بين الراعي والرعية ..
قبل
24 ساعة تقريبا .. حركة غير عادية في باب الفلة ، انتشار .. مسح ميداني .. همسات
... تسريبات .. محافظ الأطفال يسحب منها الطباشير ليلا .. الباعة يقلبون الصناديق
بحثا عن ألواحهم المربعة الصغيرة .. عمال النظافة يقضون الليلة في السوق ..
كاميارت مثبتة في السقوف .. مخبرين ، ومستكشفين هنا وهناك .. تسريبات ليلية
وتكهنات اختلطت بالاشاعات ..
التقارير الصباحية ... كل شئ على أحسن ما يرام ..
........
التقارير الصباحية ... كل شئ على أحسن ما يرام ..
........
المشهد الاول :
دخول الموكب الرئاسي الى السوق .. هرج ومرج .. تدافع بالمناكب الى الأمام .. وغرباء يطلبون من الحضور التراجع الى الخلف ..
يظهر البجبوج متوازنا ، يشق الصفوف ياسما ، ملوحا بيده ، ثم يميل الى احد الباعة ليسأله :
البجبوج : بقداش الطماطم ؟؟
البائع : بـ 1400 ، سيد الرئيس ..
البجبوج : آوه غالية !!.. وبقداش الفلفل .. ؟
البائع : بـ 1600 ، سيد الرئيس ..
البجبوج : آوه غالي !!...
وفي الاثتاء يمر الرئيس بامرأة تائهة في السوق ، فيسألها مازحا :
ـ آش رايك في الاسعار نجمت تقضي قضيتك ..؟؟
ـ آش باش نقولك سيد الرئيس ، هاك تشوف في الاسعار .. آنا عندي 10 دينارات ، شنوّة نجم نقضي بيهم ..؟؟؟
ـ على كل حال الواحد ديما يحمد ربي كيف يلقى في مكتوبو 10 دينارات !!..
عبارات قالها الرئيس " الحنين " بعد أن هم يتغيير وجهته الى الجهة المقابلة لاتمام الجولة..
........
المشهد الثاني :
انتظار .. وتطلع بجبوجي من بعيد ..
مرور الموكب وسط السوق ... حماس كاريزمي متصنع .. فتدافع .. وابتهاج .. ودعاء .. وهتاف : يحييك سيد الرئيس .. تعيش سيد الرئيس .. ربي يخليك سيد الرئيس ...
يتفاعل البجبوج ضاحكا ، فيعلم البجابيج حجم الرضا الذي يحمله بجبوجهم بين جنبيه .. فيزيدون في العطاء بلا حساب ..
وتمر لحظات رهيبة من التواصل بين الراعي القادم من القصر والرعية الذين سبقوه الى السوق .. فينفجر أحدهم وهو يعيش هستيريا اللحظة العابرة : احنا معاك سيد الرئيس .. تونس كاملة معاك سيد الرئيس .. وهنا يلتفت البجبوج بكل روح وطنية عالية : يجب ان نقف جميعا لتونس ... تونس تحتاج للناس الكل ...
تصفيق ... ثم مرور ..
........
المشهد الثالث :
البجبوج : بقداش الخوخ ؟
البائع : بـ 2800 ، سيد الرئيس ..
البجبوج : أوه غالي .. !! ثماش خروج ؟؟
شوية سيد الرئيس ، ما نكذبش عليك !!..
.........
البجبوج متنقلا 10 أمتار : بقداش السكالوب ؟
البائع : ... بـ 10 آلاف و500 مليم سيد الرئيس ..
البجبوج : آوه غالي .. !! تبيعش منو برشة ..؟؟
البائع : لا سيد الرئيس .. بصراحة الدنيا كازة ..!!
…...
البجبوج : آش اسمو هذا ...؟؟ هههههه ...
البائع : سردينة سيد الرئيس .. !!!
البجبوج وبقداش السردينة ؟؟
البائع ... هذاكا اقل نوع ... بـ 4 دينارات !!!..
اوه غالية !!!! ....
ياخذوش منها برشا ...
البائع : شوية سيد الرئيس !! ..
يلتفت الرئيس الى من حوله متاثرا ، فيرى الحيرة بادية على وجوه مرافقيه .. ثم يمر وهو يفكر في مزحة خفيفة تدخل البهجة على الحاضرين ..
.......
المشهد الرابع :
يواصل الموكب الرئاسي سيره ، فيمر ببائع مقروض دياري ...
البجبوج : الله يعينك ولدي ، أوه هايل هذا ... شعبي وبنين ..
البائع بكرم وجود : تفضل ذوق سيد الرئيس ...
البجبوج : لا ما ناكلوش .. ما يساعدنيش ..
يقولها الرئيس منسحبا ، ويغير وجهته من اليمين الى اليسار ، فيرى نسوة يبعن النعناع .. يقترب منهن باسما ، ثم يقول لهن مداعبا بطريقته البجبوجية المرحة :
ـ أوه منعنعين .. ومنورين السوق ..
ـ ربي ينورك سيد الرئيس , وانشالله تونس الكل منعنعة ..
تصفيق من الخلف ... وتتواصل المسرحية في مشاهد قادمة ..
( القدس ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق