بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 28 أكتوبر 2024

عصمت سيف الدولة - السفير 7 أكتوبر 1993 .

 

PDF

ندوة الحزب الناصري حول اثار ومخاطر اتفاق غزة - اريحا .

الدكتور عصمت ييف الدولة : على الاحزاب الناصرية في اليمن ولبنان ان تصبح حزبا واحدا ..

رسالة القاهرة – السفير 7/10/1993

اقام الحزب العربي الديمقراطي الناصري ندوة حول اثار ومخاطر اتفاق غزة – اريحا ، تحدث خلالها عدد من المفكرين القوميين واساتذة العلوم السياسية ، والسياسيين المصريين والعرب ..

وأكد المتحدثون على ان الاتفاق المليء بالالغام والمخاطر ، لن تقتصر اثاره السلبية فقط على مستقبل القضية الفلسطينية ، بل ستمتد الى الامة العربية ..

فالى جانب ان الاتفاق يصور ان النضال الفلسطيني من أجل التحرير على انه ارهاب وليس نضالا مشروعا ، فانه يفرغ منظمة التحرير من المضمون الذي انشئت من أجله .... ( وقد شهدت الندوة العديد من المداخلات منها مداخلة الدكتور عصمت سيف الدولة )

مسؤولية القوميين

... وحمّل الدكتور عصمت سيف الدولة القوميين مسؤولية ما آلت اليه الأوضاع ، وقال : " ليس بيننا واحد يمكنه ان يزعم انه بريئ من المساهمة فيما وصلنا اليه . نحن نشعر الآن بالمذلة " .

واضاف : " علينا الا نعترف بما يحاول العالم ان يجعلنا نعترف به ، وهو ان ارض فلسطين ليست فلسطينية حتى لو جاءتنا ملائكة من السماء " .

واشار الى " ان السادات لم يعترف بالامة العربية وحوّل مصر الى دولة اقليمية من خلال منطقه الذي يقول ان الدولة التي تسبب له خطرا ، اما ان ينتصر عليها او ان يقيم صلحا معها .. وهو ما فعله مع اسرائيل" ..

واضاف : " للاسف تحولت جميع الدول العربية الى دول اقليمية تعطي الاولوية لمصالح شعوبها ، وليس من أجل تحرير فلسطين ... والحرب الوحيدة التي شهدت تطوّعا من اجل فلسطين كانت حرب 1948 "...

وقال : " من قالوا اننا نقبل بما يقبل به الفلسطينيون عليهم ان يستغفروا الله لأنهم كانوا سببا في هذه الهزيمة " ، مؤكدا ان تحرير فلسطين هو هدف قومي .

وطالب سيف الدولة الناصريين بان "يكون لهم امتداد داخل فلسطين ، والعمل على توحيد صفوفهم في حزب واحد ، بحيث تصبح الاحزاب الناصرية في اليمن ولبنان حزبا واحدا" ..


الاثنين، 14 أكتوبر 2024

لم يعد في حاجة الى هدايانا ..


PDF 

لم يعد في حاجة الى هدايانا ..

د.عصمت سيف الدولة .

(كلمة في أربعينية المناضل اليساري زكي مراد )

….ثم فجاة غاب زكي مراد ، وجئتم تهدون الغائب أناشيد النضال الحاضر فماذا ستقولون ؟ لست أدري ولكن أقول قولا ليس شعرا ، أن زكي مراد لم يعد في حاجة الى هدايانا من الشعر او النثر ، لكن مصر ، مصر الحرية ، مصر الوحدة ، مصر الاشتراكية ، هي التي في أمس الحاجة الى من يعوضها في ابنها الغائب زكي مراد . ومصر الخصبة حبلى بثورة الجيل الجديد . مصر الحبلى تتفصد عرقا وتتلوى ألما هو ألم المخاض . فقولو شعرا وغنوا لمصر العربية لتنجب مزيدا من زكي مراد . ليس زكي مراد الفكر فقد كان يحمل افكار جيله .. جيلنا ، ولكن زكي مراد الموقف ، الذي صاغه على هدي خبرته الطويلة ، وطرحه في هذا المكان على الجيل الجديد ..

ولست أعبر الا عما قاله زكي مراد يوم أن احتفى حزب التجمع بعيد انشائه الثالث ، وما احفظه مما كان يقول : لتفرز الصفوف فورا ، لتفرز الصفوف فورا ، ليلتزم كل واحد خندقه ، لتلتحم قوى التقدم في جبهة واحدة ، ان العدو الاول ليس هو بالضرورة العدو الرئيسي . العدو الاول يقف حائلا بين قوى التقدم وعدوها الرئيسي ، فيجب أن يصفّى أولا لتنكشف الساحة الحقيقية للمعركة ، ويعرف كل واحد من معه ومن ضده . فلتقطع الخيوط العنكبوتية متعددة الأطراف والصلات ولتسقط الأفكار الانتهازية ملفقة المحتويات ، ولتصفى المواقف الوسيطة التي تراهن على كل الاتجاهات ، ولتطهّر مسيرة الجيل الجديد من الأوهام التي فتكت بجيلنا من ظنون النصر يأتي صلحا ، من الحرية تكتسب اتفاقا ، سواء كانت ظنونا بريئة او كانت ظنونا آثمة .. (1)

وليعي الجيل الجديد منذ البداية ما دفعنا نحن أعمارنا لنعرف في النهاية ، ليس الناس في الوطنية سواء ، ليس الناس في الحرية سواء ، ليس الناس في الاشتراكية سواء ، ليس الناس في الوحدة سواء .. وفي الوطن الواحد مثلما يوجد الشعب يوجد أعداء الشعب ..

ان وعى الجيل الجديد وفعل .. فيعرف من لا يعرف أن زكي مراد قد غاب ولكنه لم يمت وأن آلام جيلنا قد كانت مقدمة لميلاد ولم تكن سكرات موت ..

وبعد ، فحين توفرت لي شراهة الكتابة الى الناس في 1956 أهديت كتابي الأول الى الانسان ، ذلك الكائن العظيم الذي أحبه . وكان للإنسان - حين كتبت - مواصفات وخصائص لا يكون انسانا الا اذا اجتمعت له حتى لو بقي بدونها حيوانا ناطقا . كانت أولى الخصائص وأعلاها هي القدرة على ان يقول في كل الظروف ، في مواجهة كل القوى ومهما تكن المخاطر : لا . واني لجد اسف ، حقيقة اسف ، على انني لم أكن أعرف زكي مراد في ذلك الوقت مثلما عرفته عندما اجتمعنا في خنادق المقاومة ضد العاصفة الخائنة الغنية العاتية .

ولو كنت قد عرفته لما كان اهدائي الى انسان مجرد بل لقد كان اهداء كتابي الأول الى انسان محدّد .. الى زكي مراد ، ذلك الانسان الذي أحبه . والسلام عليكم .

(1) المصدر لم يحدد نهاية الاقتباس والأرجح انه ينتهي في نهاية الفقرة .