بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 28 ديسمبر 2014

مرحلة الثورة الناعمة ..


مرحلة الثورة الناعمة ..


ان سيطرة نداء تونس على المشهد السياسي ، داخل مجلس الشعب وعلى الحكومة المرتقبة ثم على الرئاسة ، يجعلنا نعود ـ نظريا ـ الى مربع الثورة ، تحت سيطـرة الحزب القديم  الذي سيعمل على التغـوّل بكل الوسائل مستغلا تلك الشرعية الانتخابية في بسط  نفوذه على الدولة والمجتمع .. حيث لن يتوقف الأمر عند تلك الحدود .. بل سيستمر العمل من أجل السيطـرة الحزبية التي تترجم المفهوم  التجمّعي للشرعية من خلال السيطرة الكاملة  على الوزارات أولا ، باتباع اسلوب التطهير والتعيين داخلها في اطار صلاحيات الوزير لاختيار الفريق الذي يناسبه  .. !!  ثم من خلال السيطرة على الولايات بتعـييـن الولاة الحزبيين الأوفـياء ، والمعتمدين الأول أمثالهم ، والمندوبين الجهويين والمديرين العامين وكل المسؤولين السامين في المؤسسات السيادية بالولاية  .. ومن خلال السيطرة على السلطة المحلية بتعـيين المعتمدين  والعمد .. حتى يتم ـ عن طريق الانتخابات مرة اخرى ـ استكمال السيطـرة على البلديات ، من طرف " نداء التجمع " بفضل ما لديه من مال وخبـرة  ، وبفضل " ماكـينـته " الجاهـزة والمهـيّـئة خصّيصا لمثل هذه المهمّات  .. 
غير أن الوضع الحالي ليس هو الوضع قبل 14 جانفي ـ يقول العارفون ـ حتى وان كان لا يختلف كثيرا في مضامينه السياسية والاجتماعية ، لأن الدخول في الفوضى  بمعـنى التمرّد على مؤسسات الدولة قصد إسقاطها بنفس الكيفية التي تمّت بها منذ 17 ديسمبر 2010 ، لم يعد ممكنا بسبب وجود الإرهاب المتأهب بالعتاد والسلاح  ، سواء في الداخل أو على الحدود .. وهو ما يجعل التمسّك ولو بخيط من حـبل الديمقراطية ـ  كما يقولون ـ  أفضل آلاف المرات من الوضع الكارثي الذي يمكن أن يضيع فيه كل شئ بين عشية وضحاها .. وبالتالي لا يبقى ـ نظريا أيضا ـ أمام المجتمع المدني والقوى السياسية التي قبلت باللعـبة الديمقراطية ، وخاصة تلك القوى الرافضة لكل شئ ، سوى الانصياع للأمر الواقع ، وإتباع أساليب التغيير الديمقراطية  السلمية ..!!
 لذلك سنسمع خلال الفتـرة القادمة ، على لسان الكثـيـر من السياسيين " الحكماء " وهم يقولون : " يجب على الجميع التعامل مع السلطة القائمة بالأساليب الديمقراطية " المتحضرة "  تجنبا للانفلات والفوضى  التي لا تؤدي الا لما لا يحمد عقباه ..!! " .. وحيث " لا يقود تهديد الأمن ، وإرباك عمل المؤسسات إلا إلى الوضع الأسوأ الذي تتـرصّده الحركات الإرهابية المتربصة في الداخل والخارج  .."  
كما سيقولون : " ان الصبر على الحكومة الحالية هو من باب المصلحة الوطنية ، حيث تتطلب عملية الاصلاح  جهدا طويلا ومتواصلا من جانبها ، وصبرا جميلا من جانب المواطنين .. "  

هي اذن الثورة الناعمة والمتحضرة ، وصـفة المرحلة القادمة لمواجهة الارهاب .. !!  
 طيب . وماذا نفعل اذا عادت حليمة الى عادتها القديمة ..؟ الا تقتضي مثل هذه الوصفة ترجمة فعلية ، ومعاملة بالمثل من طرف الحكومة المنتخبة ..؟  
 نتمنى ذلك .. !!


 ( نشرية القدس العدد  156 ) .  







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق