نسرا فنسرا غالهم وحش الظلام
سرق السموّ من الأعالي ..
آه يا وطني .. عليك من الدم الغالي سلام
من أجلك انفرطت عقود دمائهم
حبات مرجان كنوز لآلئ ..
ذهب الذين نحبهم
لا صوت للأحزان ، انظر ..
أورقت صمتا على شفتيّ أحزاني
وأطبقت الحروف شفاهها
تتساقط الكلمات صرعى مثلهم
جثثا مشوهة ..
ترى ..
ماذا أقول لهم ومن قلبي
ومن عيني تسيل دماؤهم ؟
ذهب الذين نحبهم
رحلوا وما ألقت مراسيها ، سفينتهم
ولا مسحت حدود المرفأ النائي
عيون الراحلين
أواه يا وطني الحزين ..
كم ذا شربت وكم شربنا
في مهرجانات الأسى والموت
كاسات العصير المر ..
لا انت ارتويت
ولا ارتوينا ..
انّا سنبقى ظامئين ..
عند الينابيع الحزينة
سوف نبقى ظامئين
حتى قيامتهم مع الفجر الذي حضنوه
رؤيا لا تموت
ولا يذوب لها حنين ..
فدوى طوقان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق