بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 15 فبراير 2016

نشرية القدس العدد 215 .



نشرية القدس العدد 215 .




          استمرار العدوان ..


منطق غريب فعلا .. !!!
الم يقولوا انها ثورة في ليبيا ..؟؟
ألم ياتي ثلاثتهم : برنارد ليفي وسركوزي وديفد كاميرون الى طرابلس ليهنئوا " الثوار " قبل النصر النهائي ..؟؟
الم يذهب المهنئون من تونس فرادى وجماعات ، للتهنئة والدعم  والاعتراف بفضل النيتو على " الثوار" ..؟؟ 
هل كانت تلك الانتصارات مغشوشة حين عبرت حكومة الترويكا بقيادة حركة النهضة ، والرئيس المرزوقي ، عن دعمهم اللامشروط للثورة المزعومة ..؟؟
واين ذهبت الصفقات والاتفاقيات مع ثوار النيتو الذين وضع معهم حمادي الجبالي اليد في اليد وسلمهم البغدادي المحمودي المستجير بالثورة في تونس ..؟؟
ألم  يأتي هؤلاء" الثوار " تحت القصف والنيران المشتعلة على أرض ليبيا وفي سمائها ، والاخوان يكبّرون ويهللون في كل مكان بالنصر العظيم  ..؟؟  
فلماذا تقع الحرب على" الثوار " اذن ..؟؟  أليس هذا أمر عجيب .. !!
بلا .. ولكن هي قرارات السادة الكبار في واشنطن ، وفي الدول الغربية التي تصدر دون سابق اعلام ، ودون نقاش أو مجرد اصغاء لرأي أو وجهة نظر .. وما على العبيد الا الرضوخ للامر الواقع ، ثم التبرير ، كل بطريقته التي يراها مقنعة لشعبه وللرأي العام ..
هو اذن قرار لاشعال فتيل الحرب من جديد ، ليس لحماية الشعوب والاوطان كما يقولون ، بل لتوسيع دائرة الفوضى من ليبيا الى دول الجوار ، طمعا في الوصول الى المارد الأكبر ، الجزائر ، التي باتت مستهدفة اكثر من أي وقت بعد أن أصبح الفشل حقيقة  في سوريا العصية على الاعداء جميعا .. 
هو قرار للفوز بعدة عصافير في وقت واحد : المزيد من الفوضى معناه اشتغال العرب جميعا بمشاكل لا اول لها ولا آخر ، ومعناه تحطيم دول وجيوش لن يبقى لها اثر ولا قوة سوى الهياكل المحطمة على امتداد الارض العربية ، ومعناه استسلام الامة الصامدة منذ أكثر من قرن أممام المخططات الكبرى للدول المتكالبة عليها .. ومعناه ايضا التهام الثروة كاملة والسيطرة على المقدرات وانهاء الوجود بالكامل لاي شكل من اشكال المقاومة ..

هي اذن خطة الاحتياط التي سيبدأ  تنفيذها ، ايذانا بفشل الخطة الرئيسية في سوريا تحديدا .. وما على الصادقين الا الانتباه الى المخاطر ، والخيارات التي يريدون فرضها على الامة باستمرار ..!! 

( القدس ) .


* تستطيع أن تخدع بعض الناس بعض الوقت ، لكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت . 

* لا حسب  كالتواضع ، و لا شرف كالعلم .

غرة كل شئ اوله 
كبد كل شئ وسطه 
خاتمة كل شئ آخره 
غرب كل شئ حدّه 
فرع كل شئ أعلاه 
جذر كل شئ أصله 
غور كل شئ قعره 

في كبار الأشياء :

 الكبير من الجرار القلة ، والكبير من الأنهار الطبع ، الكبير من الآبار الرس ، الكبير من الأقداح التبن ، الكبير من الشيوخ اليفن ، الكبير من الموازين الشاهين ، الكبير من الطرقات الشارع ، الكبير من العيون الحدرة ، الكبير من الجيوش الفيلق ، الكبير من السكاكين الخنجر ..
                                          

                                                                     ***


                                             أبيات كل كلماتها فيها حرف الشين .. !!
فأشعاره مشهورة و مشاعره
وعشرته مشكورة وعشائره ..
وشوّه ترقيش المقش رقشه
فأشياعه يشكونه وأشاعره
وشاق الشباب الشمّ والشيب وشيبه
فمنشوره نشر المشوق وناشره
شمائله معشوقة كشموله
ومشهده مستبشر ومعاشره
شكور ومشكور وحشو مُشاشة
                                               شهامة شمّير يطيش مشاجره

لو كانت هناك مراكز استطلاعٍ موثوقة ، قادرة على الوصول لعموم البلدان العربية ، لتبيّن مدى الشعور بالقرف والاشمئزاز لدى معظم الجماهير العربية ممّا يحدث الآن في المنطقة العربية. فالأمل العربي بالتغيير نحو الأفضل كان كبيراً منذ خمس سنوات بعد ثورتي تونس ومصر، ثم تحوّل هذا الأمل شيئاً فشيئاً إلى كابوس، حتّى البلدان التي شهدت تغييراتٍ سلمية في حكّامها، تخاف اليوم على استقرار ووحدة ومستقبل هذه الأوطان .
صحيحٌ أنّ الانتفاضات الشعبية العربية في العام 2011 قد كسرت جدار الخوف السميك الذي أقيم في جناحي الأمَّة بالمشرق والمغرب ، لكن يبدو أنّ هذا الجدار كان على طرف هاوية بحيث أنّ إسقاطه من قبل الشعوب كان مدخلاً بعد ذلك إلى السقوط بالهاوية .
وهذا ما حدث فعلاً في عدّة أوطانٍ عربية . فـ ” الحركة بركة ” إذا كانت مضبوطة الأسلوب والنتائج ، ومتحرّرة من أيِّ قيدٍ أو دفعٍ خارجي . وتنجح “ الحركة ” في تحقيق غاياتها عندما تتحرّك بعد إدراكٍ سليم لظروفها وإمكاناتها ، بحيث لا تُستغلّ أو تُسرَق أو يتمّ حرفها عن مسارها المرغوب شعبياً.
فالإصلاح الشامل المطلوب في بلدان المنطقة يحتاج إلى ضغوطٍ سياسية وشعبية تراكمية وتكاملية ، ووسيلته الناجعة هي الحركة السلمية المتواصلة مهما كانت درجة عنف السلطات ، إذ أنّ أسلوب القوّة والعنف المسلّح ، من قِبَل الحاكمين أو المحكومين ، وبوجود مشاريع إقليمية ودولية مستفيدة منه أو متصارعة حوله ، سيكون هو شرارة إشعال الأوطان والوصول بها إلى الحروب الأهلية المدمّرة للجميع .
فمن المفهوم استخدام العنف المسلح في مواجهة اعتداءٍ خارجي ، أو من أجل تحرير أرضٍ محتلة ، لكن لا يجوز ولا ينفع هذا الأسلوب بتحقيق تغيير سياسي في الحكم أو في المجتمعات .
إذ ما الفارق بين الانقلابات العسكرية التي أوصلت بعض الحكّام للحكم وبين من ينقلبون عليها بفعل عنفٍ مسلّح مدعومٍ عسكرياً من الخارج ، وربّما يمارسون مستقبلاً أسوأ مما مارسته هذه الحكومات من أساليب ..؟!
 أيضاً ، فإنّ عسكرة الانتفاضات الشعبية العربية ، واستخدام العنف المسلّح ، من قبل بعض جماعات المعارضة في سوريا وليبيا ، جعل البلدين ساحةً مفتوحة لتنظيماتٍ إرهابية تسيطر الآن على مساحاتٍ واسعة من الأراضي ، كما أعطى ذلك الأعذار لأشكال مختلفة من التدخّل العسكري الأجنبي بحجّة الحرب على الإرهاب ! لقد تعرّضت أممٌ كثيرة خلال العقود الماضية إلى شيء من الأزمات التي تواجه العرب الآن ، كقضايا سوء الحكم وما فيه من استبدادٍ وفساد، وما ينتج عن ذلك من مشاكل التخلّف الاجتماعي والاقتصادي وغياب للحريات العامة ، أو أيضاً ما واجهته بعض الأمم من مشكلة الاحتلال والتدخّل الأجنبي ، أو مسألة التجزئة السياسية بين أوطان الأمّة أو الحروب الأهلية في بعض أرجائها  ..  
لكن من الصعب أن نجد أمّةً معاصرة امتزجت فيها بآنٍ واحد كلّ هذه التحدّيات ، كما هو حاصلٌ الآن على امتداد الأرض العربية .
فخليط الأزمات يؤدّي إلى تيهٍ في الأولويات ، وإلى تشتّت القوى والجهود ، وإلى صراع الإرادات المحلية تبعاً للتحالفات الإقليمية والدولية ، أو بسبب طبيعة الخطر المباشر، الذي قد يكون ثانوياً لطرفٍ من أرجاء الأمّة بينما هو الهمّ الشاغل للطرف الآخر.
وليست صدفةً سياسية أن تتزامن كلّ تلك التحدّيات على الأمّة العربية مع ارتفاع التعبئة الطائفية والمذهبية والإثنية في غالبية البلاد العربية !! ففي غياب المشاريع الوطنية التوحيدية الجادّة داخل البلاد العربية ، على مستوى الحكومات والمعارضات ، وفي غياب المرجعية العربية الفاعلة ، أضحت المنطقة العربية مفتوحةً ومشرّعة ليس فقط أمام التدخّل الأجنبي ، بل أيضاً أمام مشاريع التقسيم والحروب الأهلية التي تجعل المنطقة كلّها تسبح في الفلك الإسرائيلي .  
مسكينةٌ أوطان العرب ، فهي يتيمة الأب والأمّ والأهل معاً ! فلا حكومات ولا معارضات ولا قوى إقليمية فاعلة تقبل الآن بحلول وتسويات تنقذ الأوطان من مخاطر الانشطار والحروب الأهلية .   
أليس كافياً ما حدث حتى الآن في عدّة بلاد عربية من نتائج لصراعاتٍ داخلية مسلّحة ومن تدخّل إقليمي ودولي؟!  فكيف هو الآن حال السودان والعراق وسوريا واليمن وليبيا ولبنان ، بل حتّى فلسطين ، الرازحة تحت الاحتلال ، تشهد انقساماً جغرافياً وشعبياً وسياسياً، بين الضفّة والقطاع !؟.
ثمّ ماذا عن دور القوى الخارجية في كلَّ ما حدث ويحدث ، وما هي الأهداف الكامنة عند هذه القوى من وراء دعمها لهذا الطرف أو ذاك ..؟!
إنّ الخلل الراهن هو في كلّ جسم الأمَّة العربية .. هو في رأسها الحاكم وهو أيضاً في عقول العديد من  المفكّرين  والسياسيين وعلماء الدين الذين فشلوا عملياً في الحفاظ على الظاهرة الصحية بالتنوّع الطائفي والمذهبي والإثني في مجتمعاتهم ، حيث أصبحت الأفكار والممارسات تصبّ كلّها في أطر فئوية موجّهة كالسّهام ضدّ الآخر في ربوع الوطن الواحد .   
فاليوم ، نصبح ونمسي مع إعلامٍ عربي ومع طروحات فكرية وسياسية لا تخجل من توزيع العرب على طوائف ومذاهب وإثنيات بحيث أصبحت الهويّة الوطنية الواحدة غايةً منشودة ، بعدما جرى التخلّي المخزي عن الهويّة العربية المشتركة .
اليوم ، نجد دعواتٍ عربية لتصعيد العنف المسلّح داخل أوطان عربية، ومناشداتٍ للأجانب من أجل التدخّل العسكري في هذه الأزمات العربية الداخلية ، بينما هناك تمسّك عربي بنهج أسلوب التفاوض مع إسرائيل وبإسقاط خيار الحرب أو المقاومة المسلحة ضدّها، وهي العدوّ الذي احتلّ الأرض وشرّد الملايين وقتل وجرح عشرات الألوف على مدار أكثر من ستين عاماً ، فلا ضرورة الآن حتّى لقطع العلاقات مع هذا العدوّ رغم استمرار احتلاله وتهويده المتصاعد للقدس وللأراضي المحتلة !!.          تُرى لِمَ لا يتّم التوافق عربياً على حالةٍ شبيهة بما جرى الاتفاق عليه في العام 1993 بين “ منظمّة التحرير الفلسطينية ” وإسرائيل ، وبإشراف أميركي وأوروبي، بأنّ “التفاوض هو الأسلوب الوحيد لحلّ النزاعات” وبأن “لا لاستخدام العنف المسلّح  .  
وقد جرى عملياً تبنّي هاتين المسألتين من قبل الحكومات العربية كلّها في رؤيتها للصراع مع إسرائيل ؟!
فحيث تتوجّب المقاومة المسلّحة ضدّ عدوٍّ إسرائيليٍّ ظالمٍ محتل ، يتمّ تبني خيار التفاوض والتخلّي عن أسلوب الكفاح المسلّح . وحيث يجب إسقاط أسلوب العنف المسلّح بين أبناء الوطن الواحد ودعوتهم للحوار الوطني الجاد ، يحصل الآن التشجيع الخارجي على إشعال حروبٍ أهلية عربية.       وحيث يجب التعامل مع الملف الفلسطيني في “ مجلس الأمن الدولي” يتمّ إخراج الملف منه ، رغم أنّه بالأساس من مسؤولية الأمم المتحدة بعد اعترافها بدولة إسرائيل والتسبّب في تشريد الفلسطينيين من وطنهم .
  وحيث لا ينفع وطنياً ولا عربياً تدويل الأزمات الداخلية لأيِّ بلدٍ عربي ، تندفع قضايا عربية إلى مرجعية “مجلس الأمن ”!!. الأمَّة العربية الآن تعيش تحوّلاتٍ سياسية خطيرة هي نتاجٌ طبيعي لتراكم ما حدث من تفاعلات ومتغيّرات في العقود الأربعة الماضية ، كان “ الخارج ” و” الداخل ” فيها مسؤوليْن عن مزيج الأمراض الذي ينخر الآن في جسد الأمَّة. فالمنطقة العربية تتآكل من الداخل ، بينما هي تؤكل من الخارج . والعرب الآن بلا قضية واحدة ، وبلا قيادة جامعة وبلا مشروع عربي واحد يجمع الطاقات ويجابه التحدّيات .
قد يسير بعض بلدان هذه الأمَّة نحو الأسوأ والأعظم من الصراعات، وقد تتهدّد وحدة أوطان وكيانات ، وقد تستفيد القوى الأجنبية الدولية والإقليمية من تصدّع العرب شعبياً ، وتداعيات أوضاعهم سياسياً وأمنياً، وانعدام تضامن شعوبهم وحكوماتهم ، لكنَّ ذلك سيؤكّد من جديد مخاطر النهج الذي تسير عليه هذه الأمَّة ، على مستوى معظم حكوماتها وشعوبها و” حكمائها ” وحركاتها السياسية . وما لم يتم تصحيح هذا النهج فسيأتي يومٌ لن ينفع فيه حتّى الندم !.
ان الدولة والديمقراطية من حيث هما نظام ادارة وتطوير المجتمع المشترك ، يفترضان ابتداءا ، ان هذا المجتمع ، بامكاناته كلها ، متاحة لكل الشعب فيه حتى تبدأ عملية التنظيم والتطور ، أما اذا لم تكن امكانات المجتمع متاحة للشعب بأن كانت محتلة أو مغتصبة أو مستغلة أو تابعة لدول اخرى ، فان المشكلة التي تثور أولا تكون مشكلة تحرر قومي . وهي قابلة للحل ديمقراطيا مثل كل المشكلات ولكنها حينئذ ستكون ديمقراطية الثورة التحررية التي يلتزمها الثوار فيما بينهم ، فيعرفون أفضل السبل الثورية لتحرير مجتمعهم ، أما رفع رايات الديمقراطية عالية وعريضة لتخفي مشكلة الاستيطان والاستعمار الظاهر والخفي والتبعية المفروضة أو المطلوبة فهو تواطئ  ضد الشعب ، وضد الديمقراطية ، وضد الوحدة ، مع أعدائهم جميعا "..
                                                                       د. عصمت سيف الدولة / ( الديمقراطية والوحدة العربية ) .  
الدين عند الله الاسلام ..
قال الله تعالى : " إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ " } آل عمران:19} ، وقال تعالى : " وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ"   } آل عمران:20} ، وقال الله تعالى : "  وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ "  } آل عمران:85} ، وقال تعالى: " كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ " }  النحل:81 } ، وهذا الدين هو الذي جاء به الرسل كلهم وهم متفقون في كلياته وقد تختلف الشرائع في بعض الجزئيات ولكنه يجب في كل عصر اتباع الرسول المبعوث أو الرسل المبعوثين  في ذلك العصر مع الايمان بالانبياء الاخرين ومحبتهم وتقديرهم جميعا وعدم التفريق بينهم وعدم الايمان ببعض والكفر ببعض، وقد وصف الله تعالى المتمسكين بدينه الحق بالإسلام سواء كانوا أنبياء أو أتباع الأنبياء ، فقد أخبر الله تعالى أن إبراهيم ويعقوب أوصيا بالموت على الإسلام، وأن إبراهيم كان من المسلمين ، وذلك حيث يقول تعالى في شأن إبراهيم " إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ " } البقرة :131- 132 } .
وأخبر أن بني يعقوب أقروا على أنفسهم بالإسلام فقال " أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ " }البقرة:133} ، وأخبر أن إبراهيم وإسماعيل كانا يقولان في دعائهما: ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك، وقد وصف إبراهيم بالإسلام ونفى عنه اليهودية والنصرانية، فقال " مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ " }آل عمران:67} . وأخبر أن سحرة فرعون بعد إسلامهم دعوا الله تعالى فقالوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ  }الأعراف:126}، وأخبر أن نوحا عليه السلام قال في خطابه لقومه " فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ " }  يونس:72} ، وأخبر أن موسى عليه السلام قال في خطابه لبني إسرائيلوَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ }يونس:84} ، وأخبر أن سليمان عليه السلام قال في رسالته لسبأ " إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ " } النمل : 30 -31 } ، ووصف سبحانه وتعالى بيت لوط بالإسلام ، فقال فيهم " فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ " } الذاريات : 36 } ، وأخبر تعالى أن الحواريين أشهدوا عيسى على إسلامهم، فقال " فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ . " }  آل عمران : 52 { .
ويقول الدكتور عمر الأشقر حفظه الله  :
" الإسلام في لغة القرآن ليس اسماً لدين خاص ، وإنما هو اسم للدّين المشترك الذي هتف به كل الأنبياء ، فنوح يقول لقومه : ( وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) يونس/72، والإسلام هو الدين الذي أمر الله به أبا الأنبياء إبراهيم ( إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ) البقرة/ 131، ويوصي كل من إبراهيم ويعقوب أبناءه قائلاً : ( فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) البقرة/132، وأبناء يعقوب يجيبون أباهم :  ( نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) البقرة/133، وموسى يقول لقومه  :  ( يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ ) يونس/84، والحواريون يقولون لعيسى : ( آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) آل عمران/52، وحين سمع فريق من أهل الكتاب القرآن ( قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ) القصص / 53   "     
فالإسلام شعار عام كان يدور على ألسنة الأنبياء وأتباعهم منذ أقدم العصور التاريخية إلى عصر النبوة المحمدية " ( الرسل والرسالات ) (ص/ 243  )
) شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ) الشورى/13.
الإسلام كان أول الأديان لأنه دين إبراهيم أبو الأنبياء أى آمن به جميع الأنبياء أولاد إبراهيم من بعده كل من اسماعيل واسحق وأولادهم اسرائيل وعيسى ويوسف وبنى اسرائيل وبنى اسماعيل وبنى عيسى كلهم كانوا مسلمين على دين إبيهم إبرهيم :
" مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ  " ( آل عمران :67 )  .
" وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً "  (النساء : 125)
" إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ وَمَا اخْـتـلفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ " (آل عمران:19)
" وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ  ) آل عمران:85) ..

                                                                          ( الاسلام واب / الاسلام سؤال وجواب ) .
توصّل الإنسان عبر تواتر الأيام والسنون إلى إيجاد طرق للتواصل فيما بينه مع غيره ، ومع الأيام وجدت لدينا الآلاف من اللغات التي تمكّن الإنسان من خلق صفات خاصة بها تسهل عليه التواصل مع غيره . فما هو عدد اللغات الموجودة في عالمنا الحاليّ؟ وما هي أكثر اللغات المستخدمة حالياً ؟
بحسب إحصائيات اليونسكو فقد توصلّت هذه المؤسسة إلى أنّه يوجد أكثر من سبعة آلاف لغة حول العالم منتشرة في كلّ مكان فيه ، بغض النظر عن اختلاف اللهجات في اللغة الواحدة ، إلّا أنّه هناك لغات سيطرت بشكل كبير على العالم أكثر من غيرها ويتحدث بها الملايين من الناس، وأصبحت لغات تواصل عالمية تسهل على الأفراد التواصل مع أشخاص من غير مكانهم ومنطقتهم ولغتهم الأصليّة .

تعتبر اللغة الصينيّة اللغة الأولى في العالم من حيث عدد المتكلمين بها، وهي تسمى " لغة الماندرين " ولغة الماندرين هي في الأصل اللغة الأكثر تداولاً بين سكان الصين أنفسهم مع وجود لغات صينية أخرى ، وتعتبر هذه اللغة الأولى في العالم لأنّها تمثل ما نسبته ثمانين بالمئة من سكان أهل الصين الذي يتجاوزون المليار وحدهم .
أمّا اللغة الإنجليزيّة فهي اللغة الثانية بعد لغة الماندرين في العالم من حيث عدد المتكلمين بها ، وهي لغة عالمية يتحدث بها الكثير من الناس ويتعلمونها ، وهي اللغة الرسمية في الولايات المتحدة الأمريكية ، وبريطانيا ، وأستراليا ، وكندا ، وزيمبابوي، ونيوزلندا ، وأيضاً بعض الدول الإفريقيّة كدولة جنوب إفريقيا ، ومنطقة البحر الكاريبيّ . بينما تعتبر اللغة الإسبانيّة اللغة الثالثة في العالم من حيث عدد المتكلمين بها ، وهي تستخدم كلغة رسمية في أكثر من أربع وعشرين دولة ، وهي مرتبطة بشكل وثيق باللغة البرتغاليّة كما أنّها متأثرة قليلاً باللغة العربيّة .
وتعتبر اللغة الهنديّة والأرديّة اللغة الرابعة في العالم من حيث عدد المتكلمين بها ، فالأردية هي لغة دولة باكستان الرسميّة ، والهنديّة لغة الهند الرسميّة ، والهند نفسها عدد سكانها يتجاوز المليار، ولذلك فإنّه من الطبيعيّ أن تكون من ضمن اللغات العشر الأكثر استخداماً في العالم . بينما تأتي اللغة العربيّة في المرتبة الخامسة من بين لغات العالم ، وتستخدم كلغة رسمية في ثلاث وعشرين دولة عربيّة ، بغض النظر عن اختلاف لهجاتها .  
واللغة الروسيّة هي اللغة السادسة في الترتيب ، حيث يتحدث بها ما يزيد عن مئتي مليون متكلم، بينما اللغة البنغاليّة هي اللغة السابعة وذلك بسبب كثافة عدد السكان البنغاليين ، واللغة البرتغالية هي التي تحتل المرتبة السابعة من حيث عدد الناطقين بها ، وهي متفرعة من اللغة الإيطاليّة ، وأصل من أصول اللغة اللاتينيّة القديمة، وهي لغة أهل البرتغال والبرازيل الرسميّة.

وفي المرتبة الثامنة فتحتلها اللغة الإندونسية وهي لغة " الملايو" ، بينما تأتي اللغة الفرنسية والألمانيّة في المرتبة التاسعة ، واللغة اليابانيّة في المرتبة العاشرة .


توقيع اتفاقية الوحدة بين مصر وسوريا في 22 فيبراير 1958 بين الرئيسين : شكري القوتلي وجمال عبد الناصر ..
تجربة الوحدة الألمانية في العصر الحديث ..

درس التاريخ والمستقبل .. (1) .
د.صفوت حاتم . 
   في فبراير عام 2008 ..  أقيمت في القاهرة " إحتفالية " عربية لتدارس تجربة الوحدة الأولى في تاريخ  العرب المعاصر .. الوحدة بين مصر وسوريا في 22 فبراير عام 1958 .وبقدر ما أثبتت " الإحتفالية " عمق الشعور الوحدوي لدى " بعض " النخب المثقفة والسياسية العربية .. ألا أنها أثبتت .. بالمقابل .. سطحية التعامل النقدي مع قضية الوحدة .. داخل هذه النخب .. تلك النخب  عاشت طرفا من تجربة الوحدة بفورانها العاطفي وأحلامها الجارفة المتفائلة  .. وعانت .. بعد ذلك ..  تجربة الإنفصال عام 1961 .. أو حتى  تلك التي سمعت عن التجربة أو قرأت عنها .. فقد كانت المشاركات -  في معظمها -  نوعا من الإجترار لوقائع وخطب قديمة غير مفيدة ..
الأكيد .. أن هاجس الوحدة العربية لازال يجري في الوجدان العربي .. بإعتباره .. على الأقل .. النقيض من واقع الإنحطاط العربي الحالي .. قد يبدو مستحيلا لدى الكثيرين .. لكن هذه "الإستحالة " هي   .. تعبير عن أمل  " ميئوس  " منه  .. وليست تعبيرا عن أمل  "مرفوض حدوثه "  .. أو رغبة " منكورة "  .. 
ان الحديث عن المستقبل العربي بدون وحدة عربية .. ربما يكون هو الحديث المرفوض والمنكور ..  لكنني أندهش كثيرا من هؤلاء الذين يجادلون في  امكانية  تحقيق الوحدة العربية   بإعتبارها " وهما " وحلم غير واقعي .. بينما  يعرفون من واقع أقطارهم .. كل منها منفردا .. أنه  هو واقع بائس ولا مستقبل له  حيث  تتهدده المخاطر من كل حدب وصوب .. من قوى النهب والتفتيت الداخلي الحاكمة والمتحكمة .. فضلا عن قوى التفتيت الخارجية التي لا تهدأ عن التآمر والتخريب ..    ان الذين يتمحكون بضرورات النضال القطري .. أي في كل قطر على حدة .. لم ينجزوا – في واقعهم القطري – أية  إنجازات سياسية أو شعبية يستحقون عليها التهنئة أو الإشادة .. أو على الأقل ..  تجعل من إنتصاراتهم القطرية دليلا على صدق فرضية الإهتمام بالقطري على حسام القومي .. وحيث أن القطري يتدهور يوميا أمام التحديات الأمنية والإقتصادية والمذهبية والطائفية .. فنحن نفترض أحد إحتمالين : إما أن الجهد القطري غير قادر على وقف التدهور وبالتالي ينبغي البحث عن صيغ غير قطرية .. أو أن دعاة الوحدة قد تراجع جهدهم وتعبئتهم الجماهيرية أمام  دعاة العمل القطري .. وهي بهذا المعنى هزيمة لتيار الوحدة العربية لا تبرر اندماجه في شعارات الأ قليميين والإنفصاليين والطائفيين .. وهو فرض يقتضي مراجعة الشعارات والأهداف والخطط .. وقبل كل شيئ وبعده .. مراجعة النوايا الوحدوية .. !!
فالنضال الوحدوي .. هو نضال .. من أجل المصلحة القطرية في الاساس .. وهو البداية ..              
ان الذين يهرولون لعقد الإتفاقيات التجارية والإقتصادية والسياسية  وإتفاقيات الشراكة مع أوروبا ومع أمريكا  .. بل  مع العدو الإسرائيلي .. كإتفاقية " الكويز " المصرية الأمريكية الإسرائيلية ٍ ..  
كل هؤلاء لا يفسرون لنا ولا لشعوبهم  .. هذا  الجموح الغريب  والتهليل العجيب  للتعاون مع الآخر  غير العربي  .. والنفور   المريب  من التعاون والإندماج العربيين .. نحن هنا نتعدى شعور " الياس " من الوحدة العربية  .. الى المصالح " المضمرة " التي يحققها البعض من التعاون مع الغريب .. والخوف من إختطاف هذه المصالح في حالة التعاون أو الإندماج العربي .. !!!  
لقد قيل الكثير في تفسير جريمة الإنفصال عام 1961  والتي انهت أول تجربة وحدوية في التاريخ العربي المعاصر .. لقد فسر البعض جريمة الإنفصال بالتعجل الذي حدث – ورافق – الوحدة المصرية السورية عام 1958 .. وتحدث البعض عن غياب الديمقراطية والحكم الفردي .. وعزاها البعض لتفاوت المستوى الإقتصادي بين مصر وسوريا وخطأ تطبيق الأصلاح الزراعي والتأميمات على المجتمع السوري ذو الصبغة التجارية بالأساس .. وتحدث البعض عن الطابع " المركزي " للمجتمع المصري وللدولة المصرية مقارنة بنظيره السوري .. هذه الأسباب – كلها أو بعضها – تحتاج الى اختبار وتدقيق قبل إطلاق الأحكام والإقتناع بها .
على أية حال .. وجدت في تجربة الوحدة الألمانية من الدروس والعبر ما قد  يفيد المستقبل العربي ...
على الأقل ... هذا ما أتمناه ..  !!!
ألمانيا .. قرنان من النضال الوحدوي :
 –   لكل هؤلاء اليائسين .. اهدي هذه التجربة الرائعة لتجربة وحدة بدت في لحظات طويلة " وحدة ميئوس " منها .. وارجو أن يتسع صبر من يقرأ هذا الكتاب لإستيعاب هذه التجربة فقط .. فهي تجربة وحدة طويلة ومريرة .. ربما كانت أحد التجارب القليلة التي نجحت في القرن العشرين .. ولكنها تجربة مملوءة بالخبرات العظيمة .. والآمال المحبطة .. والإنتصارات المرهقة ..
يقول استاذنا " ساطع الحصري " فيلسوف ومفكر القومية العربية : "  ان تاريخ الوحدة الألمانية من أهم وأمتع صفحات التاريخ في القرون الأخيرة ..
كانت الأمة الألمانية تتمتع بأدب راق وثقافة عالية .. ومع هذا كانت مجزأة الى دويلات ودول كثيرة .. أما الموانع التي كانت تحول دون اتحاد هذه الدول والدويلات .. فكانت تأتي – في الدرجة الأولى – من  " أنانية  "  الملوك والأمراء وتمسكهم بالإمتيازات التي كانوا يتمتعون بها 
لأن ألمانيا كانت – في العقد الأخير من القرن الثامن عشر – منقسمة إلى 360 وحدة سياسية .. مستقلة عن بعضها استقلالا مطلقا .. غير ان عدد هذه الوحدات السياسية .. أخذ يقل شيئا فشيئا .. بسبب اندماج واتحاد بعضها ببعض : فقد نزل هذه العدد الى 248  دويلة  عام 1803 .. ثم الى 39  دويلة عام 1815 .. ثم  الى 25  دويلة عام  1871 ( اي بعد ثمانية وستون عاما من بداية أول عملية توحيد  !! ) .. إلا أن هذه الوحدات .. كونت في السنة المذكورة ( 1871 ) .. دولة اتحادية فيدرالية .. وتنازلت لها عن جميع السلطات المتعلقة بجميع الشؤون العسكرية والخارجية ..ولم يبق عدد هذه الدول المكونة على حاله .. بل نزل الى 17 سنة 1918 .. وفي الأخير زالت هذه الدول من الوجود وتركت محلها  " الرايخ الألماني " أي الدولة الألمانية الموحدة توحيدا تاما عام 1923 ..  اي بعد قرن كامل وثلاث عقود !!  ( ساطع الحصري , محاضرات في نشوء الفكرة القومية , دارالعلم للملايين ).  ولكن ألمانيا ستعود الى التجزئة مرة أخرى بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية .. وتلك قصة سنعود إليها في موضع آخر .. لكن دعونا نرى كيف جاهدت ألمانيا لكي تتوحد عبر قرن كامل وثلاث عقود .. لتعود لتتجزأ مرة أخرى في أقل من عقدين .. ثم تعود للوحدة النهائية بعد نصف قرن تقريبا من التجزئة القسرية التي تمخضت عنها هزيمتها في الحرب العالمية الثانية ..

لا ترقبي أماه  ..لن يأتي أحد
لا تبسطي بصرا 
فلن يصل مدد
بحر العروبة ساكن 
من دون مد
بحر المخازي طافح 
من دون حد
صار القرار  ..
موزة " الشيخ حمد
و " الموزة " الملساء  ..
لا تثبت بيد
كل الأيادي عابثات بالعرب
من كان خلا بالخميس  ..
خاننا يوم الأحد ..
( الشاذلي معرفي ) .

تمويل الإرهاب .. تقاطع وتشابك مصادر التمويل .. (1) .

مثلت جماعة الإخوان المسلمين مرجعاً لمعظم الجماعات الإرهابية سواء من حيث الأفكار أو حتى الشخصيات التي قامت عليها هذه الجماعات ، فكل مجموعة رئيسية من الجماعات الإرهابية يمكن تتبّع جذورها التي تمتد بوضوح في النهاية إلى جماعة الإخوان المسلمين ..
من المعروف أن تنظيم الإخوان المسلمين الدولي قد أنشأ هيكلاً موازيا في الخارج بعيدا عن الدول الأصلية التي نشأ وتوغل فيها هذا التنظيم ، مثل مصر والأردن وغيرهما، كأساس لعمليات مصرفية وشركات ومشاريع عملاقة تقدر بمليارات الدولارات ، والتي أصبحت جزءا لا يتجزأ من قدرتها على إخفاء ونقل الأموال من وإلى جميع أنحاء العالم ، وهذه الشبكة الأخطبوطية من الشركات والمصارف الإسلامية أو " الإخوانية " لم تلفت انتباه الكثير من الدول وأجهزة الاستخبارات والأمن ، التي تلاحق الإرهابيين ومصادر تمويلهم في العديد من الدول حتى الآن ؛ وذلك بسبب الغموض الشديد والسرية الكاملة التي تحيط بهذه الأنشطة المالية الدولية للتنظيم .
فقد كان المعيار أو الفرضية الأساسية للإخوان في إنشاء هذا الهيكل المالي الدولي هو إحاطته بالسرية الشديدة وإخفاءه .
وتلمع أسماء من أعضاء التنظيم الدولي للإخوان كمديري اقتصاد، مثل "إبراهيم كامل"، وهو مؤسس بنك "دار المال الإسلامي، ومقره الرئيسي في ناساو بجزر البهاما، كما أنشأ كل من يوسف ندى، وهمت غالب ، وآل يوسف القرضاوي "بنك التقوى" ومقره أيضا في ناساو بجزر البهاما، وبالمثل أسس نصر الدين إدريس "بنك العقيدة الدولي" في ناساو بجزر البهاما.
وفي تقرير قدمه "مركز المساعدة والدراسات الاستراتيجية الأمريكي" للكاتب "دوجلاس فرح" يؤكد أن هذه الشبكة من الشركات المصرفية وشركات التأمين والشركات البحرية ، تستخدم في كثير من الأحيان كغطاء لفتح حسابات مصرفية وتسهيل عمليات نقل وغسيل الأموال؛ بسبب صعوبة تتبع مسارات هذه الأموال المحمية بموجب قوانين السرية المصرفية ، لكن ينبغي أن يكون التركيز والاهتمام بهذه الشبكات المتوغلة أكثر بكثير مما يحدث الآن؛ لأن هذه الشبكات المصرفية توفر آلية لتمويل أنشطة الإخوان المسلمين المشروعة وغير المشروعة في جميع أنحاء العالم    .
الإخوان ودولارات الإرهاب :
ويوضح تقرير دوجلاس أن السجلات العامة الأمريكية تظهر امتلاك شبكة الإخوان المالية للشركات القابضة والشركات التابعة ، والمصارف والمؤسسات المالية التي تمتد إلى بنما ، ليبيريا ، جزر فرجن البريطانية ، جزر كايمان ، سويسرا ، قبرص ، نيجيريا ، البرازيل ، الأرجنتين ، باراغواي ، ودول أخرى كثيرة ، وهناك العديد من الكيانات الاقتصادية المملوكة لأفراد ، مثل يوسف ندى ، نصر الدين إدريس ، همت غالب ، ويوسف القرضاوي ، والذين يقدمون أنفسهم علنا على أنهم من قادة الإخوان .
ويشير التقرير إلى أن حكومة الولايات المتحدة تقدر إجمالي رؤوس أموال وممتلكات التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين بين 5 إلى 10 مليارات دولار، رغم أنه أمر صعب التقييم بدقة ؛ لأن بعض الأفراد مثل يوسف ندى ونصر الدين إدريس ، لديهم ثروة شخصية كبيرة ، بالإضافة إلى أنهم أيضا يسهمون في عشرات الشركات ، سواء الفعلية أو الوهمية ، مع همت غالب وقادة الإخوان الآخرين ، لدرجة أصبح فيها التمييز بين ما يدخل تحت ثروتهم الشخصية  وبين ما يدخل تحت ثروة الإخوان ، أمرا صعبا إن لم يكن مستحيلا ، فكما أنه من الواضح أن ليس كل تلك الأموال تستخدم لتمويل الإرهاب ، لكن من الواضح أيضا أن هذه الشبكة من الشركات والمصارف توفر السبل والوسائل لنقل مبالغ مالية كبيرة لتلك العمليات الإرهابية المختلفة   .                                                    
بنوك الإرهاب : " التقوى" و" العقيدة الدولي" :
وقد كان من أوائل المسهمين في "بنك التقوى" هم يوسف ندى، ونصر الدين ، واثنان من عائلة بن لادن ، بالإضافة للعشرات من قادة الإخوان الآخرين ، بما في ذلك يوسف القرضاوي، رئيس هيئة علماء المسلمين ،المعروف بعلاقاته القوية بدولة قطر ..
 كما توجد مجموعة من المؤسسات الخيرية ومقرها في هيرندون بولاية فرجينيا، حيث نسجت المنظمة شبكة علاقات واسعة بين العديد من القادة مع يوسف ندى، ومحور هذه العلاقات هي الأنشطة المصرفية لندى، وقد تم التحقيق من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة الأمن الداخلي الأمريكية، حيث اتضح أن اثنين منهم يمتلكان "مجموعة الصفا" صاحبة "بنك التقوى" في ناساو بالبهاما، والذي تم إثبات تعاملات مالية واسعة لندى وقادة آخرين معه، وكلهم أعضاء في تنظيم الإخوان المسلمين.
وقد اكتشفت وكالة المخابرات المركزية CIA معلومات ليس فقط عن تمرير وتحويل بنك التقوى ومؤسسات أخرى من الإمبراطورية التجارية لأموال كبيرة لتنظيم القاعدة- لكنها أيضا مكنت تلك المنظمة الإرهابية من الحصول على خدمات الإنترنت والهواتف المشفرة، وساعدت تلك المؤسسات في ترتيب شحنات الأسلحة، وأعلنت وزارة الخزانة- نقلا عن مصادر استخباراتية- أنه "اعتبارا من أكتوبر 2000، وفر "بنك التقوى" حساب ائتمان سري لشخص مقرب من أسامة بن لادن، واعتبارا من نهاية سبتمبر 2001، استقبل أسامة بن لادن مساعدات مالية كبيرة من يوسف ندى".
وقد تم توصيف كل من يوسف ندى ونصر الدين إدريس جنبا إلى جنب مع بنوكهما، من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة كاثنين من أكبر ممولي الإرهاب في نوفمبر 2001، وفي أغسطس 2002 أضافت الولايات المتحدة وإيطاليا معا 14 شخصا آخرين مشتركين مع ندى ونصر الدين في إنشاء وتسيير الكيانات المخصصة لدعم الإرهاب
وتؤكد التقارير الاستخباراتية أن جماعة الإخوان تمتلك شركات وهمية تهدف بالأساس لتمويل تنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات الإرهابية بالمليارات، رغم تأثير هجمات 11 سبتمبر على سهولة انتقال التمويلات المالية لتنظيم القاعدة، فقد قدرت مجموعة الأمم المتحدة للمراقبة خفض قيمة أموال تنظيم القاعدة بعد 11 سبتمبر بنحو 30 مليون دولار
وهو الأمر الذي جعل توجه " القاعدة " وغيرها من التنظيمات الإرهابية في المنطقة ، نحو مصادر التمويل التي تعتمد على الأنشطة الإجرامية ، مثل اختطاف الأجانب والحصول على فدية ، أو الاتجار في البشر أو في المخدرات وغيرها ... ( يتبع ) .

                                                                                  ( بوابة الحركات الاسلامية ).




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق