تسمع جعجعة ولا ترى طحينا ...
فلسطين هي ذلك الجرح النازف منذ عقود الى اليوم ، وغزة بالتحديد الآن هي موضع النزف في ذلك الجسد
المشوّه على مدى أكثر من ستين عام من طرف تتار هذا العصر ، أعداء الحياة والانسان
والوجود .. فهم من ارتكبوا المجازر ، وهم من اخرجوا الناس من ديارهم بغير حق ، وتركوهم
هائمين على وجوههم مشرّدين .. وهم من
هدموا البيوت فوق رؤوس سكانها واحرقوا الاخضر واليابس واقتلعوا اشجار الليمون والزيتون
، وهدموا المساجد والكنائس ، وغيروا ملامح القرى والمدن .. وغـزة اليوم التي تتعــرّض
للعدوان هي البوصلة ومن ورائها القدس .. وكامل فلسطين التاريخية من الماء الى
الماء ، غير منقوصة ولو ذرّة من تراب ..
فلسطين اذن هي البوصلة ، وبوصلة لا تشير الى القدس وغزة و فلسطين مشبوهة ..
ولعل ما تشهده تونس اليوم من حالة ثورية
تقدر من خلالها ان تقدّم لفلسطين ما لم تقدر على تقديمه في السابق من خلال
تضمين مطلب تجريم التطبيع في الدستور الجديد .. اما ما عدا ذلك والاكتفاء بالادانة
كما تفعل كل الانظمة العربية العميلة منذ عشرات السنين ، وكما يفعل النظام المصري الآن
وحبر رسالة الرئيس مرسي الى المجرم بيريز لم يجف بعد فذاك ما يصدق عليه المثل القائل
: " تسمع جعجعة ولا ترى طحينا
.."
( القدس عدد 46 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق