ثـورة ام عـقــوبة ..؟
عندما وقع الشيخ البطل عـمـرالمختار في الاسر، أخذه الحاكم العسكري الايطالي على انفراد ، وخلال الحوار
سأل الجنرال قـراتسياني عمر المختار عن الاغلال التي تكبّله قائلا له : هل هي
مزرية ؟
فهزّ عـمـر المختاركتفـيه ونظر لسائله نظرة جانبية معـبّرا عن الاستهزاء وقال
: انه واقع مزر ..
ولعلنا اليوم ونحن نعيش واقعنا نجد انفسنا امام شواهد تذكّرنا كل يوم عديد
المرّات بان معاناتنا اليومية خلاصتها اننا نعيش واقعا مزريا لا يمتّ باي صلة الى
مجتمع عاش ثورة شعـبية ، و أسقط أكبـر ديكتاتور عربي ، وانتخب مجلسا تاسيسيا ليضع
مستقبله على السكة الصحيحة .. لكننا وجدنا القطار يسير الى الخلف .. فالطرابلسية و
عصابات النهب والاحتكار والسرقات والتهريب
المنظم ازدادت عددا وتغوّلا .. و وجدنا البطالة تتفاقم .. والعيش يصبح مرّا باتم
معنى الكلمة من خلال غلاء المعيشة وقلة ذات اليد .. كما لم ننعم بامن ولا باستقرار
وبتنا نرى الخوف من حولنا وفي كل مكان ، حيث صرنا نرى اتهام المناضلين الشـرفاء والمحتجّـيـن الذين يطالبون بحقهم المشـروع في
الشغـل والعـيش الكريم يـُـؤخـذون دون سابق انذار ، فـتـُـلفــّـق لهم التهم من
الوزن الثـقـيل ..
باختصار شديد .. هل فجـّـرنا ثورة تخلــّـصنا أم أنزلنا عقوبة بانفسنا ..؟؟
( القدس عدد 42 ) .
