بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 22 فبراير 2016

نشرية القدس العدد 216 .

تحميل العدد 216 .


          مأساتنا أم مأساة دولة الخلافة ..؟؟           



 ما يستحق الانتباه اليه  في ذكرى الوحدة المجيدة التي عرفها التاريخ العربي المعاصر هو أن ذلك الحدث كان فعلا فرصة الامة الضائعة ، التي كادت  أن تدخل بها عصر الامم العظيمة .. وكان هذا الانجاز الذي تحقق في 22 فيفري 1958 ، ببناء أول صرح لدولة المستقبل العربي ، دولة الوحدة النواة بين مصر وسوريا ، حدثا تاريخيا حقا ، اهتزت له الجماهير العربية كالبركان الهائج ، في كل ارجاء الوطن العربي  ، وفي سوريا تحديدا التي عانى شعبها اكثر من غيره من سياسات التتريك والتمييز والهيمنة المتبعة من طرف العثمانيين زمن الخلافة ، ثم من التهديد التركي المباشر ، وحلف بغداد بعد الاستقلال ، فاندفعت الجماهير العربية  كالامواج الهادرة في كل مكان تأييدا لهذا الحدث التاريخي العظيم ..
والجدير بالذكر في هذا الجانب ، أن عظمة الوحدة ليس في اتساع مساحة الدولة وامتتدادها الجغرافي فحسب  ، بل في تظافر امكانياتها المادية والبشرية التي تتجاوز كل الامكانيات الاقليمية في عصر التكتلات الكبرى التي تخطت فيها الشعوب المتقدمة حدود الدول القومية ، باتجاه وحدة الامم ..
عظمة المشروع الوحدوي تتمثل في توظيف الامكانيات الهائلة على المستوى القومي في جميع المجالات التي تستطيع بها الدولة القومية ان تدخل مجال الصناعات الكبرى ، والمنافسة الواسعة على المستوى العالمي ، وبناء علاقات متوازنة على اساس الندية والتكافئ والمصلحة القومية ..
عظمة المشروع القومي في قدرته على استيعاب المتناقضات ، وتقوية الشعور بالانتماء الى الامة الجامعة ، والوقوف في وجه التحديات في الداخل والخارج ، برفع الجهل والتخلف والهيمنة في آن واحد ...  
ثم ان ما يجب الانتباه اليه  كذلك في ذكرى هذا الحدث العظيم ، هو أن التخلف الذي عانت منه الامة على جميع مستوايات الحياة بسبب عوامل تاريخية متراكمة من عصر الى عصر ، كان بالامكان الخروج منه في تلك  المحطة التاريخية الهامة ، أو في محطات اخرى شهدت فيها الامة العربية ثورات ، وانتفاضات ذهب ضحيتها الآلاف من ابنائها ، مثلما استطاعت شعوب أخرى ، الخروج من التخلف والجهل والانحطاط  ، الأعظم اثرا على حياتها من النواحي السلبية ، مما عرفته امتنا  ، حينما توفر لها عاملين مهمين من عوامل النهضة القومية هما :  توفر الارادة ، وتحرّرها ..
وقد كانت الارادة العر بية متوفرة فعلا ، نستطيع أن نلمسها في استمرار مقاومتها للغزاة في كل العصور .. الا ان هذه الارادة لم تكن متحرّرة تماما  لتحقيق  نتائج بحجم المجهود الذي كانت تبذله في كل مرة .. /
 فقد كانت الارادة مسلوبة فعلا من طرف العثمانيين في تلك الدولة التي لم تعد باي حال من الأحوال دولة للخلافة ، أو دولة  للمسلمين ، بقدر ما اصبحت دولة للهيمنة العـثمانية على العــرب بشكل خاص ، بعد ان اقتـطعت الدول الاستعــمارية  كل اجزائها الاوروبية تقريبا ، ثم انتقلت تلتهم أجزاءها العربية ، مثلما تلتهم الذئاب الجائعة  خرافا بلا راعي .. فكان احتلال مصر على يد الفرنسيين سنة 1798 ، ثم على يد بريطانيا سنة 1882 ، وسلطنة عمان سنة 1798 ، واحتلت فرنسا الجزائر سنة 1830 ، واحتلت بريطانيا السودان سنة 1898 ، واليمن 1839 ، والصومال 1884 ، واحتلت فرنسا تونس سنة 1881  الخ ... كل هذا ودولة الخلافة عاجزة عن مواجهة الأخطار التي كانت تهدد أقطارها حتى اكتمل المخطط نهائيا بمعاهدة سايكس ـ بيكو سنة 1916 ووعد بلفور سنة 1917 .. وهكذا انتقلت الهيمنة على الوطن العربي من العثمانيين الى الدول الاستعمارية في مرحلة أولى ، ثم الى الانظمة الاقليمية في مرحلة ثانية ..  
والواقع أن دولة الخلافة ، قد صارت على هذه الصورة تحديدا ، لان المصالح المباشرة للعائلة العثمالنية ، ومستقبلها كان المحدّد الرئيسي في سياسات الدولة التي لم تفرط في شبر واحد من اراضيها العثمانية الحقيقية التي تبلورت عليها ملامح قوميتها التركية ، بينما فرّطت حكوماتها  بسهولة في جميع اقطار الوطن العربي الواحد تلوى الآخر ..
وقد كانت تلك السياسات مدفوعة من ناحية أخرى بجملة من التغيرات التي كانت تحدث على مستوى البنى الاجتماعية سواء على المستوى الانساني  ، أو داخل دولة الخلافة ، وهي تشهد تبلور ملامح المجتمعات القومية  التي أدت الى  قيام الدولة التركية الحديثة من داخل الدولة العثمانية ذاتها سنة 1923 ، بينما لم تستطع اقطار الامة العربية القيام بنفس الخطوة وهي تفتقد  لسلطة الدولة المركزية التي كانت بيد الاتراك ، فضلا عما سلبه الاستعمار الجديد  من مقدرة لتلك الأقطار المنهكة التي دخلها ، على بناء الدولة القومية رغم كل المحاولات ...  

 ( القدس ) .




* ان لم تكن في الشعر صرخة ثائر ... فعلاما يحيا بيننا الشعراء ..؟؟  ( عبد الجليل عوّاسي ) .


ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة ( جمال عبد الناصر). 

شدة الحر الأوار .                  شدة الأكل النهم
شدة البرد الصرّ .                   شدة الحرص الجشع
 شدة المطر الانهلال .              شدة الحياء الخفر.
شدة سواد الليل الغيهب .          شدة الجوع السعار .
شدة العطش الضمأ .               شدة الهدم الهدّ .
شدة اليبس القحل .                 شدة البكاء المأق .
شدة الوجع الوصب .              شدة الخصومة اللدد .
شدة التعب النصب .                شدة الندامة الحسرة .
شدة الخوف الهلع ...    

                                                                    ***


قصيدة للشاعر إسماعيل بن أبي بكر المقري ،

 قصيدة مدح وذم في نفس الوقت .. !!

طلبوا الذي نالوا فما حُرمـــوا ** رُفعتْ فما حُطت ْلهـــم رُتبُ

وهَبوا ومـا تمّتْ لـهم خُلـــقُ ** سلموا فما أودى بهـــم عطَبُ

جلبوا الذي نرضى فما كَسَدوا ** حُمدتْ لهم شيمُ فــمـا كَسَبوا

ولكن إذا قرأتها من اليسار إلى اليمين تصبح : 

رُتب لهم حُطتْ فمــا رُفعتْ ** حُرموا فما نالوا الـــــذي طلبُوا

عَطَب بهم أودى فمـا سلموا ** خُلقٌ لهم تمّتْ ومـــــــا وهبُوا

كَسَبوا فما شيمٌ لـهم حُمــدتْ ** كَسَدوا فما نرضى الذي جَلبُوا

وهذه أيضا في المدح :

حلموا فما ساءَت لهم شيم ** سمحوا فما شحّت لهم مننُ
سلموا فلا زلّت لهم قــــدمُ ** رشدوا فلا ضلّت لهم سننُ

ولكن اذا عكستها تصبح في الهجاء :

مننٌ لهم شحّت فما سمحوا ** شيمٌ لهم ساءَت فما حلموا
سننٌ لهم ضلّت فلا رشدوا
** قدمٌ لهم زلّت فلا سلمـوا






فى ذكراها .. لمن الوحدة العربية اليوم ..؟
محمد سيف الدولة .

ان الايمان بحقيقة الامة العربية الواحدة وبضرورة توحدها ، يعنى فى اهم منطلقاته الايمان بانتماء الشعب العربى كله الى امة عربية واحدة ، لا فرق فى ذلك بين مصرى وسورى وفلسطينى وتونسى .. الخ ، ولا بين مسلم ومسيحى أو سنى وشيعى ..الخ ، ويعنى أيضا انه لا فرق بين قومى واسلامى واشتراكى وليبرالى ..

***

فى ربع القرن التالى للحرب العالمية الثانية ، كان التحدى الرئيسي أمام مشروعات الوحدة العربية ، هو كيف يمكن تحقيقها فى ظل عداء الدول (القطرية) للفكرة وللمشروع ورفضها لإنهاء وجودها الذاتى والذوبان فى كيان وحدوى اكبر . بل رفضها لاتخاذ اى خطوات ولو صغيرة وجزئية لتخفيف القيود على حقوق الحركة والاقامة والانتقال والتواصل بين الدول العربية وبعضها البعض . وما ترتب على ذلك من قيامها بفرض حصار وحظر حديدى على أى حركات أو شخصيات وحدوية وتجريمها واعتبارها من أكثر مهددات الأمن القومى للقطر .
وما زاد الأمر تعقيدا ، هو فشل مشروع الوحدة المصرية السورية 1958-1961 ، وتعثر كل ما تلاه من مباحثات ومبادرات لوحدات ثنائية او ثلاثية . ثم كانت الضربة القاسمة هو الانقلاب على مشروع التحرر العربى بقيادة مصر، واستبداله بالمشروع الامريكى الصهيونى الذى يحكم المنطقة منذ كامب ديفيد حتى اليوم .
وما ترتب عليه من تراجع المشروعات والدعوات والحركات الوحدوية وتسرّب جرثومة الاستسلام الى غالبية الرأى العام العربى وسيادة الاعتقاد باستحالتها وعدم واقعيتها فى ظل الواقع الدولى والاقليمى الراهن ولسنوات طويلة قادمة لا يعلم مداها سوى الله . لتختفى القضية من اجندات وبرامج غالبية القوى السياسية العربية ، وليقتصر ذكرها على الاحتفالات الموسمية بذكرى الوحدة المصرية السورية ، مثلما يحدث هذه الايام .

***

كانت تلك هى التحديات الرئيسية وقتها ، فى ظل ايمان الشعوب العربية من المحيط الى الخليج بالعروبة وبالقومية العربية ، وحلمها ومطالبتها بالوحدة ، وتأييدها ودعمها لكل معارك التحرر العربى وتحرير فلسطين . وكان ذلك هو الشعور العربى العام باستثناء بعض الخلافات والصراعات الفكرية بين النخب من التيارات الفكرية المختلفة حول فكرة القومية بشكل عام والقومية العربية على وجه الخصوص ، وما اذا كانت القوميةالعربية ام الاسلام ام الاممية العمالية ام الوطنية المحلية هى الانتماء الحقيقى والموضوعى للشعوب .
اما اليوم فان التحدى الرئيسى والجديد الذى يواجه اى حديث او مشروع لإعادة احياء الشعور القومى والدعوة الى الوحدة العربية ، هو انقسام الشعوب ذاتها بين انتماءات وولاءات متعددة ، ساعدت عليها سلسلة الهزائم والتراجعات والاستسلامات التى لحقت بالامة فى العقود الاخيرة .

ولقد وصلت هذه الانقسامات الى حد الاقتتال الاهلى فى عديد من الاقطار، وبلغت ان قطاعات واسعة من انصار التيارات أو المذاهب والطوائف المتصارعة نزعوا صفة الحق فى المواطنة عن خصومهم من التيارات الأخرى، واصبحوا يصنفونهم كأعداء للوطن وللأمة ، ويضعون حتمية بترهم واجتثاثهم على رأس أجنداتهم السياسية .

وبعيدا عن العنصرية والكراهية الكامنة وراء مثل هذه الدعوات والتوجهات ، فان الاجتثاث لأى تيار أو طائفة أو مذهب من تلك التى شكلت مكونات الأمة الرئيسية على امتداد قرون طويل ، هو أمر مستحيل . المطالبة به او التورط فى معاركه ، سيدفع بنا الى عقود طويلة من الحروب ، الجميع فيها هالك و مهزوم .
وبالتالى فاننى أتصور أن أهم وأولى التحديات التى تواجه دعاة وحدة الأمة اليوم ، هو العمل على اخراجها من حالة الاستقطاب القاتلة والجهنمية التى ضربتها، والانطلاق من حقيقة اننا جميعا مواطنون عرب ، لا فرق بيننا على اساس الجنسية او الدين او المذهب أو الطائفة ولا على أساس المرجعية الفكرية والانتماء السياسى . وأختم هذه السطور بالتأكيد على بديهية أن هذا ليس هو التحدى الوحيد امام مشروع الوحدة اليوم ، فهناك قائمة طويلة ومركبة من التحديات والعقبات والقضايا والمتغيرات والتفاصيل التى تحتاج لإعادة الحوار والاجتهاد ، لم أتناولها هنا ، من باب الرغبة فى التركيز على خطورة  وضع الانقسام الذى أصاب الامة . 







    الدين المعاملة ..

يتداول النشطاء على صفحات الشبكة الاجتماعية  مشهد شيخ اسباني في السبعين من عمره أو أكثر ، وهو متأثر بما سمعه من تلاوة لآيات القرآن الكريم في أحد المحلات ، دون أن يفهم معانيها .. !!  وهذا لا بد ان يكون دلالة واضحة على ان من يسميهم الجهلة كفارا ، هم في الواقع لا يعرفون عن الدين سوى ما يرد اليهم من تشويه من المغرضين أحيانا ، وأحيانا أخرى  من المتطرفين الحاقدين على خلق الله ، أمثال القاعدة والدواعش  .. اللذين نصّبوا أنفسهم أوصياء على الدين ، يخافون على الله من عباده ويكلفون انفسهم بما نهي عنه الرسول الكريم .. !!!!

من الجاهل اذن ؟؟ هل هو ذلك العجوز الذي لا يعلم ظروفه واعذاره التي منعته من تغيير معتقده وديانته الا الله  ، الذي سيتولى وحده البت في أمره ومصيره في الآخرة  .. أم هؤلاء  الجهلة الذين يستعجلون أمر العباد في الدنيا ، فيحاسبونهم ـ بغير وجه حق ـ على ما فهموه هم من الدين   ..؟؟؟

الا يقول الرسول الكريم  صلى الله عليه وسلم : "  مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ  " ..؟؟  فعلى ما سيحاسب هؤلاء إذن إذا كانت المسؤولية تقع على الآباء منذ البداية ..؟؟ وهؤلاء بدورهم  تقع مسؤولية تدينهم على عاتق آبائهم وهكذا ... !!!
ان مصير هؤلاء وحسابهم لا يعلمه الا الله ، ولكن مؤكد أن الله سبحانه سوف لن يحاسبهم  على ما فهمناه نحن من الدين ومن الاسلام تحديدا ، ولا على بقائهم على دياناتهم التي نشؤوا عليها دون أخذ بالاسباب والمعيقات ،  ومنها قد تكون مشكلة  اللغة ، والمسافة الجغرافية ، والتشويه الذي يصل اليهم عن الدين ، والنشأة الاجتماعية والدينية التي نشؤوا عليها وهم يعتقدون انهم مخلصين لله بمناسكهم وسلوكهم وحبهم لله الذي نراه فعلا في معاملاتهم وصدقهم الذي لا يتفوقون به على عامة المسلمين فحسب ، بل وحتى على الدعاة ورجال الدين في بعض الأحيان  ، ومنهم من نراه يبغض الناس ، و يبالغ في احتقارهم ، لمجرد انهم يخطئون او لا يفهمون المعاملة الصحيحة ، او لأنهم يحملون افكارا مخالفة لافكارهم .. !!
لا بد ان نفهم  أولا وقبل كل شئ " ان الدين المعاملة " ، والقدوة الحسنة ، والسلوك السوي .. فبهذا انتشر الدين في اماكن بعيدة عن مركز الدعوة في القرون الأولى عن طريق التجار المسلمين البسطاء وليس عن طريق رجال الدين والدعاة الذين يرهبون الناس باساطيرهم وخرافاتهم عن المسيح الدجال ، وعذاب القبر ، التي يستميلون بها الضعفاء ، ثم ينتقلون بهم الى الاساليب الوحشية المنافية لمقاصد الدين واهدافه ووسائله جميعا ..  ( القدس ) .





الوحدة الثلاثية بين مصر وسوريا والعراق عام 1963 .

تم يو 17 أفريل 1963  توقيع إتفاق الوحدة الثلاثية بين مصر وسوريا والعراق ، حيث التقت في القاهرة الوفود الممثلة للجمهورية العربية المتحدة وسوريا والعراق .



بدأت المباحثات بين الوفود الثلاثة يوم السبت 6  أفريل وانتهت يوم 16 من نفس الشهر   .



يقضى الإتفاق الإتحادى  بدمج الدول الثلاث فى مدة أقصاها خمسة أشهر .



نصت الإتفاقية على إنّ السيادة في الجمهورية العربية المتحدة للشعب ، وإنّ الحرية كل الحرية للشعب ولا حرية لأعداء الشعب . وتشمل فئة أعداء الشعب العناصر التالية :



أ ـ المعزولون سياسياً بمقتضى القوانين المقررة لذلك .


ب ـ كل من حوكم ثورياً وأدين بأنه انفصالي أو متآمر أو مستغل .

ج ـ كل من تعامل أو يتعامل في المستقبل مع التنظيمات السياسية الأجنبية فأصبح بذلك عميلاً للقوى الأجنبية .

د ـ كل من عمل أو يعمل لفرض سيطرة الطبقات المستغلة على المجتمع .

والمقومات الاجتماعية والاقتصادية للوحدة هى  إنّ الحرية الاجتماعية طريقها الاشتراكية ، وهذه لا يمكن أن تتحقق إلا بفرص متكافئة أمام كل مواطن في نصيب عادل من الثروة القومية ، لذلك يجب توسيع قاعدة الثروة القومية بحيث تستطيع الوفاء بالحقوق المشروعة لجماهير الشعب العاملة ...
هذا الاتفاق لم يتحول الى واقع بسبب الخلافات السياسية بين ممثلي الدول والاحزاب الحاكمة .. وبعد فشل محادثات الوحدة الثلاثية . أعلن عبد الناصر عام 1963 عن ضرورة بناء الحركة العربية الواحدة ، كتنظيم ثوري، ضروري ، من أجل تحقيق طموح الشعب العربي في بناء الدولة العربية الواحدة ، نظرا لاستحالة تحقيقها عن طريق الدول الاقليمية .. ولا يزال هذا الخيار معلقا الى الآن رغم اتفاق الجميع على ضرورة قيامه  .. ( هؤلاء حكموا سورية ).





تجربة الوحدة الألمانية في العصر الحديث ..

درس التاريخ والمستقبل  ..(2) .

دكتور صفوت حاتم .

. بداية القصة :

3 -   كانت ألمانيا في نهاية القرن الثامن عشر في وضع غريب وشاذ جدا من الوجهة السياسية .. لأن معظم أقسامها كانت في حالة شبيهة بإقطاعيات القرون الوسطى .. انها كانت مقسمة لعدد كبير من الدول والدويلات والمدن الحرة .. وكان الحكم يعود في بعضها ألى حكام دينيين .. وفي بعضها الآخر الى حكام مدنيين .. وكان من بين هؤلاء الرؤساء .. ملوك وأمراء ودوقات وغراندوقات ..وكان بجانب ذلك كله مدن حرة عديدة .. مستقلة في إدارة شئونها متمتعة بسيادة تامة في الامور الداخلية والخارجية  ..

في الواقع .. كان هناك ما يسمى – بصورة رسمية – " الإمبراطورية المقدسة " .. ولكن هذه الإمبراطورية كانت " إسما بلا جسم " .. لا تتمتع بأي سلطة حقيقية .. فكانت كل واحدة في هذه الوحدات السياسية .. الكبيرة والصغيرة .. مستقلة في شؤونها إستقلالا تاما .. فكان لكل واحدة منها حكومة خاصة وجيش خاص وقوانين خاصة .. وإذا إستثنينا منها " مملكة بروسيا " .. استطعنا أن نقول أنها كانت في منتهى الضعف من جميع الوجوه السياسية والعسكرية  ...

صراعات الحكام الألمان :

كانت ألمانيا  المثال الكلاسيكي للتعصب المحلي والصراعات الأقليمية ( كما هو الحال في الأمة العربية ) ففي العصور القديمة كانت هناك عداءات متوارثة بين القبائل الألمانية وبخاصة بين السكسون والفرانك .. وكان ألمان الشمال وألمان الجنوب لا يكادون يفهمون بعضهم البعض .. وكانوا يلجئون الى اللاتينية إذا أرادوا التواصل والإتصال ببعضهم البعض .. ( !! ) 
وصعد عدد كبير جدا من النبلاء الى مصاف حكام الأقاليم ووضعوا سياستهم الخاصة وفق مصالحهم الخاصة وقاموا بحروبهم المنفصلة دون أدنى إعتبار للأهداف القومية المشتركة . وكانت السياسة " المحلية " لكل إقليم تقوم على اساس المصالح للبيوت والعائلات الحاكمة ( !! ) .. والغريب أن هذه السياسات كانت تحظى بتأييد كبير من سكان كل أقليم .. ( !! ) . فالإمبراطوية القديمة لم تكن دولة بالمفهوم الصحيح بل اتحادا فضفاضا كان يضم في القرن الثامن عشر 1800 حاكم ( ألف وثمانمائة حاكم .. !! ) وكان بعضهم ملوكا ودوقات ومركيزات  
وكونتات وبعضهم بطاركة واساقفة وما الى ذلك  .
ولكن 1475 منهم كانوا مجرد فرسان احرار لا يخضعون لأحد إلا الإمبراطور ويحكمون جميعا مائتي ميل مربع . وكان هناك أيضا احدة وخمسون " مدينة حرة " بل وبعض القرى الحرة أيضا . وكان كثير من الأمراء يحكمون دولا أجنبية بجانب أراضيهم الألمانية مثل بريطانيا وروسيا ( فقد صار الدوق هولشتاين قيصرا لروسيا عام 1762 ولكنه لم يحكم سوى فترة قصيرة ) .. كما كان هناك حكام المان يحكمون اقاليم في السويد والدنمارك وبولندا وهولندا وبلجيكا وبوهيميا وهنغاريا وبعض الاقاليم الفرنسية وايطاليا وسويسرا  .
وحتى الإمارات الأمانية الصغيرة جدا كانت تدعي أنها أمم منفصلة ( كإمارات ودول الخليج العربي .. !! ) .
وكان التطرف في المشاعر المحلية ( والإقليمية ) سببا في قدر كبير من المهانة للأمة الألمانية وتفتتها وانقسامها .. وصار الصراع بين الحكام والعائلات الحاكمة سببا من اسباب ضعف وتشتت الالمان وهزيمتهم في الحرب أمام نابليون.
وقد بلغت صراعات الحكام الألمان حدا مزريا .. فلقد كان التعصب المحلي والتنافس بين الأقطار الألمانية الكبرى .. وحتى بين الأقطار الصغرى ..   أحد أهم اسباب تدهور الشعب الألماني ..  فقد كانت تنشأ الحروب بين الأمراء على اتفه الأسباب .. مثلا ..  أعلن أحد البارونات " بارون فلمنج " الحرب على دوقة " زاخن جوتا ويسنفلز " لأنها أمرت بذبح كبش في أراضي أقليمه بدون إذنه . وفي عام 1747 نشبت حرب بين " زاخن جوتا " و " زاخن ماينتجن " بسبب شجار بين اثنين من النبلاء حول حق التقدم في البلاط الملكي  ... وهناك أمثلة كثيرة حول هذا النوع من الحروب والصراعات بين الحكام الأمان . ( القومية في التاريخ والسياسة . فردريك هرتز . ترجمة دكتور عبد الكريم أحمد , سلسلة من الفكر السياسي و الإشتراكي  , دار الكتب العربي , القاهرة ) .    
ألمانيا والخطر النابليوني :
4  -  ولكن رغم حالة التفتت والإنقسام والتناحر السياسي .. كانت " ألمانيا " قد وصلت لمرحلة متقدمة من التقدم والرقي في ميادين العلوم والثقافة والفنون والآداب ..
وكان من أبنائها أدباء عباقرة مثل " شيلر " و " جوته " .. وفلاسفة عظماء مثل " كانط " و " هيجل " .. وعلماء مشهورون في كل الفروع مثل " جوس " و " هومبولد " و " وفرنر " .. وكان لها جامعات راقية .. إشتهرت كل واحدة منها بعدد غير قليل من الأساتذة والعلماء  ..  
 بإختصار : كانت ألمانيا راقية وموحدة من حيث الثقافة .. لكنها ضعيفة ومشتتة ومتأخرة من حيث السياسة  !!وكان العلماء والأدباء والمفكرون لا يلتفتون الى الاوضاع السياسية .. وكثيرا ماكانوا يفكرون تفكيرا عالميا ويسترسلون وراء الأحلام الإنسانية  ..
هذه كانت حالة ألمانيا عندما قامت الثورة الكبرى في فرنسا .. وقد قوبلت أخبار هذه الثورة بالحماس والإستحسان من كل شعوب أوروبا المضطهدة  .
كان رجال الثورة الفرنسية قد أعلنوا أن هذه الثورة ستخوض الحروب  التحريرية ضد حكم الملوك : " لتضمن الحرية والسلام للشعوب .. وتخاصم القصور لتساعد الأكواخ  " .. وكان من الطبيعي أن تستقبل أمثال هذه التصريحات والإعلانات بالتصفيق والتحبيذ .. وكان من الطبيعي .. أيضا .. أن تتقوى في نفوس المفكرين الألمان  " النزعة العالمية " التي كانوا يحملونها .. وحب الإنسانية الذي كانوا يدعون إاليه  ...
5  -  ولكن قبل أن تمضي سنة كاملة كانت فرنسا تحشد الجيوش وتخوض غمار حروب طويلة .. حروب من أجل الفتح والتوسع .. وصرح أحد قادة الثورة الفرنسية من على منابر مجلس الثورة  عام 1795: " أنه يحق للجمهورية الفرنسية .. بل يجب عليها .. أن تضم وتلحق بها البلاد التي تلائم مصالحها .. سواء عن طريق الفتوحات أو طريق المفاوضات والمعاهدات  "  !!
ووصلت الأطماع الفرنسية أقصاها عندما تم تويج " نابليون " وتنصيبه إمبراطورا على فرنسا ..
ومما يلفت النظر .. أن " ألمانيا " صارت أول أهداف وأطماع " نابليون " .. وكان إنقسام    " ألمانيا " الى دويلات كثيرة متناحرة هو السبب الرئيسي وراء الإطماع الفرنسية .. وكان هو أيضا الذي سهل " لنابليون " أن يتغلب على الدويلات الألمانية .. وأن يتصرف في شؤونها كما شاءت أطماعه وأهواءه  ..
بدأ  " نابليون " إجراءاته في شؤون ألمانيا بالسيطرة على الدول والدويلات الجنوبية المتصلة بنهر الراين .. وألحق قسما منها بفرنسا إالحاقا مباشرا .. وكون من قسم آخر مملكة جديدة سماها مملكة " وستفاليا " ونصب أخاه " جيروم " ملكا عليها .. ثم كون دولة إتحادية تجمع عدد غير قليل من الدويلات الألمانية سماها باسم " إتحاد الراين " .. وأعلن نفسه حاميا  ..
وبعد ذلك هجم نابليون على " مملكة بروسيا " .. أكبر الدويلات الألمانية واقواها .. فدحر جيوشها جيوشها في موقعة " يينا " المشهورة .. ثم زحف على برلين واستولى عليها .. وأملى على ملك " بروسيا " ما شاء من الشروط : فصل من المملكة أكثر من نصف أراضيها .. وفرض عليها غرامة مالية باهظة .. ورقابة عسكرية قاسية .. وبعد ذلك جعل من شمال ألمانيا  قاعدة للأستعدادات الفرنسية لغزو روسيا  ..   
ولم يكتف " نابليون " بتمزيق المانيا والسيطرة عليها وإهانتها .. بل جند عددا كبيرا من الألمان .. وإستخدمهم في غزوه لروسيا .. وقد بلغ عدد الألمان الذين جندهم " نابليون " مئات الالاف .. وقد قدر الخبراء عدد الضحايا من هؤلاء الجنود بأكثر من مائة وخمسين ألفا  !!
دور الثقافة والمثقفين :
 6 -  كان من الطبيعي أن تولد هذه الكوارث والمصائب رد فعل شديد في نفوس الشعب الألماني .. فقد صار الكل يشعر شعورا واضحا أن سبب هذه الرزايا والمصائب هو فقدان الشعور القومي .. فكان من الطبيعي أن تؤثر هذه الوقائع على نفوس المفكرين والمثقفين الألمان .. فتولد تيار جارف من الحماسة القومية المقرونة بالرغبة الملحة في الإتحاد ,, وقد سرى هذا التيار في نفوس الجميع بوجه خاص رجال السياسة والفكر والثقافة .. ودفعهم هذا أن يعملوا عملا متواصلا في سبيل تخليص ألمانيا من ربقة الهيمنة الفرنسية  .. 
إندفع الأدباء والشعراء – وعلى رأسهم – " آرنت " و  " جور " ..  يصورون الرزايا التي ألمت بالبلاد تصويرا مؤثرا .. ويلهبون روح الوطنية .. ويثيرون روح الوطنية والإستقلال والإتحاد باشعار حماسية جدا .. ويقول مؤرخو الأدب الألماني : أن تاريخ ألمانيا لم يشهد في أي دور من أدواره هذا التدفق من الأدب الحماسي الوطني المثير للهمم والحافز على العمل  .  
وإندفع كذلك المفكرون والمعلمون .. وعلى رأسهم " فيختة " .. الى نشر الخطب والمقالات وإالقاء الدروس والمحاضرات لإستثارة روح التضحية .. وتقوية نزعة الإتحاد في النفوس ..
                                            فيختة .                                       



حي الشام شموخا ظل مؤتلقا
ان سامه القوم خسفا زادهم ألقا
أرض البطولات ما أغرت بمغتصب
الا ويلقى بها في لجها غرقا
نبض العروبة مهد الفخر ما أفلت
بيارق المجد فيها مذ بها خلقا
ذي شامنا ، لو براكين الورى انفجرت
على ذُراها تجد هاماتها بُسُقا
أعداؤها اليوم أقزام سماسرة
أذناب غرب له باعوا الحمى نزقا
بئس الزعاملت ، بل بئس عواصمهم
جرذان أقبية ان طارق طرقا
فالكل مرتجف والكل منكسف
والكل معتكف في خوفه انزلقا
طول اللحى خرف ، يوم الوغى تلف
فتواهمُ قرف من نتنها انبثقا
دمشق للعرب حصن وليس يهدمه
جرذان تهلك ان حربا ، وان أرقا ..

***
تمويل الإرهاب .. تقاطع وتشابك مصادر التمويل .. (2) .

مصادر أخرى لتمويل الإرهاب :

في مقالة له قال الإرهابي وعضو تنظيم القاعدة أيمن العولقي إن هناك 44 طريقة لدعم ما أسماه "الجهاد"، كانت على رأس هذه الوسائل 10 إستراتيجيات ركزت على المال، ومن أجل المال فقد سلكت هذه الجماعات كل الطرق للحصول عليه..
فمثلاً إن للجماعات الإرهابية نصيب الأسد من تجارة المخدرات ، فوفقاً لـ "إدارة مكافحة المخدرات" الأمريكية، فإن 19 منظمة ، من بين 43 منظمة تم تصنيفها كمنظمات إرهابية أجنبية ، ترتبط فعليا بتجارة المخدرات العالمية، غير أن 60% من هذه المنظمات ترتبط بصناعة المخدرات أيضاً بخلاف التجارة فيها .
وفي تقرير صادر عن الأمم المتحدة قدرت عائدات تجارة المخدرات كنشاط غير مشروع بـنحو 322 بليون دولار؛ لذلك اعتبرت المخدرات التجارة الغير مشروعة الأكثر ربحاً في العالم قبل حتى التجارة في الأسلحة ..
كما  تقدر أرباح تنظيم القاعدة بعشرات الملايين من الدولارات من خلال عمليات الخطف والحصول على فدية في إفريقيا فقط .. وفي هذا السياق يقول "مايكل جاكوبسون"، المتخصص في تمويل الإرهاب في الخزانة الأمريكية : " إن مصادر تمويل القاعدة اختلفت كثيرًا بعد أحداث 11 سبتمبر، فقبل الأحداث كان تنظيم القاعدة تنظيمًا مركزيًّا قادرًا على تمويل عملياته ، بالإضافة إلى دعم جماعات ارهابية أخرى، وهو ما جعلها تدور في فلكه" .. أما الآن فقد أصبح هناك العديد من الخلايا على اتصال بتنظيم القاعدة، ولكنها تقوم بتمويل عملياتها من خلال الخطف والاحتيال وتهريب المخدرات، وتشير التقديرات إلى أنه منذ عام 2007 استطاع تنظيم القاعدة في المغرب العربي تحقيق تمويل ضخم وصل إلى حوالي 130 مليون دولار من أعمال الخطف ومساعدة تجار المخدرات.
وبحسب تصريحات مستشار الرئيس الجزائري "كمال رزاق بارة" فإن عمليات الاختطاف التي استهدفت غربيين في الساحل الإفريقي جلبت للإرهابيين أكثر من 150 مليون يورو في الخمس سنوات الأخيرة فقط في منطقة الساحل المغربي .. وهو ما يتكرر بشكل مستمر في بلاد ، مثل اليمن وليبيا ، فقد سبق للتنظيم في اليمن أن حصل على 6 ملايين يورو عند إطلاقه سراح 3 من الرهائن الفرنسيين عام 2011 ، والحصول على 10 ملايين دولار من الحكومة السعودية ، مقابل الإفراج عن الدبلوماسي السعودي عبد الله الخالدي عام 2012 ، وتعتبر هذه مجرد أمثلة بسيطة للأرباح الطائلة التي تجنيها القاعدة من عمليات الخطف وحدها .  ( بوابة الحركات الاسلامية ) .


إننى أشعر الآن وأنا بينكم بأسعد لحظة من حياتى، فقد كنت دائماً أنظر إلى دمشق وإليكم وإلى سوريا ، وأترقب اليوم الذي أقابلكم فيه ، والنهارده .. النهارده أزور سوريا قلب العروبة النابض .. سوريا اللى حملت دائماً راية القومية العربية .. سوريا اللى كانت دائماً تنادى بالقومية العربية .. سوريا اللى كانت دائماً تتفاعل من عميق القلب مع العرب في كل مكان ، واليوم – أيها الإخوة المواطنون – حقق الله هذا الأمل وهذا الترقب وأنا ألتقى معكم في هذا اليوم الخالد، بعد أن تحققت الجمهورية العربية المتحدة ”.  
            
              الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ، في سوريا بمناسبة قيام الوحدة ، سنة 1958 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق