ندوة ثورة
يوليو
د. عصمت سيف
الدولة : كل ما يجري في الندوة طبيعي ولم يكن كله ناصريا .
الأهالي
28 ماي 1986 .
هناك خلط في التعليقات التي تلت الندوة بين ثورة 23 يوليو 1952 وبين
الناصريين . فثورة 23 يوليو ينتمي اليها ويدّعي الانتماء اليها مجموعات واتجاهات
كثيرة من أقصى اليمين الى أقصى اليسار . وتطبيقا لهذا تمثلت بدرجات متفاوتة وعبر
كل منهم عن رؤية لمستقبل ثورة 23 يوليو . ومن هنا جاءت التناقضات والخلافات بين ما
قيل في المداخلات وهذا من طبيعة ثورة 23 يوليو التي جمعت بين جمال عبد الناصر
وأنور السادات .
ولكن في مرحلة لاحقة ابتداء من 1962 دخلت الثورة في مرحلة جديدة يمكن أن
تسمى المرحلة الناصرية محورها الفكري ميثاق العمل الوطني وتوجهها الاستراتيجي
الاشتراكية ونظامها الداخلي تجربة مختارة من نظام الديمقراطية الشعبية .
وبدأ تميز هذه المرحلة بعد وفاة جمال عبد الناصر اذ أن المعركة الضارية
التي قادها "السادات" الرمز ضد "عبد الناصر" الرمز كانت في
قلب ثورة 23 يوليو المنشقة انشقاقا صارما ما بين يمينها ويسارها . وبالتالي بدأت رويدا
رويدا تفرز تيارا ناصريا يحاول منذ سنين أن يتبلور في حزب شرعي . ويقاوم
الساداتيون ظهور الحزب وشرعيته مقاومة ضارية وظالمة أيضا . ولكن نعرف حدة الانقسام
داخل 23 يوليو أذكر أن لجنة الأحزاب الساداتية أعرضت على حزب ناصري تحت التأسيس
بسبب ذكرته اللجنة في اعتراضها هو استمارة الحزب لمبادئه من ميثاق العمل الوطني
وهو عندهم غير مشروع .
ومن هنا حددت بدء استقلال الناصرية داخل الانقسامات الاعرض لثورة 23 يوليو بعام
1962 .
وأعتقد أن الناصريين أرادوا بهذه الندوة ويمثلهم صاحب الدعوة الأستاذ محمد
فايق أرادوا أن يواجهوا ويحاوروا الانتماءات الأخرى لثورة 23 يوليو لأنه لم يكن
خافيا أن 80% من الحاضرين المشاركين كانوا
مع ثورة 23 يوليو وعبد الناصر ما قبل 1962 مفاده ما يضع هؤلاء استدراكا بقولهم أن
هناك سلبيات حدثت بعد هذا التاريخ (عام 1962) أي في مرحلة التحول الاشتراكي بالتحديد
. فهم ليسوا ضد ثورة 23 يوليو ولكنهم ضد الناصرية ولعلنا نذكر أن السادات – الله يرحمه
– قال مرة أن كل الأخطاء والسلبيات حدثت بعد عام 1956 لأن السادات كان يعتقد أن
التوجه العربي الذي أدى الى وحدة 1958 من ضمن السلبيات .. والعروبة بعد اخر يفصل بين
الناصريين وقيادات أخرى في ثورة 23 يوليو .
على أي حال الندوة شارك فيها الناصريون ولكنها لم تكن ندوة الناصريين
ولكنها ندوة عن ثورة 23 يوليو .
أما بعض الاخوة الفضلاء العرب الذين شاركوا فيها فمازالوا ناصريين بمعنى
خاص . لقد كانوا شيئا في اقطارهم يوم كان يرعاهم عبد الناصر .. أين هم الان أترك لمن
حضر الندوة أن يعرف ..
ولقد أعجبني جدا من الأستاذ محمد فايق إعلانه في نهاية الندوة أن الذين
مولوها هم الدكتورة سعاد الصباح والأستاذ جاسم القطامي والأستاذ محمد حسنين هيكل ..
والداعي الحقيقي لاي ندوة هو الذي يمولها . على هذا الأساس يكون كل ما جرى في
الندوة طبيعيا وان لم يكن كله ناصريا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق