بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 20 يوليو 2014

فاقد الشئ لا يعطيه ..



ان أكثر ما يثير الاستغـراب في الوطن العـربي أن يرى المرء مدينة صغـيـرة بحجم غـزّة تتعـرض لعدوان همجي وتقدم آلاف الضحايا كل سنتين أو ثلاث سنوات في حين تبقى دول عربية بحجم مصر صامتة صمت القبور ،  وتتصرف كأصغـر دولة وأقصى دولة محايدة في العالم وهي تطلب من طرفي النزاع أن يتوقفوا عن " الاعمال العدائية " كما وصفـتها مبادرة السيسي  ..
والواقع فان مثل هذا الوضع  كان يعـبـر بما لا شك فيه عن خلل كبير في مستوى المنظومة العـربية السائدة في كل الأقطار ومنها مصر قـبل ثورة 25  يناير ومن بعدها ثورة 30 يونيو ، لكن استمراره  بعد قيام تلك الثورات المتتالية يقدم دليلا قاطعا على ان التغـييـر الحاصل لم ينجم عنه غير تبديل الاشخاص دون أن يمس منظومة  الفساد والاستبداد والاستغـلال التي كانت سائدة قبل الثورة ... لذلك بقيت مؤسسات الدولة تمارس نفس السياسات بنفس المفاهيم والعقليات ، كما حافظت على نفس الخيارات الاقتصادية والحلول القائمة على التداين والتسوّل ومقايضة الخبز والحرية والسلم الاجتماعي بالأمن ، الى جانب التعامل مع القضايا القومية بجفاء وباسلوب اضعف الايمان في الظاهر وهو الادانة والشجب ، والاستسلام للعدو ومحاولة استرضائه في المحصلة النهائية ..
فها قد وصل عدد الشهداء في غزة الى ما لا يقل عن 700 شهيدا وأكثر من 4000 جريحا ومصر الكنانة لم تحرك ساكنا .. !!
ولكن اذا كان أمر السيسي محسوما لأنه لا يختلف في النهاية عن سابقيه ، ولان حجـمه ليس بحجم الثورة وهو الذي انقلب عليها حينما كانت ظافرة يوم 3 يوليو 2013 وبالتالي ينطبق عليه المثل القائل : " فاقد الشيئ لا يعطيه " ، فاين السيسيين الذين  انشقت الأرض وابتلعـتهم منذ بداية الحرب على غـزة فلم نسمع لهم قرار ..؟
هل تستحق مدينة بحجم عـلبة سردين كما وصفها نزار قباني وهو يتهكم على حلول التسوية التي افضت الى وطن بهذا الحجم ، كل هذا الصمت والعقاب من طرف ثوار 25 يناير و 30 يونيو بحجة أن حماس ارهابية وتتآمر على امن مصر ؟؟ 
بالتأكيد هناك خلل آخر ...

 ( نشرية القدس العدد 133 ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق