بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 8 ديسمبر 2014

عاش التوافق ..!!


عاش التوافق ..!!  


اتسمت فترة الانتخابات الرئاسية خلال جولتها الأولى بالعديد من المظاهر والتقلبات والمزايدات التي تسببت في رفع منسوب التوتر بين صفوف الأتباع والأنصار للمترشحين الرئيسيين : الباجي قائد السبسي والمنصف المرزوقي ، حتى كادت تعصف بالانتخابات من أساسها ، وتهدد أمن المجتمع واستقراره ..
 وفي البداية قد لا يغيب على اي متابع لتلك الحملات غياب البرامج أولا ، واتجاه الحملات الى التركيز على الجوانب الدعائية والشعبوية القائمة على الشعارات الفضفاضة التي ليس لها أي صبغة إلزامية في الواقع ..
كما لا يمكن إن يفوت أي متابع  ، اتجاه تلك الحملات إلى الشخصنة والتركيز على التجارب الخاصة لكلا المترشحين ، مما ضاعف من درجات التوتر والتشنج والتصعـيد .. باعتبار أن أحدهما صاحب تجربة قصيرة في السلطة لكنها لا تخلو من هفوات وأخطاء أضرت  بمصالح  تونس وشوّهت صورتها لدى الرأي العام الداخلي والخارجي ، والآخر صاحب تجربة طويلة دامت عقودا ، وشهدت تقلبات عديدة بين نظامي بورقيبة وبن علي اللذان تقلد فيهما مسؤوليات كبيرة في الدولة وأشرف على تسيير أجهزتها ومؤسساتها السيادية ، فكان مسؤولا مثلهم على ما وقع فيها من انتهاكات و جرائم بحق الشعب ..
وهكذا بدأ المشهد باستقطاب ثنائي تصاعدي .. تنسيقيات تنشأ ، وأحزاب تعلن الحياد ثم تضع كل ثقلها  لدعم أحد المترشحين .. وإذا بالحملات الانتخابية تتحول بسرعة الى تراشق حاد واحتقان متزايد ، بلغ ذروته أياما قليلة قبل موعد الانتخابات ليضع البلاد على فوهة بركان .. !!
من أجل ماذا ؟ هل هو تعبير حقيقي عن تناقض المشاريع ؟ ولماذا تسارعت الأحداث بشكل مرعب ومخيف ..؟ كل طرف يتهم الآخر ، وكل جهة تصوّر المنافس بأنه الشيطان الأكبر ، والخطر الذي يهدّد المستقبل .. والجميع  يدّعون الحرص على مصلحة الوطن .. ولم تهدأ العاصفة إلا بترشح الخصمين ..  عندها ركن الأنصار إلى الاسترخاء ، فتقدم البطلان القويان  للإعلان عن انتهاء دور" الكومبارس" في الشارع ، ودخول  الأبطال الحقيقيين للقيام بالأدوار المطلوبة حسب السيناريو المرسوم ..  على قاعدة " قسمة وخيان " و" خوذ وهات " و " مسني ونمسّك والدنيا بالمسّان " ، وشد مد يا احمد " .. وغيرها من متطلبات البروتوكول التفاوضي الممتد منذ لقاء باريس تحت شعار : " لا نحبك ولا نصبر عليك "  ..
وهكذا .. " من العشية الى الصباح " ، بقيت الجلسة مفتوحة .. ونام " المغـبـونون " باكرا ، وحين استفاقوا و" خانهم ذراعهم " فلم يفهموا ما جرى .. قالوا " سحرونا " .. !! 
 وإذا بأصوات قادمة تملأ الأجواء ، لترفع الالتباس ، وتبدّد  الخوف مردّدة  : عاش التوافق .. عاش .. عاش .. عاش .. !!  


 ( نشرية القدس العدد 153 ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق