الغول ، والعنقاء ، والخل الوفي
حفظت ملامحهم ..
وكان الموت يحفظ كل شيء
في المرفأ المأهول بالآتين من دهر قديم
بنوازع القتلى القدامى ..
بالقوارب ..
باللغات ..
وأعوذ بالشر الرجيم
من شر ما خلقت يداه
الغول ، والعنقاء ، والدم والشاباك
والنسل ، والخل الوفي
من أول الدنيا .. هناك ..
للآخر الدنيا .. هناك .. !
وجبينها العالي ..
كصارية تعود ولا تعود
من سقف أعمدة الدخان
لسقف أعمدة الدخان ..
وأنا أخاطبها
وفي عنقي سلاسل موتي الآني
أسألها ..
وسور السجن يلعق عاره : ما أنت ، من ؟
أمدينة ؟ أم موقع متقدّم ..
في جبهة نقشت صدور جنودها الشجعان
كل الأسلحة ..
وعلى صدور جنودها الشجعان
ذلّت .. كل .. كل الأسلحة ؟ !
من أنت ؟ من ؟
أمدينة ؟ أم مذبحة ؟
***
يتفقد
الأغراب من حين لحين
تفّاح جرحك
.. هل سيثمر
للغزاة
الفاتحين !
يتفقد الأغراب
جرحك ، وهو ينزف
وهو ينزف في
ظلال الياسمين
يتفقد
الأغراب جرحك :
قد تموت
في الفجر ،
غزة ، قد تموت !
وتعود في
الفجر الحزين
صيحات حبك
والحياة
أقوى .. وأقوى
.. !
يا صباح الخير
، أخت الصامدين
أقوى وأعلى !
يا صباح الخير
، أخت المعجزات !
قدماي في
الاصفاد من عشرين عام
ويداي ، من
عشرين عام
في النار حبي
الممزق .. آخ من عشرين عام
والليل
والاسلاك نافذتي اليك
ولا زال ..
يا حبي
المحظور
طفلا لاهيا
في ساحتك
وفتى ينازل
غاصبيك ، على تراب أزقتك
وأنا القتيل
على الرصيف
وأنا الأشداء
الوقوف
وأنا البيوت
.. البرتقال ..
أنا العذاب ..
أنا الصمود
..
أنا المئات
..
أنا الألوف .. !
اليوم صار
على المحبين اختيار الموت
اليوم عرس
دمي المراق
أو ابدأ
الفراق
وأنا .. وأنت
..
نعيش يا حبي المقاوم
أو نموت .. !
سميح
القاسم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق