بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 15 ديسمبر 2014

خدمة الماكينات ..

الذين سايروا الأحداث خلال ثلاث سنوات منقضية حينما تلقوا المسؤولية ، ولم يواجهوا التحديات بما يجب ان يكون ، فوضعونا في مثل هذه الوضعية الصعبة المشابهة لما وقع في مصر منذ سنتين ، يريدوننا الآن أن نفعل مثلهم ، فنكون مسايرين لأحداث اليوم بدعوى المصلحة الوطنية ، فـنـرضى بالامر الواقع ، و نتفاعل ـ غصبا عنا ـ مع ما هو موجود بموجب تلك المصلحة حسب ما جاء في تقديرهم ..  
 وحتى اذا كان هذا التقدير "  ماجاناش على المضّـاغة  ،  يلزم نغصّبو على رواحنا .. ".. ونقبلو كل شئ .. أما خير  ولا  يجينا الارهاب .. !! هكذا يقولون ..  
الارهاب ... حق يراد به باطل ... هذا البعـبع القديم ـ الجديد ...   
 يا سيدي كونو مطمانين  .. حتى واحد ماعاد يتكلم على الاساليب " الثورجية "  ( هكذا أصبح يسمّى الحديث عن الثورة بمنطق مخالف   )  ولازمنا الكل نسلمو بأن الخروج عن خيار الديمقراطية  ، لا يخدم في هذه المرحلة  الا الدواعش الذين يبحثون عن الفوضى للانقضاض على الدولة ..
 لكن منطق اذا ما تصوتش للمرزوقي انت تصوت للبجبوج .. هذا فـيه  نظر .. !!
هاو البعض يقول  : علاش ما نقاطعوش الانتخابات حتى تكون نسبة المشاركة في حد ذاتها تعبير عن رفضنا للمترشحين .. ؟  
لكن الحكماء يقولون : أن مثل هذه النتيجة تؤدي الى عدم الاستقرار والفوضى المخيفة والمرعبة في مثل هذه المرحلة ، وأن تونس لا يناسبها الا الاستقرار السياسي والامني والاجتماعي لاجتياز هذه الظروف  الصعـبة .. ثم يقولون أن الاتفاق على فرضيات خارج السياق الجاري هو أمر مستحـيل .. 
 طيب أليس حصر الناس في ثنائية الحل ونقيضه هي ايضا مبنية على فرضيات حزبية منذ البداية تحولت بقدرة قادر الى واقع مرّ نعـيشه الآن ..؟؟ 
 يقول لك حكيم آخر : تلك مشيئة "  الماكينات " ..  
  يا والله أحوال .. كيف هي لعـبة ماكينات علاش يحبو الشعب يمشي في العفس متاعهم .. ؟ موش لازم الناس الواعية يصارحوه بالحقيقة أفضل ..؟ ما كانش أمامنا خيارات افضل بكثير مما نحن فيه الآن  ؟  
 يجيك واحد ماكـيـنجي  يقولك : اللي صار صار .. والآن اختياركم  للمرزوقي هو من باب " باقي في الهم ما تختار " وأن المرزوقي على أي حال أفضل من التجمعـيين لانه انسان حقوقي  وانسان  مناضل و" ما دخـّـل حتى واحد للحبس " .. وهات من ها اللاوي  ..
والواقع أن هذا اللاوي يبدو فيه  برشة كلام معقول ، ومقنع عند برشة ناس ، على خاطر ثمة شكون يقولك : " ياخي أحنا كيف نصوّتو للمرزوقي محبة فيه .. لكن ما يلزك على المر كان الي أمر منو .. "  
 وساعات يجيك ماكـيـنجي آخر يقولك : نحن الآن في وضعـية حرجة  يلزم نخطارو الحل الامثل .. إما السبسي ، ووقـتها يرجع التغول والاستبداد تحت قبضة الحزب الواحد  .. وإما المروزقي للوقوف في وجه العصابة ..   
والله كلام صواب ..
لكن هذا الكل قائم على فرضية أن المرزوقي صاحب مشروع مناقض لمشروع اللصوص ، وعندو شكون يحمي ظهـره وياقف معاه كيف تشد بعضها ، ويبدو الجماعة  يكوّروا  بيه !!..
يرد عليك الماكينجي بكل حماس : ياخي ماريتش شعبية المرزوقي في الشارع .. !!  ومالة كيفاش جاب مليون وميتين صوت  ..؟ 
تحاول تجاوبو بالمعقول وبالمنطق : الماكينات هي الي خدمت الخدمة الكل ، المرّة اللي فاتت كانوا يزاحموا في بعضهم باش كل وحدة تدعم موقفها التفاوضي .. لكن المرحلة هذيكة وفات .. الجماعة الآن متفاهمين  ..  
يتنرفز سي الماكينجي ويقولك  : شنوة الماكينات .. يا ولدي علاش نعقدّو فيها وهي ساهلة .. البجبوج ما هوّاش أكثر شعبية من المرزوقي .. ولو كان الناس الكل نحطو  اليد في اليد تو يجيب اكثر منه ..
حبيت نفهمو الحكاية ياخي يظهرلي زادت صعبت عليه ، قلتلو : للاسف هذا هو الواقع ... الشعب اليوم واقع تحت قبضة جماعة الماكينات .. 
 زوز ماكينات ، وحدة قديمة مصددة .. ولخرة جديدة ..  ها الماكينات هاذي كل واحدة وراها شاف كبير داهية يخدّم في الناس لمصلحتو ولمصلحة جماعتو اللي قدّامو والي  وراه... 
 وفعلا صاحبي الماكينجي ما فهمنيش .. وقالي : انتم جماعة الأيديولوجيا كل شئ تردّوه مؤامرة ، وخداع وهزان ونفضان .. وهي الحكاية الكل مسهلة واضحة وساهلة : عندك كذا وكذا .. يا تختار هكة ولا هكة .. وفات الحكاية ..   
 قلتلو شوف : انأ عارف الي انت صادق  ، وعلى نيتك  ، لكن المسهلة راهي موش بسيطة كيما تتصور ..  
 الراجل بالحق تواضع وقالي يا سيدي تراه فهمني .. هاني نسمع فيك .. وفسّرلي كيفاش نعملو في الحالة هاذي ..
قلتلو شوف : آنا هاو باش نقولك حاجة قبل كل شئ ، وقبل الانتخابات ، وكان تحب من بعد نتحاسبو .. هذه الانتخابات نتائجها محسومة بعد التسويات ، والحسابات الخاصة ، وسترى كيف سيفوز البجبوج  بما سيضاف للسبسي من اصوات الجبهة من جهة ، وبما سينقص للمرزوقي من اصوات النهضة من جهة ثانية.. !!
  قالي صاحبي الماكينجي : تو الجبهة متفاهمين فيها ، ولكن كيفاش نتأكدو من أصوات النهضة ؟  
 قلتلو ساهل ياسر : نشوفوا أصوات المرزوقي نلقاو نسبة الزيادة ضعيفة .. وهذا ما يعنيش انهم صوتوا للسبسي .. يكفي أنهم يفعـّـلوا الحياد .. 
قالي تو هذا حديث .. بربّي على شكون تجد الحكاية ..؟ 
 قلتلو شوف الناس لولين ما خلاوهاش مسيّبة .. واحد قال لصاحبو الحصان ينقـز السدرة .. قالو هذا الحصان وهذه السدرة ..  bon ما عليناش يمكن قالـّو موش هذا الحصان .. ( وقعدنا نضحكو ... هههه) ... )  وعلى كل حال عندك  حق كيف تقول كيفاش النهضة تدعم النداء .. لكن  لواش نبعّدو فيها : انت تبّعت التصويت الي صار على رئيس مجل النواب ..؟  
 ( قالي تبّعت ) ..
 وتبّعت التصويت على النايب الاول والثاني .. ؟ 
( قالي تبّعت ) .. 
حب يقص عليا ويقولي موش كيف كيف .. قلتلو اصبر الساعة .. تبعت التصويت على الميزانية ..؟ ( قالي شوية موش برشة .. )
 قلتلو المهم قاعد تلاحظ أن النهضة والنداء قاعدين يصوتوا لبعضهم ولا لا  ؟
قالي وين تحب توصل ..؟. 
قلتلو شوف موش آنا وين نحب نوصل : المياه وين قاعدة تصب .. تبع المسرب من الاول ، تو تلقى الماكينات تخدم في خدمة  توصل لنفس المصب ..  ياخي ماشي في بالك أحنا نعـيشوا في عصر الديمقـراطية .. ؟؟ هذا في. الظاهـر .. لكن الي قاعد يتحكم في المسارات هي الماكينات .. واذا تفاهموا  الشيفان ( جمع شاف ) كل شئ يولي ممكن .. اللعـبة الكل تحكم فيها المصالح ..
صاحبي كان ايجابي .. وجدّي .. وقالي على حسابك الواحد يخرج من اللعـبة خلاص ..  
 قلتلو شوف : موش لازم تتشائم ياسر ، اذا كان باش تعمل ها العملة كيما تقول ، جماعة الماكينات متاعكم راهم عملوا عمايل أكثر من هكة ..

 الماكينجي صاحبي تفجع ، قالي شنوة زادة الحكاية رجعتها  خيانة عظمى ..
قلتلو لا لا لا .. أحنا ما نجّمو نحكمو كان على الظاهر..!
والمسهلة فيها تكتيك سياسي ، ودهاء ،  وضرب معلمية .. قالي كيفاش فهمنا  .. انت صرفت صرفت ..   قلتلو : انت الساعة حاول تفهم علاش الجبالي نطــّـقوه وما عادش ينجم يسكت ، هذي حاجة .. وثاني حاجة ها اللصوص اللي يحكو عليهم ، راهم بعد الثورة كانوا  داخلين جحورهم .. وكانوا خايفين من ظلهم .. وكانوا ربما متوقعـين اكثر ملي شافوه ..  والنهضة والمرزوقي وبن جعفر والعـباسي  وغيرهم ، هم  اللي رجعوهم ، وهم اللي اسقطو عليهم قوانين المحاسبة والعـزل السياسي ،   وهم اللي حاوروهم في قصر الضيافة ، وفي باريس وفي السفارات الاجنبية في تونس ، وهم اللي قدمولهم تأشيرات تسمح لهم بالنشاط والعمل الحزبي .. هذا شوية في رايك ؟ صاحبي حسيتو يعيش صراع ، لكنه يريد أن يؤخر قرارات الحسم الى يوم التصويت ..
قلتلو شوف : على كل حال ، البجبوج معـروف  مجرم  ورئيس عصابة فعلا .. وهذاكة علاش ما نحكوش عليه ياسر .. لكن المرزوقي راهو موش ناقص .. يمكن تقولي حقوقي  ، احتجاجي ، وضد  بن علي ، ضد السبسي ، ضد سوريا  .. هذا الكل مقبول ..  
 لكن تقول أنو ثوري ، وضد الرجعـية ، وإنسان متـزن ، وصاحب مبدأ واضح ، ورؤية شاملة ونظرة ثاقبة للمستقبل ، وقادر على تولي مسؤولية الرئاسة ، وقيادة دولة  تعاني من مشاكل مزمنة ، وتتهدّدها مخاطر جدية ، وقادر على تقدير المصلحة الوطنية والمحافظة على استقلالية القرار الوطني وتحقيق الحد الأدنى من الاستقرار والامن والعدالة الاجتماعية .. فهذا كله مشكوك فيه الى ابعد الحدود .. يعني باختصار .. يكون السبسي رئيس ولا المرزوقي .. لن يتغـيـر شئ .. العصابة رجعت .. والمعارك راجعة .. صاحبي الماكينجي  ضحك وقالي : معناها باش تقاطع الانتخابات ..  
 آنا بيدي ضحكت وقلتلو : المشكل أن العملة باش يعملوها ، ومن بعد  كان مشينا ننتخبو يقولوا انتخبتو السبسي ، وكان ما مشيناش يقولوا انتم دعمتوه بطريقة غير مباشرة .. لكن كيف ما قلـتلك ، في النهاية خدمة الماكينات تكشفها حصيلة الاصوات  ... وآنا راهو المرة هذي حسمت امري، وعمري ما نشارك في لعبة  غلب عليها البيع والشراء ، وتزييف الارادة .. وفي النهاية  إما ننتخب عميل أو رئيس عصابة ..!
 لكن في الأخير حبيت نكون ديمقراطي مع صاحبي وقلتلو : على كل حال  انشاء الله الفرضيات الي طرحناها الكل تكون غالطة ما عنديش مشكل .. 
وهكاكا ضحكـنا .. وانصرفـنا ..

 ( نشرية القدس العدد 154 ).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق