لا يخلو مجتمع
من المجتمعات القومية من تعدد المكوّنات العرقـية والدينية فيه .. اذ أن كل
الأمم تنشأ بطبيعـتها من تفاعل تلك المكونات المختلفة وتحوّلها من مرحلة التعدد
والعـزلة والصراع ، الى مرحلة التعايش والانصهار والوحدة ..
وقد كان هذا
التنوّع والاختلاف يمثل ظاهرة انسانية وتاريخية غير خاصة بمجتمع أو شعب أو ديانة
.. حيث تتعدد الطوائف والمذاهب في الدين الواحد ، كما تتعدد الأعراق والأديان في المجتمع الواحد دون أن
يكون ذلك سببا في الانقسام والتطاحن بين
تلك المكوّنات ، وخاصة بعد أن عرفت المجتماعت حقوق الانسان وحقوق الاقليات واختارت
التعايش على اساس التساوي بين الناس حيث لا يميزهم اللون أو الجنس أو العرق أو
الدين ، انما يتنافسون داخل المجتمع من
أجل العمل والعلم والمعـرفة والابداع للاسهام في اسعاد الآخرين من ابناء جلدتهم
..
لذلك نرى ان
الصراعات في المجتمعات المتقدمة قد انحصرت اليوم في اطار الصراع الاجتماعي الذي
يدور حول المضامين الاقتصادية والاجتماعية المتعلقة بتوزيع الثروة والشغل لتحقيق
التقدم والرخاء لجميع الناس في المجتمع .. بل ان الأمر قد تعدى ذلك فعلا الى
رعاية حقوق الحيوانات والعناية بالبيئة والمحيط والنباتات ، وقد قامت الجمعيات
واللجان المتخصصة في مجالس الشعب من أجل الدفاع عن تلك الحقوق وسن القوانين والتشريعات
التي تجرّم الاعتداء على تلك المكونات
التي اصبحت عناصر مهمة في حياة الانسان ، فضلا عن حقها في العيش ككائنات حية ، لحياتها
كل الحرمة والقداسة شأنها شأن الانسان ..
|
( نشرية القدس العدد 143 ) .