بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 16 مايو 2021

لا تسترخصوا هذه الأمّة..

 لا تسترخصوا هذه الأمّة..

عبد السلام بوعايشة.
 لن أردد ما رددناه آلاف المرات منذ تسلل المشروع الصهيوني إلى فلسطين و نجاحه في افتكاك قرار تاسيس دولته من منظمة الأمم المتحدة سنة 1947...ما يجب قوله اليوم ضمن جولة الصراع الجديدة بين الشعب العربي و المشروع الصهيوني هو ما يلي..
 1 - المقاومة في فلسطين ليست غزة أو الضفة الغربية أو القدس أو  اراضي 48 فحسب ،كما انها ليست حماس أو  فتح أو  الجهاد الإسلامي أو  الجبهة الشعبية فحسب، كما أنها ليست أي تنظيم أو حزب أو دولة عربية تبنت القضية و قاومت من أجلها ...المقاومة في فلسطين هي أمة بحالها و شعب عريق يؤمن بارضه و حقه و انتمائه و حضارته يرفض التسليم او التطبيع او الهزيمة او الاستسلام و هو الذي يجر خلفه كل العناوين السياسية و العسكرية و يدفع بها نحو السير في الطريق الذي اختاره منذ قرر مقاومة اولى العصابات التي غزت فلسطين في بداية القرن العشرين.. هذه الأمة و هذا الشعب هو أمة العرب و شعبها.
 2 - المشروع الصهيوني ليس دولة الاغتصاب المسماة "اسرائيل" بل هو تحالف دولي جسمه و راسه و قوته الضاربة في الغرب الراسمالي عامة و قاعدته العسكرية المتقدمة في فلسطين.. هذا المشروع يتخذ من فلسطين قاعدة و أداة لمنع اي نهوض قومي عربي في منطقة تمثل مهبط كل الاديان و مهدا للحضارات الانسانية و مركزا للطاقة و ملتقى للقارات الخمس و مفرقا للطرق التجارية و اعتدالا لجميع الفصول حتى...
 3 - بعد أكثر من قرن من الصراع و الحروب و الانتصارات و الهزائم و التضحيات تاتي هذه الجولة الجديدة من الصراع لتكشف عن حقيقة ان الامة منتصرة رغم الهزائم العسكرية و ان المشروع الصهيوني منهزم رغم التفوق العسكري و التكنولوجي لاننا نشهد اليوم ان شوارع و ساحات باريس و واشنطن و لندن و امستردام و روما و نيويورك و مدريد ...كلها تقف الى جانب الحق الفلسطيني و في المقابل لا احد يتجرأ لمساندة العدوان في اي شارع مهما كان ضيقا ...
4 - ردود فعل الدول على ما يجري في فلسطين يؤكد للمرة الالف أن مآلات الصراع يتوقف عليها مصير النظام العالمي كله و ليس مصير العرب و الفلسطينيين و اليهود فحسب لاننا نرى و نسمع و نتابع حالة التعبئة السياسية و الاعلامية في التعاطي مع الوضع عند كل جولة من جولات الحرب .. من القاهرة الى موسكو الى واشنطن الى نيويورك الى لندن الى بروكسال الى طهران و انقرة و باريس اتصالات و اجتماعات و تصريحات و مواقف تصب كلها في التعبير عن الخوف من انعكاسات ما يجري على الاستقرار الدولي و على مصالح الدول طبعا...بوتين يرى في اجتماع مع وزرائه ان ما يجري يؤثر على الامن الروسي...بايدن جدد دعمه للصهاينة...الاوروبيون يحاولون عبثا  الامساك بالموقف الوسط..اجتماع عاجل لمجلس الامن و للجمعية العامة للامم المتحدة...اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي...اجتماع لمنظمة المؤتمر الاسلامي و مجلس وزراء الخارجية العرب...
 5 - هذه الجولة من الصراع و ما شهدته من توسع شامل لكل ارض فلسطين تؤكد ان الكيان الصهيوني هزم استراتيجيا و ليس بينه و بين الفناء و الذوبان سوى ان يرتقي مشروع المقاومة ليوحد صفه فلسطينيا و عربيا و يفرض بديله على الارض الحبلى بالتفاؤل و الامل... بهكذا تمشي سيحملون جثة دولتهم على اكتافهم و يرحلون .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق