بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 20 مايو 2012

الحركة اليوسفية : صفحة مشرقة من تاريخ الحركة الوطنية .



الحركة اليوسفية :  صفحة مشرقة من تاريخ الحركة الوطنية .

في العشرينات من القرن الماضي انخرط العديد من المناضلين الزيتونيين في الحزب الدستوري القديم الذي اسسه المناضل الكبير عبد العزيز الثعالبي سنة 1920 . وقد كان تأسيس هذ الحزب خطوة ايجابية  لتنظيم صفوف المقاومة التي انطلقت قبل ذلك التاريخ في العديد من الارياف ، والجهات التونسية .. كما كانت مقاومة المستعمر والتمسك بالهوية العربية الاسلامية لتونس  هو القاسم المشترك الذي جمع هؤلاء المناضلين  ، وذلك قبل ظهور الحركة اليوسفية التي تكونت لاحقا في بداية الخمسينات على اثر الانشقاق داخل الحزب بين جناحين احدهما يقوده بورقيبة رئيس الحزب  ، والآخر يقوده امينه العام صالح بن يوسف على خلفية النهج الذي ولّد الخلاف بينهما ، حيث كان بورقيبة يطرح مسارا استسلاميا تفاوضيا يسلـّم بالاستقلال الداخلي ويرضى بالتبعية لفرنسا ، ثم يتنصّـل من الالتزام بوحدة مسار الاستقلال التام لكل من الجزائر وتونس والمغرب .. بينما يتمسك صالح بن يوسف ومناصريه من المحاربين والمقاومين باهداف الثورة العربية في المغرب العربي ورفض الحلول الانهزامية التي تقبل باستقلال الوطن منقوص السيادة ، منفردا عن بقية الاقطار المغاربية ، خاصة بعد ان اتفق قادة الاقطار الثلاثة على توحيد المسار النضالي المقاوم وكوّنوا  لهم مكتبا موحدا عُـرف بمكتب المغرب العربي في القاهرة .. ولذلك اختار صالح بن يوسف وبقية المقاومين التمسك بالسلاح لمقاومة الاحتلال الفرنسي جنبا الى جنب مع الثورة الجزائرية وبالتنسيق مع الثورة في المغرب الاقصى والثورة الناصرية في مصر التي التزمت بالمساندة والتسليح دون شروط .. غير ان بورقيبة قد تآمر على الثوار وتحالف مع قوات الاحتلال من اجل تصفية الحركة اليوسفية اولا بالسلاح في معارك ميدانية ، ثم من خلال المحاكمات التي وقع اعدادها  للمقاومين  .. وقد وصلت  الاحكام الصادرة الى حد الاعدام والسجن والتعذيب والتصفية الجسدية لعل آهمها اغتيال الزعيم صالح بن يوسف سنة 1961.. 
وفي سياق هذا الصراع جاءت محاولات التغيير ردا على القتل والتنكيل البورقيبي في مناسبتين انقلابيتين الاولى وقعت سنة 1962 بعد اغتيال الزعيم صالح بن يوسف ، والمعـروفة بانقلاب لزهر الشرايطي والثانية سنة 1980 المعروفة بعملية ثوار قفصة .. وقد كانت كل محاولة تعني بالنسبة لبورقيبة مزيدا من الاعدامات والتنكيل باليوسفيين حتى ممن لم يشاركوا في المحاولتين المذكورتين .. ولعل المؤسف فعلا في تاريخ تونس ان يقع طمس جزءا هاما من التضحيات التي بذلها ابناء هذا الوطن الذي اختار ابناؤه المقامة الشعبية المسلحة للمستعـر والتمسك بعروبة تونس واسلامها  ، فقدّم في سبيل ذلك قوافل من الشهداء ، لتكون تلك المقاومة وتلك الحقبة صفحة مشرقة في تاريخ تونس الحديث ..


 ( نشرية القدس العدد 20 ) .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق