لا شك أن الاختلاف
العرقي والمذهبي والديني حقيقة واقعة وملموسة في جميع المجتمعات الأروبية والآسوية
، وفي مشارق الأرض ومغاربها .. فهي ليست ظاهـرة خاصة بالمجتمع العربي في مثل هذه
المرحلة التاريخية الحساسة التي اقترن فيها وجوده بالاستغلال والتجزئة والأنظمة
الاقليمية المستبدّة .. بل ان ما يحدث فيه من صراعات دامية يقع أغلبه بسبب ما
يعيشه مجتمعنا من حيف اجتماعي وظلم وديكتاتورية وتدخل خارجي وجهل .. ولا علاقة
لكل ذلك في الاصل بمظاهر التنوّع والاختلاف التي استقرعليها المجتمع العربي حتى
أصبح التعايش والتسامح بين مكوّناته العرقية والدينية سمة من سمات الحياة التي
تربت عليها أجيال متعاقبة على مدى قرون طويلة لم تعـرف فيها الاقتـتال الداخلي
على تلك المضامين التي نراها اليوم ، والتي اصبحت تسعى من خلالها بعض الاطراف
الى الرجوع بالمجتمع الى ما قبل الاسلام حينما تعمل على استنساخ تجارب هي في
الغالب مبنية على اعتقاد خاطئ وغير مؤكدة عن السلف الذي لم يكن يفعل ما فعله
بوحي من السماء .. أو حينما تسعى لفرض أنماط من التفكير والسلوك واللباس تتناقض كلها
مع متطلبات البيئة والزمان والحريات الشخصية ..
ألم تكن ملاحم
المواجهة للحملات الصليبية والغـزو المغولي كافية لحسم مسالة الهوية منذ قرون معـبّـرة عن اكتمال الوحدة القومية للأمة
العربية .. ؟؟
ألم تتجلى الوحدة في اتحاد كل مكوّناتها الدينية والعـرقية صفا واحدا لمقاومة العدوان الخارجي محققة تلك الأنتصارات التي تعـزز بها شأن العـروبة والأسلام معا .. ؟ بلى ... |
(
نشرية القدس العدد 142 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق