تخاريف الشيوخ ..
عـندما تتـكرر الخرافات في خطاب الدعاة وبعض القادة
السياسيين لحركة مثل حركة الاخوان المسلمين سواء في مصر أو في تونس معـناه أن
هؤلاء قوم مفلسون يتصورون انهم أكثر ذكاء من عامة الناس ، فـيعـمدون للاستخفاف بعـقـولهم
، ويستغـلّون الدين لخدمة أغـراضهم السياسية .. ولعل ابسط مثال على ذلك ما نطق به لسان
راشد الغـنوشي في تونس العديد من المرات للتأثيرعلى السامعـين حينما وصف ما يجري ، في مصر بأنه معـركة أخرى من معارك الإسلام ، وانتقد الذين
أيّـدوا عـزل الرئيس محمد مُرسي . فقال في خطاب إنه : " في مصر حُسمت المعارك
الكبرى في التاريخ ، المعركة مع الصليبيين حُسمت في مصر، والمعـركة مع التـتـار
وهي معارك فاصلة في تاريخ الإسلام حُسمت أيضاً في مصر ".
كما قال في كلمة بين انصاره في تونس الذين احتشدوا للرد على الاعتصامات
التي أقـيمت أمام المجلس التاسيسي : أن " هذا الحشد
العظيم يؤكد على سلمية ثورتـنا التونسية ، وأن هذا الحشد العظيم يذكرنا بحشد فـتـح مكّة على
يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان فـتحا سلميا ".. كما واصل الغـنـوشي في نفس السياق
قائلا : "أتذكـر كـيف اجتمعـنا
منذ أربعـين عاماً في مسجد سيدي يوسف ، وكـنا ستة أنفار أغـلبهم من طلاب الثانوية ،
من تلك النواة الصغـيرة انطلـقـنا كما انطلق الإسلام من غار حراء" ..
والواقع
فان قادة الاخوان المسلمين ذكروا العديد من الروايات عن الكرامات التي يتمتعون بها
والتي قد تصل بهم الى مرتبة الانبياء على غـرار ما ذكروه في ميدان رابعة العدوية خلال المسيرات المؤيدة
لمرسي والتي تعمل على غـسل الأدمغة وتوجيه البسطاء من أتباعهم بواسطة شحن العاطفة
الدينية .. وليس غريبا والحالة هذه
أن يتسلل نمط التفكير الخرافي إلى الشعارات والهتافات التي تسود ذلك المكان . كأن
يتداول المتجمهـرون – دون تفكير - حكاية
لقاء الرئيس المعـزول بالنبي محمد (ص) ورغبة النبي في أن يؤم مرسي المؤمنين في
الصلاة وهو من بينهم ، حيث ادعى أحد الشيوخ وهو يخطب بين الناس انه رآي جبريل عليه السلام ينزل من السماء ويصلي معهم
في المسجد .. وبعد نهاية الصلاة وصّي جبريل الشيخ بأن يقفوا جميعا مع الرئيس مرسي
ويأيدوه ... ثم ادعى انه راى في المنام
الرسول صلي الله عليه وسلم في مجلس مع الرئيس مرسي وحان وقت الصلاة فقدم
الحضور الرسول صلى الله عليه وسلم ليصلي بالناس ولكن الرسول اعـتـذر وقدّم محمد مرسي لامامه الناس والصلاة بهم ...
هذه
نماذج مما يقولون لكـنها في الواقع سـخـافـات
لا تستحق أي تعلـيق ..
( نشرية القدس عدد86 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق