من يقف وراء الفـتـنـة ؟
ان المتأمل لتصاعد وتيرة العنف في لبنان من خلال الاعتداءات المتكررة ومحاولات
الاغـتيال ثم التفجيرات التي ضربت بقوة في الضاحية الجنوبية وفي طرابلس أمام
المساجد التي يذكـر فيها اسم الله ، انما يدرك أبعاد المخطط الذي يهدف الى ارباك
الوضع الامني ، وتأجـيج الصراع الطائفي الذي اكـتوى به الـلبـنانيـون على مدى عقود
، و لم يعد أحد قادرا على الايقاع بهم في
مثل هذا المنـزلق الخطيـر الذي يدرك الجميع انه لا يخدم الا العدو الصهيوني أولا
وأخيرا .
كما ان المتأمل لتعاضم وتـيـرة التفجيرات الفضيعة في العراق يدرك مدى اتساق
الاساليب مع وحدة الهدف ، والحال ان تلك الاعمال الاجرامية التي أودت بحياة المئات
من الابرياء كان أجدر بمن يقدم عليها ان
يوجّهها الى الاحتلال الامريكي الذي بات في مأمن من هؤلاء ..
ولعل الامر في الفترة الاخيرة لم يقف عند لبنان والعراق بل اننا شاهدنا
دائرة الاعمال الاجرامية تتسع أكثر فأكثر من خلال التفجيرات المتكررة في سوريا ،
والاعتداءات الشنيعة على الجـنود المصريين في سيناء ، وفي جبل الشعانبي بتونس ..
مما يجعل مخطط الارهاب واضحا وضوح الشمس : احداث الفوضى والفـتن التي تؤدي بالضرورة
الى انهيار الدولة ، وانعدام الامن مما يسهّل على تلك المجموعات الارهابية ممارسة هوايـتها بالقتل والترهيب والتفجير لفرض
مخططاتها ، وبسط سيطرتها على المجتمع .. وقد أصبح هذا المخطط معلولما للعام والخاص
.. غير أن المشكل لا يقف عند معـرفة تلك الخلفية .. بل يتعداه الى الحديث عن
الاطراف التي تدعم الحركات الارهابية المنظمة التي تريد التسلل الى كل موقع آمن
لتثـيـر فيه الفوضى .. والواقع فان القوى
التي تبدو متخفـية في دعمها للارهابـيـين في لبنان وفي العـراق وفي عدة مواقع اخرى
هي نفسها تلك القوى الظاهرة التي تحتضن مؤتمرات دعم الارهابيين في سوريا سواء من
القوى الغربية والصهيونية أو من الدول العربية الراعـية للارهاب وعلى راسها قطر والمملكة
العـربية السعودية ..
ولعل من مفارقات الزمن ، ان نجد النظام السعودي الذي عمل طوال سنـتيـن على
دعم الارهابيين في سوريا والذي يعمل الآن
على توسيع رقعة الارهاب في لبنان لالهاء حززب الله عن التدخل في الساحة السورية ،
نجده في نفس الوقت يتظاهر بدعم التحولات في مصر وهو ما يستحق الوقوف والتأمل بجدية
.. !!
( القدس عدد 86 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق