بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 25 ديسمبر 2024

ندوة مستقبل الديمقراطية في مصر .

 د.عصمت سيف الدولة : الانفتاح الاقتصادي بداية الرّدّة .

ندوة مستقبل الديمقراطية في مصر .

جريدة السفير / 4 /10/ 1979 .

القاهرة – السفير .

بدأ في القاهرة أول حوار بين ممثلي كافة القوى الوطنية التقدمية والديمقراطية في مصر حول القضية الوطنية والديمقراطية وحرية الصحافة وتكوين الأحزاب والأزمة الاقتصادية والحلف الجديد في المنطقة العربية بين الاسرائيل والنظام الساداتي .

ففي ليلة الثلاثاء (18 – 9) عقدت في مقر حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي ، ندوة "مستقبل الديمقراطية والحريات العامة والقضايا الاقتصادية والوطنية" ، اشترك فيها ممثلو أحزاب ... من مختلف التيارات السياسية الوطنية وشهدها ما يقرب من ألف مدعو ..

(وفي الوقت الذي اتجهت فيه أغلب مداخلات الندوة الى نقد سياسة السادات سواء في الجوانب المتعلقة بموضوع الصلح مع اسرائيل أو بالنسبة للديمقراطية والحقوق السياسية والحريات والتجاوزات الدستورية ، مطالبة بالديمقراطية .. الخ ... أتت مداخلة الدكتور عصمت سيف الدولة ضد التيار ..)

الانفتاح الاقتصادي ، بداية الرّدّة ..

.... ثم تقدم د.عصمت سيف الدولة المحامي ليفجر قضية مفهوم الديمقراطية قائلا : ان بعض ما سأقوله لن يعجب البعض . فلقد أتينا لنتحاور . ولو كنا متفقين لما كان هناك حاجة للحوار . وليس هناك كلمة أكثر زيفا من كلمة ديمقراطية غير منسوبة الى مجتمع معين وظروف اقتصادية واجتماعية معينة . ونحن نتكلم كما لو كنا ونظام السادات لنا نفس المفهوم للديمقراطية . فنتحدث عن التراجع في الديمقراطية . وهذا فخ . ففي رأيي فان الرّدّة عن الديمقراطية بدأت بصدور قانون الانفتاح الاقتصادي الذي سلم السلطة للرأسمالية . الرّدّة حدثت يوم أن حرم الفلاحون من حق استمرارهم واستقرارهم في الأرض . ويوم حرم العمال من الاستقرار قي العمل والمشاركة في الإدارة . كل الذين غضبوا من الرئيس السادات ونظامه ، ليس لهم حق الغضب . فالقضية ليست السادات انما هي ردّة رأسمالية . والنظام الرأسمالي لا بد أن تصحبه ليبرالية أو يتحوّل الى فاشية .

وهذا قانون سياسي . ونحن اما أن نكون اصلاحيين فنؤمن بالنظام الرأسمالي ونطالب ببعض التعديلات ، واما أن نرفض هذا النظام فيكون صراع . وهم الذين أوجدوا الأسباب الموضوعية لهذا الصراع ويحاولون أن يقهروه بما يسمّى قانون الوحدة الوطنية ولم يقولوا وحدة وطنية على ماذا ليتركوا أنفسهم يفسرونه كما يشاؤون . لكنهم هم الذين خالفوه بتغليبهم الطبقة الرأسمالية على الطبقات الأخرى . والطبقة الرأسمالية التي تحكم ، السادات رمزها الحاكم . لماذا اذن نتكلم عن الديمقراطية كما لو كنا جميعا متفقين على معناها ؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق