بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 7 أغسطس 2016

الانسان سيد الكون ..


الانسان سيد الكون ..

آيات " التسخير " في القرآن الكريم عديدة ، منها آيات تفصيلية  لبعض الأمثلة التي تحصر هذا الأمر في مجالات معينة كتسخير الرياح ، والشمس ، والقمر ، والنجوم ، والليل والنهار ، والبحر ، والجبال ، والدواب .. وأخرى تؤكد على مفهوم التسخير الشامل لكل شئ كقوله تعالى : " أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ " . ( لقمان ـ 20 ) . وقوله : " وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا " . ( الجاثية ـ  13 ) .
كل شئ مسخر للانسان ، ومعناه أن الانسان سيد الكون ، يتصرف بمشيئته ، وعلى مسؤوليته في حدود تلك " الحتمية " ، أي حتمية القوانين والنواميس التي تجعل كل ما في الكون منتظم ومسخر بامر الخالق . وهو ما يجعل مشيئة الانسان وحريته في حدود المشيئة الالهية المجسدة في نفاذ أمرالله المحكم بقوانينه ونواميسه التي لا تتبدل .. ولهذا فان نجاح الانسان في سعيه وعمله سيكون في حدود التزامه بمشيئة الله ( وما تشاؤون الا أن يشاء الله ) ( التكويرـ 29 ) ، أي في حدود علمه والتزامه بالقوانين النوعية والكلية التي تضبط حركة الاشياء والظواهر والكون الخالي من السكون من جهة ، والخالي من الفوضى والصدفة من جهة أخرى ..
وهكذا ، ان وعى الانسان تلك القوانين واحترم شروطها وفعاليتها ووظفها لصالحه كانت خيرا له ، وان وظفها في غير محلها ، كانت وبالا عليه أو على الآخرين ..

أما اذا جهلها أو تجاهلها فسيكون مصيره محكوما بالصدف ، وهي الاحداث التي نجهل شروط تحققها  ، فتأتي أحيانا على غير ما نتوقع حدوثه ، وتبدو كأنها عقاب مسلط علينا حينما تكون كارثية ، بينما الواقع غير ذلك .. فهي سنن تجري على كل العباد ، ومثلما تجري على المؤمن تجري على الكافر ، ومثلما تجري على الصالح تجري على الطالح ، ولا تعبأ بالنوايا ، ولا بالعلاقات أو بالأفعال ، الا بالقدر الذي يتدخل فيه البشر للتحكم في فعالية القوانين التي تقود التحولات والحركة ، لتكون وفق ما يريدون .. قال تعالى : " ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " ( الرعد ـ 11 ) .

( القدس ) .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق