في ذكرى عيد العمّال ..
عيد العمال
هو بالاساس مناسبة للاحتفال بكل المكاسب
التي تحققت بفضل تضحيات العمال في العديد من الدول رفضا للقهرو الاستغلال ، و كان ذلك منذ القرن التاسع
عشر حيث بدأت الاحتجاجات في كندا سنة 1870 للمطالبة بحقوق العمال و التخقيض في
ساعات العمل .. ثم انتقلت الى الولايات المتحدة
ليبدأ اول احتفال بعيد العمال في نيورك سنة 1872 و
شيكاقو التي شهدت سنة 1986 اضرابات عامة و
اعتصامات انتهت بتدخل وحشي لقوات الامن راح ضحيتها العديد من العمال ثم تبعتها
موجة من المحاكمات و الاعدامات .. وقد كان
لتلك التضحيات العمالية الاثر الكبير في تحقيق كل المكاسب التي عرفها العمال في
جميع انحاء العالم ، حيث وقع اقرار يوم غرة ماي كيوم عطلة رسمية ... كما وقع
الاقرار بالعديد من الحقوق على راسها تحديد ساعات العمل ..
عيد العمال
في تونس لهذا العام ليس ككل الاعياد . ففي
السابق لم يكن متاحا للشغالين ان يعبّروا عن شواغلهم وآرائهم بكل حرية في شوارع المدن ، بالشعارات
و اللافتات و الغناء الملتزم و غيرها من مظاهر الاحتفال ..
عيد الشغل
مناسبة ارادها الشغالون و النقابيون ان تكون احتفالية و تبليغية في نفس الوقت ..
احتفالية بمعنى ان تكون مشاركتهم و مساهمتهم في
الاحتفالات بنفس الطريقة التي تحدث في جميع انحاء العالم ، دون قيود ، ودون وصاية
على العمال او تزييف لمشاعرهم ، فهم اولى بالتعبير عن همومهم .. وهو ما يحدث فعلا
في جميع انحاء العالم ، حيث ياخذ الاحتفال
بعدا جماهيريا يعبـّـر عن تضامن العمال على النطاق العالمي و المحلّي معبّرين عن
وحدتهم و وعيهم التام بوحد مصالحهم في
اطار منظماتهم النقابية في جميع انحاء
العالم ..
وهي مناسبة
تبليغية اراد من خلالها العمال بمختلف شرائحهم ، التعبير عن قوّتهم واستعدادهم
دائما للدفاع عن مصالحهم و حقوقهم
المشروعة دون ان يكون ذلك محل شك او مزايدة عليهم في الوطنية و حب الوطن ، فهم من
يعمل و يبذل دون كلل للنهوض بوطنهم ، وليس
السياسيين مهما كان لونهم السياسي ..
وهي مناسبة ارادها العمال و النقابيون ان تكون
تعبيرا على عراقة منظمتهم الشغيلة التي ساهمت منذ وقت مبكّـر في الدفاع عن حرية
الوطن خلال حرب الاستقلال و هي المنظمة العتيدة التي قدّمت الشهداء في العديد من
المحطات النضالية التي خاضتها و على راس هؤلاء الشهيد فرحات حشاد زعيم الاتحاد
العام التونسي للشغل ،و شهيد الحركة
الوطنية الذي استشهد في 5 ديسمبر 1952 فاهتز لموته المغرب و المشرق و ليس
تونس فحسب ...
عام ليس ككل
الاعوام ، كان الاحتفال فيه بعيد الشغل قد اضاف عنصرا لم يكن موجودا من قبل و هو الحرّية ، لكنه
احتفال يحمل في طياته الاحساس بالمرارة لان هناك ما لا يقل عن ثمان مائة ألف من فاقدي الشغل الذين شاركوا في الاحتفال
بطرقهم الخاصة للتذكير بوضعهم المأساوي في ظل البطالة مذكرين بان من ابرز شعارات
الثورة هي شعارات التشغيل ، فهل من مجيب او من مستجيب ؟
( نشرية القدس العدد 17 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق