سقـوط الاقـنـعـة .
الكل يتذكر الحملة الانتخابية
لحركة النهضة سنة 2011 ، وما رافقها من دعاية حول البرنامج الانتخابي
"الثري" الذي ساهم في اعداده الخبراء والسياسيون الذين عادوا محملين
بتجارب تلك الدول التي اقاموا فـيها ، كما قال عبد اللطيف المكي في أحد اللقاءات
الدعائية التي تكثفت في تلك الفترة .
ويتذكر الجميع كذلك تلك الشعارات التي رُفعت حول الاسلام الذي هو هوية
الحركة وأحد أهم ثوابتها .. ! وحول التشغـيل الذي سيكون في
مقدمة اهتماماتها .. ! وحول العـروبة التي هي ركن من
اركان قـناعاتها .. ! الى درجة أن الحركة من خلال
مبالغـتها في الحديث عن اليوسفيين أحيانا ، وعن عروبة تونس أحيانا أخرى ، وترويجها
للخطاب القومي المتصنـّع ، ظهرت للبعص وكأنها تعمل على سحب البساط من تحت أقدام
الحركة القومية .. ! حتى تبين بعد فترة قصيرة من
الممارسة والمسؤولية أن كل شيئ كان تلاعبا بالمشاعـر ، واستغلالا رخيصا لحضور الحس
القومي المقترن بالاسلام لدى عامة الشعـب
.. ورغم أن حركة النهضة قد رفعت العديد من
الشعارات طوال سنتي 2012 و 2013 مثل تجريم التطبيع والمحاسبة و تحصين الثورة ..
الا أنها أظهرت أن ذلك لم يتعدّى حدود المتاجرة والمزايدة حيث سقطت من الدستور كل
الشعارات واختفت كل مشاريع القوانين التي رددها أنصار النهضة في الاعلام والمسيرات
، وحتى التي تضمنها البيان الختامي
لمؤتر الحركة صيف 2012 .
ولذلك تـبـيّـن ان حبل الكذب قصير فعلا .. وأن العثرات لا تلبث دائما أن تـُسقط الأقـنعة .. وهاهي الممارسة
خير محك لاظهار الحقيقة .. حيث ظهر في أقل من سنتين زيف تلك المقولات حين تكون بلا
سند واقعي .. فاذا بمقاصد الاسلام في آخر
اهتمامات الحركة ، حيث لا تلتفت حكومتها لأي نوع من أنواع الفساد المنهي عنه في
الاسلام . بل أنه قد أصبح أضعاف ما كان عليه زمن النظام المخلوع .. كما اتضح أن
الحركة هي آخر من يدافع عن القضايا العربية ، من خلال اصطفافها وراء الداعمين
لمشاريع تفتيت الأمة .. وتزعمها داخل المجلس التأسيسي للكتل المناهضة لتجريم
التطبيع مع العدو الصهيوني ، ورفضها حتى لمجرد
اعتباره كيانا عنصريا ..
كما سقطت كل الاقـنعة في التخلي عن المحاسبة وفي الخيارات الاقتصادية
الفاشلة المعادية للشعب التي ظهرت في ميزانية 2014 ، وهي التي ستحوّل الاستغلال
والنهب الى نشاط مشروع تحميه الدولة من خلال التشريعات الجبائية والأتاوات
المفروضة على الشعب
..
( القدس عدد 105 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق