بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 18 مايو 2014

نعمة التفكير ..


حين يتأمّل الانسان بعض ما جاء في القرآن الكريم  مثل  الآيات الواردة  في سورة يونس ، يمكن أن يشفق فعلا على بعض الناس الذين يؤمنون بالمطلق ، وينساقون وراء الولاء الأعمى للأشخاص ، سواء كانوا دعاة أو قادة أحزاب أو منظرين وقادة رأي عام .. حتى يفقدوا نهائيا ما منحهم الله من ملكة تفكير .. والحال ان البشر بشر ، والناس  مهما علا شأنه فهم لا يصلون أبدا الى مرتبة الكمال .. وها نحن في وضع يخاطب فيه الله رسوله الكريم قائلا : " فإن كنت في شك ممّا أنـزلنا إلـيك فاسأل الذين يقـرؤون الكتاب من قـبلك لقد جاءك الحق من ربـك فلا تكونـنّ من الممتـرين (94) ولا تكونـنّ من الذين كذّبـوا بآيات الله فـتـكون من الخاسريـن (95) "  .. 
والسؤال هل أن الـرّسول صلى الله عليه و سلم  قد شك فـيما اُنـزل الـيه حتى ينهاه الله  ؟
وهل كان الرّسول يبحث عن اليقـيـن عن طـريق الشك ..؟
أسئلة وجـيهة طرحها العديد من الباحـثـيـن ، وتطـرّق إليها المفسّرون ، لكن من الثابت - وبقطع النظـر عن التأويل -  فان إيمان الـرّسول صلى الله عليه وسلم لا يـرقى إليه الشك .. ويكفي لنتأكد أن نتذكر ما قدّمه من تضحيات ، وما تحمّـله من معاناة حتى وصل بالرّسالة الى  ما وصلت إليه .. فضلا عن التأكـيـد الذي ورد في القـرآن الكريم في عديد من الآيات منها قوله تعالى  : " مَا ضَلَّ صَاحِـبُـكـُمْ وَمَا غَـوَى " ( النجم 2 )  .. وقد يكون هذا الكلام موجّه للناس عن طريق الرّسول كما قال القرطبي .. أو هو مجاز دارج على طريقة الكلام عـند العـرب كما قال الطبري، أو هو قول على سبيل الفرض والتمثيل كما قال الـزمخشري .. وأي كان معـنى السياق الذي جاءت فيه الآيات الكريمة ، فإن المقاصد واحدة ، وهو أن ندرك قيمة ما وهـبنا الله من دون الكائـنات ، وما كـرّمنا لأجله وفضلـنا به على كـثـيـر من خلقـه ، وهي نعـمة التـفـكـيـر ..
فما أحوجـنا الى المزيد من التـفكـيـر حيث لا مقــدّس الا كلام الله .. والله أعلم .

 ( نشرية القدس العدد 124 ) . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق