بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 26 فبراير 2012

بين الثورة و ارادة الحياة ..



بين الثورة و ارادة الحياة  ..
  
الحرية هدف وغاية  الانسان على مدى التاريخ ، منذ ان بدأ يجوب التلال ويتسلق الاراضي الوعرة ، فيصعد الى الجبال او يأوي الى الكهوف .. ومنذ ان تفطـّن  وهو يشعـر بالحاجة الفيزيولوجية من اجل الحفاظ على البقاء حيا ، الى يديه الرائعتين اللتان  تمكناه من تلبية حاجياته المتزايدة و المتجددة ، حتى اصبح يستغلهما في المزيد من المجالات للتخلص من القيود  والسيطـرة على الطبيعة ، بما اضافه من خلال مقدرته الجدلية على توضيف كل ما لديه  من امكانيات ذهنية  في صنع ادواته البدائية ، التي تجعله أكثر تحررا من  القيود المفروضة عليه  ..
ولكن فوق هذا ، فان للحرية في زماننا ، وفي تونس بالذات معنى وطعم لذيذ لا يتذوقه الا الاحرار .  ليجعل منها هدفا يستحق التضحيات وتهون من اجله النفوس ..
فهنا ثار شعبنا ، و تردّد صدى ذلك الشعار الذي رفعه على امتداد الوطن الكبير تتلقـّـفه افواه الجماهير العربية  المتعطشة للحرية  ، لتردّده  بنفس النبرة والاصرار لانها وجدت فيه مبتغاها : " الشعب يريد ... " 
وقد قيل لاحقا انه شعار اختزل ارادة الحياة التي يعبــّـر عنها بيت الشعر المشهور : اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر . وقيل ايضا ان شعبنا في تونس كان مشحونا قبل الثورة بعقود بمضمون هذا البيت الذي كان حاضرا وفاعلا فيه على مدى اجيال ..
ومهما كان الامر فانه  يظل شعارا تلقائيا لم يعتقد احد قبل 14 جانفي انه سيتحوّل الى قرينة معبرة عن  سرّ ارادة الحياة التي كانت تحرك تاريخ البشرية  منذ ان وجد الانسان على وجه الارض .. اذ انه من الثابت ان الانسان  يتطور من خلال تلبية حاجاته المادية والثقافية المتجددة ابدا ، وهو لا يملك الا ان يلبيها ، بعد أن  تتحول كل منها الى مشكلة .. لا تلبث أن تفضي الى صراع داخل الانسان نفسه بين نقيضين : احدهما يعبرعن واقع الانسان وظروفه ، والآخر يعــبّـر عن الشعور بالحاجة في مجال من المجالات .. ويكون ذلك تعبيرا واقعيا عن المشكلة التي  تتطلّب  حلاّ ذهنيا  وعملا  ماديا لتجاوزها  .. اما اذا لم يقـع ذلك ولو بوجـود الحلول دون تـنفــيذها ، فـان تلك المشكلة  تصبح عائقا امام تطور الانسان ، و بقـدر ما تـكون الحاجة ماسة ومهمة في حياته ، تزيد هي في تكـبـيله وقهـره والحد من حريته .. وهو لا يتحرر من وطأتها  الا بتـلبـية حاجته التي ستـنشأ مكانها حاجات اخرى متجدّدة .. وهكذا في تواصل واستمرار : تـناقض ، فصراع  داخل الانسان ،  فحلول للـمشكلات  ، ثم عمل مادي او ذهني  لتنفيذ تلك الحلول  ، ووقــتها  تتحقق  مضامين جديد للحرية .. الخ  .  ولما كان هذا يحدث تلقائيا في حياة كل انسان ليـتـطوّر، فان ما رأيناه طوال عقود من عجز على ايجاد الحلول للمشاكل التي ظلّت تتراكم ، مع كل ما صاحبها من فساد  واستغلال وقهر للانسان  ، قد افرز واقعا متردّيا يمنع تطوّره ، ويصعب الصبر على تحمّله واستمراره ... مما ادّى  تدريجيا الى ظهور كل اشكال المقاومة الشعببية للظلم والاستبداد  في شكل انتفاضات  متـتـالية ، بما صاحبها  من ردود قاسية   من طرف السلطة سواء بالقمع ، أو بالتهميش و مصادرة الارزاق ، وتجريد الانسان من حقه في العيش الكريمّ .. 
باختـصار  انهما الـنقيضان الـلذان كان يتسبـبان في مراكمة الاحـتقــان . 
و لما كان وجود الانسان شرطا لازما لتطوره ، فان كسر القيود يصبح امرا لا مفــر منه لتحقيق الشرطين معا : الوجود والتطور  .. وتلك اذن ارادة  الحياة التي اختزلها الشعب في شعاره المرفوع : " الشعب يريد ... " الذي سرعان ما انتقل  الى جميع الساحات العربية ليكون شعارها الرئيسي ، كتعبير صادق عن وحدة المشكلات في مجتمعــنا العــربي ..
اذا كانت هذه المقاربة صحيحة فاننا نستطيع ان نقول دون خوف او غرور ، ان منطق الثورة في تونس  واخواتها  في الوطن العربي حتى و ان كان يبدو خارجا عن منطق الثورات في التاريخ  (الحزب الثوري، القيادة الثورية ... ) ، كما يرى البعض ،  فانه لم يخرج ابدا عن اطار القوانين التي كانت تحرّكها جميعا وهي : اقتران  الوجود بالتطور، الى درجة ان يصبح كل تضييق على وجود الانسان من خلال تعطيل تطوّره ، ايذانا بان ينقلب ذلك الى فعل ثوري لازاحة كل ما يعيق تطوّره .. وهو ما جعل القوى التقدمية  تعتقد دائما ان الثورة لا بد لها ان تحدث يوما ما ، فلم تيأس ، بل ظلــّــت تحرّض عليها باستمرار . ولم تستسلم للواقع ابدا او تشكّـك في مقدرة الشعب على تحقيقها ، حتى بدون قيادة . كما ظلت ملتصقة به ،  تعمل بين صفوفه على انضاج الظروف التي بها تتحقق الثورة ، لانها قناعة ومبدا و يقين قائم على منهج ما فتئ يبرهن عن صحة تطبيقاته في شتى المجالات . انه منهج جدل الانسان الذي يجزم بان الثورة على الظلم حتمية طبقا للقوانين التي تحكم حركة التطور داخل المجتمعات .. وجدل الانسان  على اهميته  بسيط ويمكن تقديمها باختصار : في اطار القوانين الكلية الشاملة للوجود ، يتحول كل شيئ طبقا لقوانينه النوعية ، وينفرد الانسان بالجدل الذي به يتطوّر .  وليس الجدل باكثر من التناقض القائم داخله بين واقعه الذي يعيشه ، وبين مستقبله الذي يطمح اليه ، والذي يعبّر عنه بالحاجة ، فتنشأ بذلك مشكلات متنوعة ومختلفة وضرورية  ذات مضامين مادية او ثقافية ، يتوقف عليها تطور الانسان .  فاما ان يحــُــل مشاكله  ويتطور، واما ان يموت .
ولما كان الانسان الفرد غير موجود اصلا الا في مجتمع ، و ان الناس مختلفين حتما منذ البداية في مقدرتهم الجدلية  ، فان الاختلاف بينهم يصبح حتميا و لا يُحل حلا سلميا الا بالجدل الذي يصبح وقتها جدلا اجتماعيا يمكّـنهم من فرز الحلول بالاختيارالحر ّ ( الديمقراطية ) ، ثم تنفيذ ما وقع عليه اختيارهم ، فيتطور المجتمع . وهذا يحدث حين لا يطرأ على نشاطهم ما يعطل مسار التطور كما تقتضيه قوانينه  داخل المجتمع . اما اذا ابتـُـليَ المجتمع بالاستبداد ، و الاقصاء ، وتزييف الارادة  ، فلا يصبح المجال وقتها مفتوحا  لفشل الحلول وضياع الجهد البشري  فحسب ، بل يتعداه الى تخريب المجتمع وضياع مستقبله وسط هالة من الزّيف التي لا تلبث ان تصاحب كل الاختيارات القائمة على التفرّد بالراي  ليكون و قتها سببا في  تعطيل قوانين التطور متمثلة في الجدل الاجتماعي ، الذي لا يمكن الغاؤه ، بل انّه سيستمر ولو بالهمس بعيدا عن عيون السلطة و مُخبريها . وعندها لا يبقى مجالا لاسترجاع فعالية القوانين الا بقيام الصراع الاجتماعي الذي ستختلف اشكاله حتما حسب موازين القوى . وهي تبدا عادة بالمعارضة ، والنقد ، والاحتجاج ، ثم تتطور الى الصراع العنيف . اذ لا تلبث السلطة الحاكمة عادة ان تواجه تلك الافعال السلمية المشروعة بافعال غير مشروعة اساسها العنف والقمع ، التي لا تلبث بدورها ان تولـّد  المقاومة والاحتقان  ليتحول كل ذلك – عندما تتهيأ له الظروف – الى انتفاضة او ثورة ... وهو ما حصل في الواقع العربي على مدى عقود ... حيث كان تهديد الوجود للمواطن العربي  يحدث فعلا ، وتعطيل قوانين تطوره  واقعا ملموسا ، فاستمر الاحتقان لدى المواطن  يتراكم بالضرورة . وقد ظلت اشكال الاستبداد والفساد والتهميش تزداد باستمرا ، فتقابلها فئات المجتمع المستهدفة ، بالرفض وعدم الاستسلام  متـّخذة اشكالا متنوعة للتعـبيـرعن نفسها ، لان  المزيد من الخضوع  قد اصبح مستحيلا  بسبب افتقاد الانسان لابسط مقومات الحياة ، فكان لا بد من الثورة .. غير ان الكثيرين ممن لا يعون مدى فعالية هذه القوانين المؤثرة والمحدّدة لسلوك الانسان ، يتساءلون عن اسباب الثورة واسرارها ..  انها ارادة الحياة المحكومة بحتمية التطور ، لا اكثـر ولا اقل  .
 ( نشرية القدس العدد 8 ) .

السبت، 25 فبراير 2012

انّ في التاريخ لعـبرة .



انّ في التاريخ لعـبرة .  

 تمر علينا في نهاية شهر فيفري ذكرى مهمة  في التاريخ العربي الحديث وهي قيام اول تجربة وحدوية بين مصر وسوريا في  22 فيفري 1958  ، تاريخ  قيام الجمهورية العربية المتحدة .
هذه الوحدة الاندماجية  التي كانت حدثا مزلزلا ليس في الوطن العربي فحسب بل و في جميع انحاء العالم ، حيث كانت تتويجا فعليا لذلك المد الثوري الوحدوي الذي شهدته الامة العربية من المحيط الى الخليج تحت قيادة جمال عبد الناصر ’ فكان  تعبيرا صادقا عن واقعية  المشروع القومي من ناحية  ، لان تحقيق اول وحدة عربية بين قطرين غير متجاورين ، يعدّ ايذانا بتحويل ذلك المشروع الى واقع ملموس ’ و بدا ية الانتصار على المشاريع المعادية للمستقبل العربي ، و هو من ناحية اخرى ترجمة  فعلية  لتحوّل العرب الى قوة حقيقية على الصعيد العالمي نظرا لما تضيفه الوحدة من امكانيات قومية لا تقدرالدول الاقليمية منفردة  على توفيرها مهما كانت قوتها و امكانباتها و اخلاص نواياها في مواجهة التحديات  للنهوض بالانسان العربي ...
كما كانت تلك الوحدة عودة  للامر الطبيعي لامة مزّقها أعداؤها  ، و تجسيدا لوحدة مصير  ابنائها ، وانتصارا على  كل  الذين خططوا ، او ساندوا ، او حتى الذين بقوا صامتين على التجزئة ...
 وقد كانت ثورة يوليو المحرك الفعلي لهذا المد الجماهيري الجارف الذي فرض مشروع الوحدة فرضا على القوى المعادية و المتردّدة  معا  ، غير ان تحقيق ذلك  الحلم في زمن قياسي بعد قيام الثورة  ’ احدث ارباكا كبيرا في صفوف القوى المناهضة ، ورفع من وتيرة تحرّكاتها المضادة  .
 اما القوى الوحدوية التي كانت تسعى للمزيد من النصر ، فانـّها لم تقدر على مواجهة المؤامرات التي كان يحيكها اعداء الوحدة داخل الجمهورية العربية المتحدة  و خارجها ، فكان الانفصال بعد ثلاث سنوات فقط  بمثابة الانتكاسة للمشروع الذي راهنت علية الجماهير و قدّمت في سبيله العديد من التضحيات ...
 لكن الانفصال في 28 سبتمبر 1961  كان - رغم مرارته -  الحدث الاكبر الذي كشف مدى تورط العديد من القوى العربية  التي تختفي وراء الشعارات القومية حينا ، او الاسلامية حينا آخر ، في التآمر على الوحدة ..
كما اثبتت سهولة الانفصال و سرعته ، مدى قصور الآليات التي قامت على اساسها الوحدة تحت ضغط الزخم الجماهيري الذي دفع لقيامها دفعا دون  بناء الآدوات الفاعلة و القادرة على  حماية المشروع الوحدوي سواء في مؤسسات الدولة او في التنظيمات الجماهيرية داخل المجتمع  ..
اما الدرس المستفاد من جميع التجارب الوحدوية ، فهو ذلك النداء الذي اطلقه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر سنة 1963 بضرورة قيام الحركة العربية الواحدة ، تنظيما جماهيريا تبنيه القوى القومية ،  ليكون آداتها  الصلبة لتحقيق الوحدة وحمايتها في نفس الوقت ،  وانّ في التاريخ لعبرة ...


 ( نشرية القدس العدد 8 ) .

الاثنين، 20 فبراير 2012

نشرية القدس العدد 7 .

 نشرية القدس العدد 7 * الاثنان 20 فيفري 2012


                                                                                    بسم الله الرحمان الرحيم
الافتتاحية :               أي وجه للحقيقة ؟
هل للحقيقة وجه واحد ام وجهان ؟ هكذا يتبادر الى الذهن مثل هذا السؤال عندما يتامّل المرئ المشهد العربي على امتداد اكثر من نصف قرن ، حيث لا يكاد احدنا يسمع طوال هذه الفترة الا التشكيك في كل ما هو عربي ، حتى بات بعضنا يسلم  - لفرط ما يسمع من تشكيك - بان العـروبة هي رمز الهزائم و التخلف ، و انها علاقة زائفة  و وهمية لا اساس لها في الواقع  ، وان  ما نعيشه من فرقة و تمزق و خلافات سببه العـرب انفسهم ، فلا يمكن باي حال من الاحوال ان نبني مستقبل مشترك .. او ان نسعى حتى لمجرد تطوير العلاقات بين الاقطار العربية .. اذ انه و باختصار قد " اتفق العرب على ان لا يتفقوا "   ... هكذا يردّدون ...   اما متى اتفقوا على ذلك فلا احد يعرف الاجابة !!! 
 و لعل المتأمل ايضا للنّكبات والنكسات والهزائم التي عاشتها الامة العربية ، و حالة الانحدار التي مرت بها ، الى جانب ما عليه حالها من تخلف وفقر وجهل ، يكاد يبعث على الياس والتسليم بما يقال ... بل ان حالة الياس  هذه قد كانت دافعا للبعض بان ينخرطوا بوعي او بدون وعي ، في مشاريع تطبخ بعـناية  ضد امتهم  ...
والواقع ان المشهد العربي كان معقدا الى ابعد الحدود . و قد لا يلام احد من عامة الناس على ياس قد اصابه او شعور بالاحباط ، و ربما لم يخطر ببال  أحد ممّن كان يسلـّم بهذا الامر ، ان يسأل من اين تسرّبت كل هذه المفاهيم ، أو ما هو مصدر هذا التشكيك ، وهل يعقل ان يكون التخلّف مثلا سببه ، الانتماء الى أمة من الامم ، أو الى دين من الأديان ..؟!! 
 لا شك اذن ان ما كان يحدث اكبر من طاقة هؤلاء الناس و يفوق كل تصوّراتهم .. لان موجة الاستهداف والتشكيك كانت جزءا من مخطاطات  كبرى مرسومة بكل دقة ، تتم دراسة حيثياتها واهدافها  في اعلى مراكز البحث ، ويتولى دراستها اكبر الخبراء  والمختصّين في جميع المجالات ، كما ترصد لها كل انواع التمويل  .... والمكافآت ، اما كيف يقع تمرير وتـنـفـيـذ هذه المشاريع فان القوى المعادية للامة تستعمل كل  الاساليب المتاحة لها ،  من اوّل التهديد بالقوة  والاحتلاال والحصار الاقتصادي ، واثارة النّعـرات .. الى آخر انواع الكذب  وتـزييف الحقائق ،  والتشكيك ، والترغـيب .. حتى بات كل هذا العبث المنظم  بمستـقـبلنا امرا واقعا يجب التسليم  به  ومسايرته .. كما اصبح ذلك النهج  يمثل الواقعـية  والحكمة والجرأة ، وفي سبيل ذلك فليتـنافس المتـنافسون ...  
هكذا كان تصوير الحاضر والمستقبل معا ، حتى يفقد المواطن العربي البسيط كل ثقة في النفس  وفي محيطه الطبيعي .. فلا يقال مثلا كيف كان العـريى يتعرّض الى كل هذه الهجمات المنظمة وهو لم يستسلم او يستكين  ؟   كما لا يقال ان الشعب العـربي شأنه شأن الشعوب الاخرى التي مرت بفترات حالكة السواد ، وأنه يستطيع أن ينهض متى توفـّرت له الشروط اللازمة للنهوض . و ان العديد من الشعوب التي تبدو اليوم متطوّرة كانت الى زمن قريب تعـيش في الظلمات والتخلف الذي لم يره العـرب على مر العصور  .. و كيف ان الوطن العربي  لم يشهد انقطاعا عن التضحية و العطاء ، بل ظلّ يقدّم المقاومين والشهداء الذين خاضوا معارك الدفاع عن امتهم جيلا بعد جيل ،  فسطّروا بذلك طريقا للمستقبل يمرّ حتما عبر التمسك بالحقوق والكرامة مهما كان الثمن .. كما  قدّم في كل المجالات الاخرى آلافا من المشاهير من الادباء والعلماء والاكادميين والفلاسفة والخبراء والاطباء والمهندسين والمكتشفين المخترعين  الذين لم يجدوا حظهم في امتهم فاحتضنتهم تلك الدول نفسها التي تصدّر لنا التشكيك والهزيمة !!! و كيف لا يذكر ان العربي لم ينقطع عن المقاومة على جميع الجبهات ، ضد انظمة الاستبداد  وضد الصهاينة والاستعمار ، وكيف كان  يحقق النصر كل يوم بقدر ما يبذل من جهد وبقدر ما يتوفـر له من امكانيات ، و ان قاعدة عريضة من العـرب  لديهم قناعة لا يرقى اليها الشك بان النصر آت لا محالة .. وكيف لا يقال اخيرا وليس آخرا بان العديد من الامم التي نهضت عانت اكثر مما عانته امتنا ، وان امة قادتها الرسل والانبياء لا يمكن ان تستكين او تقـبل الهزيمة ...
 فعسى ان تستجيب المقادير لمهمّـاتها الهادفة  ... ( القدس ) .

اقوال ماثورة  و ابيات  مشهورة    


                                                   **   ما ضاع حق وراءه طالب .
                                                      ** مودّة العدو لا تنفع  .
                                             ** قم للمعلّم وفّه التّبجيلا ... كاد لالمعلّم ان يكون رسولا .
**  و من يتهيّب صعود الجبال يعش ابد الدّهر بين الحفر .


   ك ل م ات  *  م ت ق ا ط ع ة            

1
2
3
4
5
6
7
1







2







3







4







5







6







7







   






      

 
افقيا :
1 ) بلد عربي من المشرق .
2 ) بلد آسيوي
3 ) للتعريف  - بئر ( مقلوبة ) – آخر الحروف .
4 ) بلد اوروبي .
5 ) اول الحروف – عكس ميت – حرفان متشابهان .
6 ) تطلق على محموعة من الدول من جنوب شرق اوروبا .
7) اسم الفاعل من سافر  .
عموديا :
1 ) خمسة حروف متشابهة .
2 ) اربعة حروف متشابهة – للنفي .
3 ) ثلثي بيت –  وعاء لزراعة نباتات الزينة .
4 ) بلد آسوي ( مقلوبة ) .
5 ) عكس شجاع  ( مبعثرة ) – الامر من وقف  .
6 ) آخر الفعل المضارع مع المتكلمين – عكس يمين
7 ) شهر افريل .













بسم الله الرحمان الرحيم .

﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ

صدق الله العظيم .
  قصيدة العدد

  إنّ العروبة في دمانا تخفق . 

حسن ابن عزيز بيشو / المغرب

شلاّل  شعر نبعه من مشرق
          وزلاله في مغرب يتدفق
"حوران" أهدتْ فيه من عرصاتها
          مكناس روضا باليناعة يعبق
.....
وغدا سيعلو في سماه كأمسه
          ويعود ماضيه البهيّّ المشرق
فالنصر’ آت والتخاذل’  زا ئل
          مهما بنا أزرى الزمان’ الأخرق
والوعد من رب السماء بنصرنا
          بالمخلصين العاملين معلّق
والفوز  مرهون بوحدة أمّة
          لمّا تزلْ أطرافها تتمزّق
ولو انها التحمتْ لعاد زمانها
          كالأمس في أسمى الذرى يتألّق
يا نبض " يعْرب " من قديم عهودها
          ولسان أمّـتنا الذي به تنطق
يا شعر ، حقـّـقْ بالوصال لنا منى
          ليست سوى برؤى الخيال تحقـّـق
فالحلْم  خيْر من رجاء ضائع
          دوما به الأنفاس  فينا تخْنق
ولْيرفع الشعراء صوتا معلنا
          أنّ العروبة في دمانا تخفق
ولْـتـلْـتحمْ أقلامهم وقلوبهمْ
          مهما اسْتبدّ مغـّرب ومشرّّ ق
فهم  الهداة  إلى الصراط متى انبرى
          خلف الستار مشكّـك ومفرّ ق
يا أيها القلب  الحريريّ الذي
          للحقّ- مثلي- والعـروبة يعشق
حيّاك ربّي زائرا حنّـتْ له
          من قـبل رؤيته الرؤى تتشوّ ق
لك قد تفـتّحت القلوب  ، فدمْ بها
          نبراس هدْي بالسنى يتدفّق
.....
أنثرْ تحايا مغرب في مشرق
          " أزهار خيْر" بالمودّة تعبق
واشهدْ لأهل الشرق أنّا ها هنا
في بحر عشْق للعروبة نغـرق .

مقال العدد

من هو عصمت سيف الدولة ؟

هو مفكر عربي  من مصر ولد في 20 اوت 1923 بالصعيد المصري و توفي في ذكرى يوم الارض يوم 30 مارس 1996 ..

حصل على ليسانس الحقوق عام 1946 م  من  جامعة  القاهرة  ثم على دبلوم الدراسات العليا  في الاقتصاد السياسي عام 1951 م  ، ودبلوم الدراسات العليا  في القانون العام عام 1952 م من جامعة القاهرة ، ودبلوم الدراسات العليا في القانون عام 1955 م من جامعة باريس ، ثم الدكتوراة  في القانون 1957م  من جامعة باريس . 
وقع القبض عليه في أول أيام حكم السادات بتهمة التخطيط لإنشاء تنظيم قومي هدفه قلب أنظمة الحكم في الوطن العربي ،  فاعتقل لأول مرة في 1972 ، ثم  في عام 1981 م .

من أهم مؤلفاته  :  نظرية الثورة العربية  المتكوّنة من سبعة اجزاء .



دليل نظرية الثورة العربية للمفكر العربي الدكتور عصمت سيف الدولة

كما ألّف الدكتور عصمت سيف الدولة عشرات الكتب و الدراسات  التي تهتم اغلبها  بالقضايا المصيرية للامة العربية و مستقبلها . و قد كان رحمه الله مقاتلا شرسا و مدافعا عن المظلومين من طرف النظام الاستبدادي في مصر حيث دافع تطوّعا عن الكثير من المتهمين السياسيين من مختلف الاتجاهات و المشارب الفكرية دون تمييز .. ممّا كان سببا في التضييق عليه و على مؤلفاته ، و دخوله السجن  في فترتي السادات و مبارك ،  وقد كانت كتبه ممنوعة من الدخول الى اغلب الدول العربية ومنها تونس ..

وفي ما يلي بعض العـناوين للكتب و الدراسات و المحاضرات من انتاجه الغزير :

حوار مع الشياي العربي – هل كان عبد الناصر ديكتاتورا – الاستبداد الديمقراطي – اعدام السجان –

عن العروبة و الاسلام – عن الناصريين و اليهم – دفاعا عن الوطن – دفاعا عن الشعب – النظام النيابي و مشكلة الديمقراطية –  الاحزاب و مشكلة الديمقراطية في مصر – راسماليون و طنيون و راسمالية خائنة – هذه المعاهدة – الاعتراف المستحيل – التقدم على الطريق المسدود – الشباب العربي ، الهوية و مشكلة الانتماء – ما العمل – رسالتان الى الشياي العربي – الطريق الى دولة اريحا -  مذكرات قرية – مشايخ جبل البداري – بيان طارق – تنظيم قومي من اجل الوحدة – الوحدة العربية و معركة تحرير فلسطين – الصهيونية في العقل العربي – المحددات الموضوعية لدور مصر في الوطن العربي –  ثورة يوليو و المسالة الديمقراطية – الديمقراطية و الوحدة العربية – الديمقراطية و دولة المؤسسات – الوحدة اساس النصر و الهزيمة – رحلة عقيمة الى الارض الطهور – انتحار انور – الحركة الطلابية – مقال في النقد الفني -  الوحدة العربية ضرورة العصر – تطور مفهوم الديمقراطية من الثورة الى عبد الناصر الى الناصرية – رسالة الى الجماهير العربية – اعتاقة من اجل الوحدة – حكم بالخيانة - رسالة الى الجماهير العربية - .....

من اكبر ابداعاته و اضافاته في مجالات الفكر الانساني عامة طرحه للمنهج المسمّى : جدل الانسان ، الذي اسّس عليه كل اطروحاته الفكرية ، و حيث لا يمكن فهم تلك الاطروحات و الاجتهادات الا على اساس فهم منهجه الذي يضبط كل أفكاره  ..

- يقوم منهج جدل الانسان على مسلـّمة بسيطة : تتمثل في كون الانسان وحدة من المادة و الفكر ( الذكاء )  لا ينفصلان ، فهو على هذا الاساس ، الكائن الوحيد القادر على استرجاع الماضي ( الظروف )  من اجل  تغييرها  في المستقبل ...

- و هذه الظروف -  كما هو معلوم  -  بمجرّد وقوعها تفلت تماما  من امكانية التغيير ، فلا يستطيع كائنا من كان ان يلغي ما حدث .

- والماضي كتعبير عن  واقع  الانسان   يمتدّ  تلقائيا في المستقبل :

-  فيتحوّل الى مشكلة ، لا تلبث ان تصبح عائقا امام تطوّره .

 - و  ان  أي مشكلة  يعيشها الانسان  لا يمكن حلـّـها الا بتدخـّـل منه .

- فهو القادر وحده دون الكائنات جميعا  على تصوّر الحلول   .  

-  ثم ان  تصوّر الحلول دون تنفيذها لا يحلّ المشكلة  مطلقا .

- فلا بدّ اذن  من العمل بعد ايجاد الحل .
 - ان هذا التصوّر لترتيب حركات الجدل يتـّـفق تماما مع مضمون الآية الكريمة التي تؤكـّد على دور الانسان في تغيير الظروف . قال  تعالى :  " لا يغيّر الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأ نفسهم ". و هم طبعا لا يستطيعون ان يغيروا ما  بأنفسهم  الا اذا فهموا واقعهم  و فكروا  في الحلول و الادوات المناسبة لتغييره  ثم  نفذوها  بالعمل اللازم  للتغيير ..
- كما ان حل أي مشكلة  و في أي مجال من مجالات الحياة لا ينهي  معاناة الانسان  ،  لان الحاجة الانسانية  متجدّدة ابدا  و لا تتوقف ..
- لذلك  كان هدفه  دائما  الحرّية ،  ثم المزيد من الحرية .. من خلال بحثه المتواصل عن الحلول .. 
- و من المهمّ  ان نعرف هنا ان الانسان يتطور بقدر ما ينجح في حل مشاكله لا اكثر و لا اقل ..
- فيمثل الصراع بين واقعه الذي يعيشه و مستقبله الذي يريد ه ، الجدل الدائم الناتج عن هذا التناقض داخله  ،  فيكون الانسان  تبعا لذلك ، الكائن الجدلي الوحيد . 
- كما يكون التطوّر بشكل خاص ظاهرة انسانية بحتة .. تخص الانسان وحده . 
- و بما ان الانسان لا يوجد مفردا اينما كان  ، فان التطوّر لا يكون بمعزل عن المجتمع ..   
-  ولا تحلّ المشاكل حلا صحيحا  الا في اطارها الاجتماعي ، أي باختصار بالنظر لمصلحة المجتمع . لان بعض الحلول الفردية قد تكون على حساب بعض الناس فتخلق ان آجلا او عاجلا  مشكلات جديدة  ، لا تلبث بعد ذلك ان تعيق تطوّرهم فتصبح مشكلات  اجتماعية بعد ان كانت حلولا لمشاكل فردية الخ ...  ( القدس ) .


كاريكاتور

ألغاز
** ما هو الشيء الذي تحمله و يحملك في نفس الوقت ؟
          ** كيف تستطيع الحصول على العدد الف باستخدام العدد 8 ثمانية مرات .
**  ثلاثة  مع  ثلاثة ،  و كل ما عديت  سبعة ،  صار السبعة  ثلاثة . ماهو ؟  
 
الصور المتشابهة .. 
من اقوال العظماء .. 

" أنا عارف مدى الغضب ، ومدى المفاجأة اللى أصابتنا جميعا بعد النكسة ، وبعد اللى حصل ، وعارف ان الشعب العربى فى مصرغاضب ، وحزين لأن جيشه نال هزيمة غير مستحقة ، ولأن سيناء تم إحتلالها ، بس أنا بدى أقول لكم حاجة : الرئيس تيتو ، بعث لى رسالة جت له من ليفى أشكول رئيس وزراء إسرائيل ، يطلب فيها أنه يقابلنى فى أى مكان فى العالم ، لنتحدث ، ولكى نصل لحل .... وان إسرائيل مستعدة ترد لنا سيناء من غير شروط مذلة ، إلا شرط واحد بس ، إن مصر تبقى دولة محايدة يعنى لا قومية عربية ، ولا عروبة ، ولا وحدة عربية نبقى فى حالنا ، ومالناش دعوة بإسرائيل ، هي قتلت الفلسطينيين ، واحنا مالنا ، إسرائيل ضربت سوريا ، احنا محايدين ، ضربت الأردن ، ولبنان ، مصر مالهاش دعوة ، ما تفتحش بقها ، ولا تتكلم .. يعنى خدوا سيناء ، وانسوا العروبة والقومية والوحدة ، ونبيع نفسنا للشيطان .
أنا طبعا قولت للرئيس تيتو الكلام ده مرفوض ، القدس ، والضفة ، والجولان ، وسيناء ، يرجعوا مع بعض .. إحنا مسؤولين عن إستعادة كل الأراضى العربية ، احنا مسؤولين عن حل مأساة شعبنا العربى فى فلسطين .
مش حنقبل شروط ، ومش حنخرج من عروبتنا ، ومش حنساوم على دم ، وأرض العرب .. لن تقبل الجمهورية العربية أبدا حل جزئى , معركتنا واحدة ، وعدونا واحد ، وهدفنا واحد ، تحرير أرضنا كلها بالقوة  ..
حبّـيت أنقل لكم الموضوع ده علشان تعرفوا ان المشكلة مش سيناء بس .. الأمريكان واليهود ضربونا فى 67 عشان يساومونا بسيناء على عروبتنا ، وعلى شرفنا ، وعلى قوميتنا  ".
       من خطاب الزعيم الراحل جمال عبد الناصر .

بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ هَل يَستَوِي الَّذِينَ يَعلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعلَمُونَ
                                                                صدق الله العظيم .




                                  
                            مشهد للقارات قبل انفصالها منذ 180 مليون عام


 عمر الارض

استطاع العلماء جمع معلومات مفصلة عن العهود الماضية لكوكب الأرض ، حيث يرجع تاريخ بداية النظام الشمسي إلى حوالي  4.5  مليار سنة ، تاريخ  تكوّن الأرض والكواكب الأخرى الموجودة في النظام الشمسي من  سديم شمسي  وهو عبارة عن كتلة قرصية الشكل من الغبار والغاز المتبقبة  من تكوّن الشمس .
وقد اكتمل تكوّن الأرض عن طريق هذه الأجزاء الخارجية في غضونفترةتتراوح  ما بين 10 و 20 مليون عام  . وفي بادئ الأمر كانت الأرض منصهرة ، ثم بردت طبقتها الخارجية ؛ لكي تكوّن قشرة صلبة وذلك عندما بدأت المياه تتراكم في الغلاف الجوي للأرض . ثم تكوّن القمر بعد ذلك بوقت قريب ، وذلك عندما اصطدم بالأرض جرم سماوي ـ في حجم كوكب المريخ  و تمثل كتلته 10% من كتلتها  ،  في صدمة عارضة ،  وبعد ذلك اندمجت أجزاء من هذا الجرم السماوي مع كوكب الأرض ، وتناثرت أجزاء منه في الفضاء ، ولكن أجزاء من هذا الجرم استقرت في مدار وكونت القمر .  


حل الكلمات المتقاطعة  ..


1
2
3
4
5
6
7
1

ل
ب
ن
ا
ن

2
ا
ل
ي
ا
ب
ا
ن
3
ا
ل

ب
ج

ي
4
ا
ل
م
ا
ن
ي
ا
5
ا

 ح
ي

س
س
6
ا
ل
ب
ل
 ق
ا
ن
7

م
س
ا
ف
ر


حل الألغاز

                                                      ** الحذاء
                                                      ** 888 + 88 + 8 + 8 + 8
 ** يوم الثلاثاء . 
ربوع بلادي

                  المدينة المنوّرة : من نواة للفتح ، الى مولد امة ..

 عندما اسّس الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم تلك النواة في المدينة بعد الهجرة ، و وضع لذلك المجتمع الصغير دستورا ينظم الحياة بين الناس ، يلتزمونه جميعا و يحتكمون اليه عند الاختلاف ، لم يكن احدا يتصوّر في ذلك العصر ان تلك النواة ستكبر لتصل الى الشام  ،  اوالى المغرب الذي لم يكن عربيا في ذلك الوقت ، ثم الى حدود الصين  شرقا ، و حدود فرنسا غربا ..
 و سرعان ما كبرت تلك النواة  و ترعرعت في ظل دولة الخلافة المترامية الاطراف ..
 وبعد ان بدات الخلافة اموية في البداية نسبة لبني أمية ،  اصبحت خلافة عباسية نسبة لبني العباس بعد استيلائهم عليها من الامويين .. و انتهت خلافة عثمانية  ذات نزعة تركية واضحة تمارس سياسة التتريك على العرب  ..
 وامام ضعف الخلافة العثمانية و تصدّع دولتها و انقسامها في العصر الحديث الى امم مختلفة على غرار الامة التركية و الايرانية و الاسبانية التي كانت جميعها تحت راية دولة الخلافة في فترات متفاوتة ، قد ظهر مولودا  جديدا صنعته تلك الاحداث  منذ بداية انتشار الاسلام  يسمى الامة العربية ... ( القدس ) .
 


موقع المدينة المنوّرة على ساحل البحر الاحمر      *       مشهد للمدينة المنورة .