بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 5 فبراير 2012

متى تتوحد امة التوحيد ؟



متى تتوحد امة التوحيد ؟

لقد بعث الله النبيين موحدين ، داعين ، أن لا اله الا الله . قال تعالى : ( وَما أَرْسلنا مِنْ قَبْلِكِ مِنْ رَسولٍ إلاّ نوحي إليهِ أَنَهُ لا إلهَ إلاّ أَناْ فاعبُدُون / الأنبياء 25 ) . في البداية قد كـُـلـّـف كل نبي بتبليغ رسالة التوحيد الى قومه : قال تعالى : ( ولقد ارسلنا نوحا الى قومه اني لكم نذير مبين / هود 25 ) . وقال : ( والى ثمود أخاهم صالحا ، قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره / هود 61 ) . وقالى تعالى : ( والى مدين اخاهم شعيب ، قال ياقوم اعبدوا الله مالكم من اله غيره /هود 84 ).. ثم موسى ... وعـيـسى ... اللذان اراد لهما سبحانه ان تتجاوز رسالتهما اطار الدعوة الضيقة الخاصة بالقوم ، فبعث موسى الى فـرعون ، و جعل عيسى يتحدّث عن غيره من الانبياء و يبشـّر برسالة محمد صلى الله عليه   وسلم ...  حتى جاءت رسالة خاتم الانبياء  الى الناس كافة  . قال تعالى : وما أرسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون  / سبأ 28 .
وفي هذا السياق جاءت رسالة الاسلام ، وانتشر الدين ،  فاستوجبت ظروف الحياة الجديدة والدعوة القائمة ،  تأسيس مجتمع المدينة الذي انطلق منه الفاتحون الى اقصى الارض ..  و قد كان  ذلك كله على يد الرسول صلى الله عليبه وسلم ، ثم استمرّ بعده قرونا ،   والناس يعيشون شعبا واحدا ، وأمة واحدة ، مسلمين وغير مسلمين .. لان تعاليم الاسلام كانت واضحة : قال تعالى : ( فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولـّوا فإنما عليك البلاغ والله بصيرٌ بالعباد / آل عمران: 20) ...  وهكذا  يبقى الوطن للجميع . 
أجل . هكذا كان الامر واضحا للرسول فنفـّذ تعاليم ربه ، وجمع الناس  تحت راية دستور واحد ، فيما بات يعرف بالصحيفة التي وضعها صلى الله عليه وسلم  بنفسه لتنظيم الحياة  في المدينة على قاعدة المواطنة ، فذكر فيها كل فئات المجتمع ، فـئة فـئة ، دون تمييز او امتياز الاّ من خان العهد والميثاق كما فعل بعض اليهود فعاقبهم الرسول بالنـّفي ..
لذلك لم يكن الاسلام مجرّد دين ، بل كان ثورة حضارية عظيمة بدأت بتلك النواة التي نشأت في المدينة ، ومنها تكونت امة بأكملها حين  توحّد المشرق بالمغـرب في دولة واحدة ترفع راية الاسلام ، و حين قدّم الفاتحون لغة جاهزة هي لغة القرآن لتلك الشعوب التي لم تنصهر بعد امة من الامم  ، الاّ عندما تمكنوا جميعا من الاستقـرار والتفاعل الحر طوال قرون في ظل دولة الخلافة ... حتى صاروا كما نحن اليوم امة بين المحيط و الخليج ..
ولذلك أيضا  لم يرتبط الاسلام بعلاقة مع الامم الاخـرى كالتي ارتبط بها مع الامة العـربية ... حيث اوجدها ولم تكن موجودة من قـبل ... و قد ظلت موحّدة تدافع عن كيانها ضد الغـزو الصليبي والمغولي وكل انواع العدوان حتى مـزّقها  أعداؤها الحاليين ، وزرعوا فـيها كيانا غـريبا جمعوا له الغـزاة من كل أمم الارض ، في فلسطين تحديدا .. 
لكن المستعمرين رحلوا جميعا حين انهكتهم المقاومة الشعبية في كل مكان ، و نصّبوا مكانهم حكاما عملاء يحرصون مصالحهم في ظل التجزئة .. فمتى تتوحد امة التوحيد من جديد ؟؟؟ 
 النّصر آت ....

 ( نشرية القدس العدد 5 ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق