بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 23 ديسمبر 2017

قف ... !! امامك قرارات مفخخة ..


قف ... !! ، امامك قرارات مفخخة .. 

يتواصل التضليل في الامم المتحدة منذ قرار التقسيم عام  1947 الى اليوم باصدار القرارات التي تثبت حق الكيان الصهيوني في ارض فلسطين .. وحتى المناسبة التي تنظمها الامم المتحدة سنويا للتضامن مع الشعب الفلسطيني تندرج في هذا الاطار للتذكير بنفس القرار المعروف برقم 181 .. ورغم ان مثل هذه المناسبات تضع الولايات المتحدة في حرج امام المجتمع الدولي ، وتتيح فرصة لفضح السياسة المعادية للحقوق العربية الا انها ترسخ جملة من الاهداف المرسومة لها سلفا متمثلة في تثبيت الاعتراف بالكيان الغاصب ، وتحول الصراع من صراع على الوجود المطلق للاحتلال على اي شبر من فلسطين الى مجرد عنتريات سياسية مع امريكا وخلافات حول حدود الدولتين .. وهو الاخطر قانونيا امام المجتمع الدولي من ناحية توريط الاطراف صاحبة الحق  في هذا المسار ، فضلا عن تضليل الراي العام العربي والعالمي حول طبيعة الصراع  .. ولعل السؤال الذي يطرح نفسه بعد التصويت في الامم المتحدة على القرار الامريكي : لماذا تصوت دولة مثل فرنسا ضد اهذا القرار مثلها مثل اي دولة عربية ..؟ وهذا يدفعنا لتفحص المضمون المقدم للتصويت .. فبالرجوع الى ما حدث خلال الاسبوع الفارط داخل كواليس منظمة الامم المتحدة نجد قراررين على الطاولة ، قرار تقدمت به مصر لمجلس الامن صوتت لفائدته  14 دولة وعارضته الولايات المدتحدة منفردة  باستعمال حق النقض ، رغم تدخلها في كل مراحل صياغة القرار الذي لم تقع الاشارة فيه الى الطرف الامريكي بشكل صريح ، مما جعل الاطراف المعنية الاسلامية والعربية تتدخل لتفويض تركيا واليمن بعرض القرار على التصويت امام الجمعية العامة للامم المتحدة  ، الاولى باعتبارها ممثلة للدول الاسلامية والثانية باعتبارها ممثلة للدول العربية .. وبالطبع يقع التدخل مرة اخرى من طرف الولايات المتحدة الى جانب بقية الدول المتنفذة في كل مراحل الصياغة ، ليتم التصويت ويستقر الوضع على النتائج التي شاهدها العالم ... فما الذي جعل الدول المؤيدة لاسرائيل تصوت ضد القرار الامريكي ؟
بالرجوع مرة اخرى الى محتوى القرارات ومضامينها يتضح  الجواب ..
 كل الدول صوتت بشكل غير مباشر على رفض نقل السفارة لان القرار لا يذكر الولايات المتحدة صراحة ، وفي نفس الوقت صوتت بصوت عالي  على حق الوجود الصهيوني في فلسطين  من خلال تاكيدها على التمسك بكل القرارات السابقة ... !!
هنا يكمن التضليل ... تصويت على قرار قديم جديد مسجل في الامم المتحدة تحت رقم 478 منذ شهر اوت 1980 ، رافض لاعلان دولة الكيان الصهيوني ضم القدس الشرقية واعتبارها جزءا من عاصمة اسرائيل  ... فما الجديد وما المطلوب ..؟؟
فضح السياسة الامريكية  .. ؟؟
 فليكن ... وهو حاصل فعلا لان  كل شباب العالم يتضاهر ضدها ويكفر بسياساتها .. !!
التقاط اللحظات وتحويلها الى محطات نضالية لدعم القضية واحيائها في قلوب الجماهير .. ؟؟
فليكن .. لكن الخطير في هذه اللحظة التاريخية هو تداخل الاصوات واختلاط الشعارات ... اصوات المطبعين مع اسواط الحكومات مع اصوات المتظاهرين  ... الكل يرفع شعار : القدس عاصمة فلسطين ...!!! فاي قدس واي فلسطين ... ؟؟؟
 الكثيرون يرفعون هذا الشعار ويقصدون به القدس الشرقية ، والقليلون يقصدون القدس بالكامل عاصمة فلسطين .. اي في النهاية وفي اقصى الحالات جميع الدول وجميع الاطراف ذاهبة للاعتراف والتسوية مع الكيان الغاصب ولا  احد يعبا بالاصوات الرافضة لوجود الاحتلال .. وهو ما يجعل من هذه الفرقعات السياسية الية لتحريك المياه الراكدة في عملية السلام عن طريق التعجيز والتضخيم في اهوال التضحيات للحصول على المزيد من التنازلات ، حيث ستبدا الهرولة للمطالبة بافتكاك القليل قبل ان يضيع الكثير .. !!!
امام هذه السيناريوهات يكون المطلوب ان نقول قف .. !! امامك قرارات مفخخة واستدراج للوقوع في نفس الفخ المنصوب منذ سبعة عقود ، وان اي قرار يصدر من ذلك المبنى في واشنطن  لا يمكن ان  يكون منصفا للحقوق العربية ..
علينا ان نفضح سياسة الانحياز والعداء التي تنتهجها الادارة الامريكية ضد القضايا العربية  وفي نفس الوقت يجب ان نميط اللثام عن سياسات  دس السم في  العسل  لتكون بوصلة الاجيال واضحة : فلسطين عربية من النهر الى البحر .. فلا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض ولا تسوية  ولا تهليل مفرط للتصويت على قرارات مفخخة  ...

( القدس ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق