بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 21 ديسمبر 2014

كش .. مات .. !!

كش .. مات ..!!
  

انتشر الجنود في مملكة الشنطرنج من الشمال الى الجنوب ، وتحركوا بالمعدات والآليات ، وتقدمت البيادق الى الصفوف الأمامية ، وسارعت بالانتشار في المواقع المعدة لها على الرقعة حسب ما تقتضيه قوانين اللعـبة .. واصطف الجمهور والمناصرون والمشجعون ..
بدأت اللعـبة .. فبدأ التكتيك الميداني ، وبدأت الخطط المرسومة تـتـنـزل على ارض المعـركة  ليبدأ  التطـبـيق ..
خطط هجومية لارباك الدفاع .. وخطط  دفاعية لافشال الهجوم .. وتنقلات ميدانية ومناورات بين اليسار واليمين  ..
احتدّت المعـركة ، واشتدّ الحصار ،  فـبدأت الخسائر ..
سقط الرخ وبعض البيادق .. وتراجع الثعلب تاركا مواقعه الأمامية وبعض الخسائر في الجنود .. وسقط الفيل والحصان .. وانسحب الديك ثم رجع .. ثم سقط من جديد .. ففضل التفرغ للصياح في مملكة اخرى .. كما سقط الكثير من فصيلة الطيور العائدة في مواسم الهجـرة .. ورجع الذئب وابن آوى .. ورجع كذلك القـنفد والغــُـرير .. ورجع الدب والخنزير ، ثم رجعت الزواحف والحيتان .. وعاد الديناصور .. كما عاد معهم الجندب والكثير من الحشرات ..
يا للهول .. يصيح أحد العارفين .. تقهقر من أعلى الهرم الى اسفله .. انها ارتكاسة في قوانين الخلق .. !!
لكنها حصيلة منطقية .. يقول عارف آخر ،  باعتبار التغيير الحاصل في قوانين اللعـبة .. ألم تلاحظوا تغـيـر الاسماء والالقاب والمقامات .. ؟
ألم يصبح الملك في مملكة الشطرنج مجرد طرطور .. ؟
قوانين اللعـبة .. !! أجل ، أنتم السبب يقول عارف ثالث ، متوجها الى القطع المتدحرجة .. ألم تتلاعبوا بقوانين العودة الذي يسمح لهم بالرجوع ؟ 
 لكن حيرة الجمهور الغارق في الوهم  ، لم تدم طويلا حين جاء النداء ، وتعالت أصوات الوحوش معلنة عن انتهاء التشويق ..
كش مات .. !!
مات الملك .. ومات الحرّاس .. ومات الطباخون والمستشارون .. وبات المشهد دراميا ثقيلا حين لاح أحدهم من بين الناجين  متثاقلا ، دامع العـينين .. ماسكا بيد ابنته الرقيقة وهي تقول :  بابا ، بابا ، هل عادت الأحزان الى المملكة ؟   
حينها زادت الهموم في قلبه ، لكنه تحامل على نفسه ، وجمع قواه المنهارة ، وأسرع الخطى الى خارج القصر  قائلا لها :   هيا .. هيا .. ياعزيزتي ..  سأشرح  لك كل شيئ ..
لكن البنت بقيت على اصرارها وارادت أن تفهم :  لكن آش صار يا بابا ، موش اليوم  نهاية دورة الشطرنج ..؟
فأجابها بكل لوعة بعد أن علـّـمته المحن كيف يصبح حكيما :  آه يا ابنتي .. المشكل كيف قعدنا نبدّلو في البهـيم لكن ما غيرناش الكـرّيطة .. هاو علاش .. هيا هيا اسرعي  ..   !!



 ( نشرية القدس العدد  155 ) .  






              

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق