تبّت يد المعـتـدين ..
ان المتتبع لما
تفعله دولة العصابات الصهيونية منذ قيامها على الأرض العربية في 15 أيار / ماي سنة
1948 ، يدرك كيف أن الصهاينة يتفانون في خدمة مشروعهم ، ويتنافسون في انجاز الأفضل
بالنسبة لليهود القادمين من المجتمعات الغربية خاصة ، حتى يشعروا بأن بقاءهم في
فلسطين أفضل من البقاء في بلدانهم الأصلية بكثير ..
لذلك نجدهم لا
يدخرون جهدا في فرض الأمن للمستوطنين حتى يشعر هؤلاء الصهاينة بالثقة التامة في
دولتهم ..
المهم بالنسبة لهم
هو ان يتشبث ذلك المستوطن الجبان بالحياة في فلسطين ، والبقية الباقية تقوم بها
دولته الباغية على أحسن وجه ..
غير أن من يتصف بالجبان
لا يقتنع إلا حينما يرى بأم عينه صدق ما تعده به دولته ، حين تكون جادة في
تسليط العقاب على الجميع .. حتى وان كان ذلك العقاب في شكل عمل همجي وإجرامي مسلط
على الأطفال الرضع والنساء العزل والشيوخ .. وحتى وان كان ثمن تحقيق الامن في
المستوطنات بمثل ما تقترفه آلة الحرب الصهيونية منذ عقود وهي ترتكب ابشع الجرائم
ضد الناس الآمنين ..
هكذا كانت دولة
اسرئيل منذ نشأتها دولة عدوانية بطبيعـتها وهي تحاول بذلك إقناع العرب "
المتعنتين " بأن محاولات إزالتها وإفشال
مشروعها إنما هو وهم لا أساس له في الواقع
..
ولأجل هذا كانت
دولة اسرائيل دولة عسكرية بامتياز ، حيث يُعتبر كل مواطنيها أفراد عسكريين في جيش
الاحتياط الصهيوني المتأهب لقتل العرب وإفنائهم ..
ولأجل ذلك كانت
تسعى جاهدة منذ نشأتها لتحقيق التفوّق العسكري على العرب بأي ثمن حتى لا يفكروا في
محاربتها او الاحتكاك بجيشها الذي وُصف بأنه لا يقهر ..
ولاجل هذا أيضا
كانت تبادر بعدوانها على العرب ، وتبالغ في ايذائهم وايلامهم حتى يسلموا أمرهم
لقدرهم ويستسلموا نهائيا لمشيئة عدوّهم ..
ومن اجل هذا كذلك
كانت العصابات الصهيونية تتبع خطى المجاهدين بالتصفيات والاغتيالات ، سواء كانوا عسكريين
أو مدنيين عن طريق أجهزة الموساد والشاباك الاجراميتين ، مثلما فعلت العديد من المرات
في فلسطين ولبنان وتونس وسوريا ، وفي كثير من العواصم الاروبية .. فكانت تلك الاغتيالات
التي طالت العشرات من القادة الميدانيين والمهندسين
والعلماء والإعلاميين ، جزءا من المخطط الصهيوني الذي لم يتوقف يوما ، ولم يحد
الصهاينة عنه مطلقا مثلما يفعل الزعماء والحكام العرب النائمون ، والغائبون عن الوعي والتاريخ ، حتى
صاروا أضحوكة وألعوبة في يد الصهاينة والأمريكان ..
في هذا السياق
التاريخي يأتي اغتيال الشهيد جهاد مغـنية ورفاقه في سوريا على يد العصابات
الصهيونية ، وهي التي تحمل حقدا دفينا على رجال المقاومة اللبنانية الذين لقنوهم دروسا لا تنسى في جنوب لبنان حينما
أجبروهم على الانسحاب من لبنان مدحورين مهزومين سنة 2000 .. وهم يحاولون اليوم بتلك الاغتيالات ، مواصلة نهج التصفيات المعهود
فضلا عن محاولة إرباك المقاومة وإحراجها مع سوريا التي تخوض حربا شرسة مع العصبات الإرهابية
في الداخل ، ولا يناسبها فتح جبهات جديدة مع الصهاينة او غيرهم في الوقت الراهن ..
غير ان المقاومة فاجأتهم بالرّد الموجع في مزارع شبعا وبأسرع مما كان يتصوّر
الاعداء ، لتعـيد لخبطة أوراقهم من جديد ،
وتقول لهم تبّت ايديكم ايها المعـتدون ..
( نشرية القدس العدد 161 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق