الوحدة العربية بين دعاتها وأعدائها .. (22) .
ليس هناك ما هو أكثر وضوحا من طبيعة المرحلة الحالية ، حيث تشهد الامة العربية انسداد الافق أمامها في غياب المشروع الوحدوي ، فلا يوجد ما هو أكثر ضرورة من مواجهة الواقع بما هو ممكن حتى الوصول الى قيام الحركة العربية الديمقراطية .. ذلك المشروع الحيوي الذي لم يعد يحتمل التأخير ..
( القدس عدد 192 ) .
سابعا : وبعد ..
بعد أكثر من نصف قرن لا
يزال القوميون يتجادلون ـ في كثير من المواقع ـ حول من هو القومي التقدمي .. ؟؟ !!
* القومي التقدمي هو كل من يلتزم بثوابت الفكر
القومي حتى وان اختلف مع غيره في ما تشابه منه ..
* والقومي التقدمي هو كل من كان ولاؤه الوحيد
لامته وقضاياها الراهنة ومستقبلها مهما كان فهمه واجتهاده ودوره في الممارسة
السياسية ، فقد يكون منهم من يخطب في الجماهير ، أو يترشح للانتخابات .. وقد يكون
منهم أيضا العامل والفلاح ، أومن يقود بهم السيارة ويحمل حقائبهم الى
المطارات ..
* والقومي التقدمي هو كل من يخدم أمته من
موقعه ولو في مؤسسة حزبية اقليمة دون أن يتخلى عن منطلقاته وغاياته القومية ..
* والقومي التقدمي هو كل من يزيل عقبة على
طريق الحركة العربية الواحدة ، أو يخطو خطوة نحو تحقيق تلك الغاية ، ويحرص بصبر
طويل على تنقية مؤسساتها من الشوائب التي تسبق ـ عادة ـ أو تصاحب كل مرحلة من
مراحل التأسيس ..
القومي التقدمي هو
... !!
ولكن ما فائدة هذا
بالنسبة لأمة تعصف بها الرياح العاتية ، وتنهشها الوحوش الضارية ، حتى صارت مهدّدة
بالزوال ..؟
وما فائدة هذا بالنسبة لمن يقبع في العراء ،
ويعاني من الجوع والمرض ، أو لمن يجوب الشوارع بحثا عن شغل حتى تتورم قدماه ، ثم يعود خائبا آخر النهار ..؟؟
ليس هناك ما هو أكثر وضوحا من طبيعة المرحلة الحالية ، حيث تشهد الامة العربية انسداد الافق أمامها في غياب المشروع الوحدوي ، فلا يوجد ما هو أكثر ضرورة من مواجهة الواقع بما هو ممكن حتى الوصول الى قيام الحركة العربية الديمقراطية .. ذلك المشروع الحيوي الذي لم يعد يحتمل التأخير ..
( القدس عدد 192 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق