أين
الثورة ..؟
بعد اربع سنوات من الثورة ، يحق لكل مواطن آمن بالتغـيـيـر أن يسأل سؤالا
جوهـريا : أين الثورة ... ؟
أين الثورة وقد بقي الواقع على
حاله ، أو ازداد سوءا في حين كان مأمولا
منها أن تـُـحدث تغـييـرا جذريا في واقع الناس حتى يشعـر كل مواطن أن ظروفه صارت أفضل
، وأن الثورة عمل ايجابي يستحق تلك الدماء والأرواح والتضحيات الجسام .. ؟
أين الثورة وقد تفاقمت أزمة البطالة وتضاعفت أرقامها ،
واتسعت رقعة الفقـر في كل الجهات ، وازدادت المعاناة بين كل فئات الشعب ، في حين
كان منتظرا أن يتحقق تأمين الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية من خلال المراجعات
العميقة لدور الدولة ووظيفـتها في المجتمع
، لإيجاد الحلول السريعة للمشاكل المستعجلة
.. ؟
أين الثورة وقد
انتشر الفساد أضعافا ، فعمّ الاحتكار والتهريب
تحت أنظار الدولة ، متسببا في ارتفاع الأسعار وإثقال كاهل العائلة ، في حين
كان مفترضا أن تتم محاربة الفساد بكـل الوسائل الممكـنة وعلى رأسها وضع كل
التشريعات الرّادعة لمثل هذه الجرائم .. ؟
أين الثورة وقد ضاعت حقوق الشهداء والجرحى ،
وبلغت المعاناة بذويهم إلى أقصاها ، وأُفرغت ملفاتهم من محتواها، فلم يجنوا سوى التسويف والمماطلة والمتاجرة
بقضاياهم ..؟ أين الثورة وقد اختفت ملفات الفساد ، وتواصلت السياسات القديمة بخياراتها
الاقتصادية والسياسية في حين كان منتظرا أن تتم القطيعة الكاملة مع المنظومة
السابقة بكل ما فيها ، والالتفات الى الفئات الضعيفة والجهات المحرومة التي كانت
وقود الثورة وشرارتها .. ؟
أين الثورة وقد
تراجع معظم الثوار الى الخلف ، وخفتت أصواتهم ، ثم بدأ البعض يتساقط على مسافات متفاوتة ، تاركين المجال مفتوحا
لعودة الحرس القديم .. ؟
كأنني بأحد الحكماء الجدد يتكلم : احمدوا الله حتى على نعمة الاستقرار والأمن .. فالفريق الجديد لم يباشر مهامه بعد ، ورغم ذلك فقد كانوا على درجة كبيرة من المسؤولية وتقديرا للواجب .. فوقفوا على الذكرى .. واحتفلوا بالثورة .. وأكـرموا الشهداء .. !!
كأنني بأحد الحكماء الجدد يتكلم : احمدوا الله حتى على نعمة الاستقرار والأمن .. فالفريق الجديد لم يباشر مهامه بعد ، ورغم ذلك فقد كانوا على درجة كبيرة من المسؤولية وتقديرا للواجب .. فوقفوا على الذكرى .. واحتفلوا بالثورة .. وأكـرموا الشهداء .. !!
( نشرية القدس العدد 159 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق