الذي يضير العرب المستضعفين في هذه الأرض من أن تنتهي حياة العالم الذي ظلمهم ولو بفعل الظالمين سنموت معا ، نحن الشهداء إلى الجنة وهم البغاة إلى الجحيم . فما الذي تخسرون ؟.
هذا إن كنتم مؤمنين ….
وكل هذه نتائج مفترضة منا لمقدمات يراد فرضها علينا . ويبقى الواقع أن مؤامرة دولية تريد أن تقيم مؤتمرا دوليا ، تستدرجنا إليه عن طريق الخوف من فناء البشرية ، لندفع من وطننا القومي ثمن " تسوية " رصيد حساب مصالحهم القومية . ومن حقنا الإنساني والقومي والدولي والقانوني والأخلاقي أن نقول : لا للمؤامرة الدولية . لا للمؤتمر الدولي . لا للولايات المتحدة الأمريكية .. أما قولنا " لا " للاتحاد السوفيتي فسنصوغها رسالة علنية الى السيد جوربا تشوف لأن للصديق علينا حق " التحذير " قبل " الرفض " وما يزال الاتحاد السوفيتي صديقا أو هذا ما نتمناه ونعمل على استمراره ..
دكتور عصمت سيف الدولة .
المعمورة 11/8/1987
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق