بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 28 فبراير 2025

دفاع الدكتور عصمت سيف الدولة عن الحزب الناصري .

 دفاع الدكتور عصمت سيف الدولة عن الحزب الناصري .

الرأي العام عدد 7362 بتاريخ 17 – 5 - 1984 .

لجنة الأحزاب ومداراة الرفض

يبدو أن لجنة الأحزاب ، منذ نشأتها بعد القواعد الأخيرة التي صاغها السادات في عام 1977 ، لم توافق على أي حزب سياسي عدا حزب الوفد الجديد . فلقد رفضت كافة الأحزاب التي قدمت لها خلال السنوات الخمس الماضية ...

وبالرغم من اختلاف الأسباب ، في كل حالة من حالات رفض اللجنة ، الا أن الحزب الناصري تميز عن الأحزاب الأخرى بنقد برنامجه نقدا حادا من الناحية السياسية بما اخرج قرار اللجنة – كما يقول كثير من القانونيين – عن دائرة اختصاصها كلجنة تطبق قانونا واضحا ..

وبالرغم من حدة لجنة الأحزاب الا أن أغلب القانونيين يؤكدون أن مذكرة الطعن التي تقدم بها الدكتور عصمت سيف الدولة ، محامي الناصريين ، قد فنّدت دعاوي اللجنة تفنيدا قانونيا بارعا ، حيث جاء فيها :

1 – ردا على السبب الأول (برنامج الحزب ونشاطه ونظامه الداخلي تدل بوضوح على أنه يقوم على النظام الشمولي ولا يؤمن بالديمقراطية ) يقول الدكتور سيف الدولة في مذكرته : المذكرة الايضاحية لقانون الأحزاب نصت على أنه لا يجوز للجنة الأحزاب الاعتراض الا استنادا الى عدم توافر الشروط اللازمة قانونا لتأسيس حزب .

ويضيف :

ان شروط تأسيس أي حزب أو استمراره ليس من بينها السبب الأول الذي استندت اليه اللجنة . وبذلك قد تكون اللجنة قد خالفت القانون ، بل خالفت الدستور ، حين سمحت لنفسها بالتشريع الذي لا يملك الحق فيه سوى مجلس الشعب وحده .

هذا بالإضافة الى ان مجرد طلب الناصريين لتأسيس حزب سياسي يعني ايمانهم بالتعدد الحزبي كاطار سيعملون من خلاله ، كما أن اللجنة قد نزعت انتزاعا تعسفيا بعض العبارات من سياقها لتستند عليها في قرار رفضها .

2 – وفي مواجهة السبب الثاني (ان ما جاء في برنامج الحزب يتعارض مع الشرعية الدستورية التي يقوم عليها نظام الحكم في مصر ، ويرمي الى عودة الشرعية الثورية ) يرى الدكتور عصمت سيف الدولة أن الشرعية معناها الالتزام بالدستور والثورية معناها الخروج على الدستور فكيف تجتمع الشرعية والثورية في تعبير واحد ، مما يؤكد أن اللجنة تختلق المبررات اختلاقا .

3 – وفي الرد على السبب الثالث (ان برنامج الحزب يقرر أن واقع المجتمع المصري فرض أن تكون الاشتراكية العلمية هي المخرج العلمي من قيود التخلف ، وأن الاشتراكية العلمية هي بعينها الماركسية التي تختلف عن النظام الاشتراكي الديمقراطي) يرى الدكتور سيف الدولة أن "الاشتراكية العلمية" لا تعني الماركسية . وأن اتهام لجنة الأحزاب للحزب بهذه الصفة غير مستند الى أي أساس علمي .

وهي بالتالي قد قصرت "العلمية" على الماركسية ، فهل معنى ذلك أن الاشتراكية الديمقراطية التي ينص عليها قانون البلاد : اشتراكية غير علمية ؟ !

4 – وتقول المذكرة في مواجهة السبب الرابع ، ان اللجنة قد رفضت قيام الحزب لأنه يتبنى الميثاق الوطني .. رغم أن قانون الأحزاب قد جعل الالتزام به شرطا لازما لتأسيس أي حزب . ذلك أن دستور 1971 يعتبر الميثاق أحد الوثائق الأساسية التي استرشد بها في أحكامه . بالإضافة الى أن الميثاق هو المعبر عن فكر ثورة يوليو التي ينص قانون الأحزاب على التزام أي حزب بمبادئها .

عدم صلاحية لجنة الأحزاب

ولم تكتف المذكرة بالرد على مبررات لجنة الأحزاب ، بل امتدت الى النيل من اللجنة نفسها ، اذ اعتبرتها "لجنة غير محايدة" وغير صالحة للنظر في طلبات تأسيس أي حزب سياسي ، وذلك لأن رئيسها عضو قيادي في الحزب الوطني الحاكم ، مما ينفي عنه صحة الحياد اللازمة في مثل هذه المهام .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق