الوضع المؤقت ..

الوضع المؤقت ..

 

اسبوعان من التكتم داخل حزب نداء تونس المكلف بتشكيل الحكومة ، وأسبوعان من المشاورات والهرولة داخل الأحزاب المرشحة للترويكا الجديدة .. وأسبوعان كذلك من التكهنات والتخمينات داخل المعارضة ، وفي المنابر الاعلامية ، حول تركيبة الحكومة  الجديدة وطبيعـتها  ..

و بين هذا وذاك لا يزال عامة الناس ينتظرون لحظة الحسم للتعرّف على من سيحكمهم خلال الفترة المقبلة ، التي ستدوم خمس سنوات كاملة ..

وفي الواقع  فان أغلب المواطنين قد ملـّوا من الحديث عن الوضع المؤقت وباتوا يتطلعون بفارغ الصبر الى الانتقال من هذا الوضع الهش الى الوضع الدائم ، بعد أن مرت عليهم فترات عصيبة لم يسمعوا فيها الا : الحكومة المؤقتة ، والرئيس المؤقت ، والمرحلة الانتقالية ، وحكومة الكفاءات ، وتصريف الأعمال .. حتى صار كل الفشل الذي عرفته الحكومات المتعاقبة بعد الثورة ، معلق على شمّاعة " المؤقت " ..

فالفشل في التنمية بسبب المؤقت ..

وتدهور الوضع الأمني وانتشار الارهاب والاغتيالات .. بسبب المرحلة الانتقالية المؤقتة ..

وغلاء الأسعار الذي تواصل أربع سنوات كاملة في تصاعد مستمر ، هو ايضا بسبب المؤقت ..

كما أن قلة النظافة وتراكم الفضلات والاوساخ في الشوارع ، وتدهور البنية التحتية ، والحالة المتردّية  للطرقات .. وغيرها من المآسي التي يعاني منها المواطن في كل مكان ، وفي كل يوم .. سببه الوضع  المؤقت ..

وهكذا أصبح الأمر لا يطاق ، وصار المواطن يترقب  لحظة الخروج النهائي من هذه الدوّامة ، وهذا الوضع الذي اصبح يعني باختصار  :  توقف الحياة ..

غير أن المخيب للآمال فعلا بعد الانتخابات ، وبعد كل هذا الانتظار ، والمخاض ، هو ولادة حكومة جديدة ميّـتـة .. !!

( نشرية القدس العدد  160 ) .