شهر جانفي : من الانتفاضات الى الثورة ..
و انها لثورة عربية حتى النصر .
( نشرية القدس العدد 2 ) .
لم تهدأ الانتفاضات في تونس منذ عقود
، و لم يكن ما قدمه المناضلون من تضحيات
وصلت الى حد التضحية بالنفس ، مجرد عبث او تهريج تقوم به شراذم ضالة و حاقدين ،
كما كانت تروّج وسائل الاعلام الرسمية للتغطية على قمع السلطة للشرفاء ، بل كان فعلا ثوريا لازما ساهم في فضح سياسة
النضام و حلوله الامنية ، و ادّى الى تراكم الاحتقان قي نفوس المواطنين ، وجعل من
الفعل العفوي والمحدود احيانا ، عملا ضروريا لا بد منه
لبلوغ اهدافه عبر انضاج التجارب النضالية ورفع المعنويات وخلق تقاليد نضالية في
كل الساحات بدءا بالساحة الطلابية التي ما انفكت تساهم في تخريج الكوادر المحنّكة
بالعمل السياسي وصولا الى مختلف الساحات الشّعبية والعمّالية ... وبما ان
الاوضاع المعيشية والحريات ما فتئت تتدهور باستمرار فان الاحتجاجات والانتفاضات
الشعبية كانت تختفي ظاهريا ثم تعود .. لعلّ آخرها ما حصل في السنوات الاخيرة وقبل
الثورة مباشرة ممهّدا لها الطريق ، ونعني بها انتفاضة الحوض المنجمي سنة 2008 ، وانتفاضة بن قردان في 2010 ،
واحتجاجات فلاّحي سيدي بوزيد في 2010 ، غير ان تاريخ الانتفاضات الكبرى ، ظلّ
مقترنا في الذاكرة بانتفاضات ضخمة اندلعت كلّها في الشهر الاول من السنة اوّلها
انتفاضة 26 جانفي 1978 و انتفاضة ثوار
قفصة في 27 جانفي 1980 وانتفاضة 3 جانفي 1984 و اخيرا وقع تتويجها في جانفي 2011 بثورة عارمة انفجرت
في 17 ديسمبر لتجبر راس النظام في 14 جانفي على الهرب ، ثم لم تنحصر بين حدود تونس
فحسب بل تجاوزتها لتحطّ الرحال في ساحات عربية متعددة .. و ها هو لهيب الثورة
العربية متأجّج اليوم في العديد من الاقطار ، كتعبير عن وحدة المشكلات والمصير في
المدى القريب والبعيد ...
( نشرية القدس العدد 2 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق