حوار مع صديق ..
اليس هذا حال الثورات .. ؟؟ ألا يكون للثورات ضحايا شهداء ؟؟ الا يكون عدد الضحايا في الثورات السلمية اقل آلاف المرات من العدد عند العسكرة .. ؟؟
ثم ماذ يفعل النظام الديكتاتوري حينما تهاجمه العصابات التكفيرية من كل صوب وحدب مدعومة بعشرات الدول الرجعية المتخلفة المستبدة اكثر منه ؟؟ هل يبقى مكتوف الايدي ؟؟ الا يعطونه المبرر للدفاع عن الوطن .. وهل هؤلاء يحملولن مشروعا ثوريا ، تقدميا افضل منه حتى ندعمهم ؟؟ يعني مثلا ماذا سيغيروا في مجال الحريات ، وفي مجال حقوق الانسان ، وفي مجال الديمقراطية ؟؟ هل يعترفون بالديمقراطية اصلا .. وهل سيقيمون دولة مؤسسات ، ودساتير ؟؟ لماذا يقوم الاخوان وحلفائهم من الدولة العميلة صديقة اسرائيل بدعم الثورة على هذا الوجه ..
انه السعي الى تحقيق المصلحة الحزبية دون الالتفات الى النتائج الكارثية على المحتمع ..
وعلى ذكر دولة العصابات الصهيونية : لماذ لا نرى ولو رصاصة واحدة موجهة الى الصهاينة ..؟؟
طبعا كل واحد شيطانه في جيبة ، الناس الكل راكبة على الثورة والديمقراطية والديكتاتورية في نفس الوقت..
لكن ها قد جاءتهم الثورة لايديهم في تونس و مصر .. علاش ما طمنوش ؟؟ ولماذا سلموها على طبق من ذهب للقوى الرحعية القديمة ؟؟
اذا كان الجناح المتنور في الجماعات الاسلامية لم يحسن صنعا في ظرف السلم ، والمؤسسات ، والدعم الشعبي والدولي في هذين البلدين ، فهل سيكون الجناح الظلامي التكفيري افضل منه في سوريا أو في ليبيا في ظل التدخل الخارجي والهيمنة والفوضى الحاصلة .. ؟؟
طيب مالا علاش يسبوا في القوميين ؟؟
القوميون كانوا وقود الثورات سواء في تونس او في مصر وحتى في سوريا ، و كانوا ضد العسكرة في كل مكان .. ويشرفهم انهم ضد التدخل الخارجي تحت اي عنوان ، وضد العلاقات المشبوهة ، وضد مهادنة الانظمة التي باعت الامة وقدمت مقدراتها وأراضيها قواعد عسكرية ، وضد استبداد الانظمة ، مهما كانت قومية او اقليمية ، وضد الفتن في الامة الواحدة على اساس العرق او الدين او المذهب .. والقوميون مع سياسة التوافق بعيدا عن الخطاب الشعبوي ، فان تكون مناصرا لحقوق الانسان وصديق للنظام القطري هذا لا يستقيم ، وان تكون مناصرا للاسلام وضد الشيعة فهذا لا يستقيم ، وان تكون مناصرا للعدالة الاجتماعية ومهادنا لللصوص وعصابات النهب فهذا لا يستقيم .. وان تكون مع الثورة تخدم مصالحك الحزبية هذا لا يستقيم ، وان تكون مع القضايا العربية وصديقا للقوى الخارجية المعادية تاريخيا لقضايا الامة فهذا لا يستقيم ، هل يعقل لحزب اسلامي محسوب على الثورة ان يكون صديقا للولايات المتحدة .. ؟؟ او لاحد رموزها مهما علا شانه ..؟؟ وهل يعقل لشخص حقوقي ، مناصر للحريات ، ومعادي للديكتاتورية والاستبداد أن يكون كل أصدقائه من الأنظمة المستبدة أو العدوة لشعوبها والداعمة لعدوها ..؟؟ وهل يعقل لدولة مثل تونس التيكانت مهد الثورات بكل ما فيها من معاني ، ان يسلم رئيسها وسام الثورة لخادم الامريكان في العديد والسيلية ..؟؟ ويسلم رئيس حكومتها رجلا اعزلا استجار بها .. ؟؟
هل قيم الثورة والحقوق والحريات تتجزأ ..؟؟
أبدا .. قيم الثورة واحدة عند القوميين ولا تتجزأ .. لهذا فان الخطاب الشعبوي ، التهريجي ، والتهييجي بدون مضامين صحيحة ، ما ياكلش معاهم ..
القوميون يشرفهم أن يكونوا دعاة وحدة ، ويعتبرون ان اكبر عائق واكبر عدو للوحدة هي الأنظمة الإقليمية لان لها مصالح تتناقض مع الهدف السامي للوحدة ، لا بد ان تدافع عنها وتستميت من أجلها .. وسيبقى التناقض معها قائما بقطع النظر عن خلفياتها وأفكارها حتى وان كانت قومية .. لكن في ظروف الصراع مع القوى الخارجية التي تريد ان تحتل او تنهب ، وتغير الأنظمة بالنيابة عن شعوبها فهذا لا يقبله القوميون ، مهما كان النظام القائم سواء كان تحت حكم الإخوان ، أو تحت اي نظام آخر ، حتى ولو كان النظام القطري نفسه ، لانهم يدافعون عن الأوطان ووحدتها وحريتها .. والشعب اللي يحب يعمل ثورة يصنعها بنفسه ، إما إذا كان غير قادر فليفعل ما يقدر عليه دون الاستعانة بالخارج ، ولعل أفضل مثال يبين مصداقية هذا القول هو تفاعل القوميين ودعمهم اللامحدود للثورتين في تونس ومصر ، باعتبار المجهود الشعبي الخالص للثورة ..
تلك ثوابت لا تنازل عنها ، وقد تجد القوميين مختلفين في مواقف ومسائل فرعية ولكنهم لا يختلفون في الجوهر ..
هذا هو الواقع .. واللي يحب يحاسب القوميين يحاسبهم على ضوء خلفيتهم الفكرية، ، وعلى ضوء مرجعياتهم ، اما التلبيس فلا يجدي نفعا حتى في التوظيف السياسي ، لان القوميين متأكدين ان كل المواقف التي ترفعها الأبواق الإعلامية و الدعائية بقدرة المال السياسي ، ستخسف بها الارض يوما ما وتنكشف الحقائق ..
خلاصة القول ، لقد قامت ثورتين حقيقيتين في الوطن العربي ، ضيعهما الإخوان وشركائهم بغبائهم وطمعهم ، وضيعوا انفسهم في نفس الوقت حينما تعاملوا مع الثورة كغنيمة وتجاهلوا المناخ السياسي الذي تتحكم فيه الايادي الخفية للدولة العميقة ـ فتسببوا في خروج الثورة من ايدي الثوار وانتقالها الى العصابات القديمة ..
اكتفي بهذا ، مع الوثائق :
انت ترمي
القوميين بالتعصب والشوفينية ، لكنك لا
تستطيع أن تبين كيف يكون انتماء الانسان
الى اسرة او الى قرية او الى مدينة او الى
قطر أمرا عاديا لا تشوبه شائبة ، وحينما نقول انه ينتمي الى امة تكونت تاريخيا
وتميزت حضاريا عن بقية الامم ولم تكن
ممتازة عنها ، وانه من حقها ان تعيش حرة ، مستقلة تدافع مثل كل الامم عن كيانها
وثرواتها ، وتتعاون مع كل الشعوب لبناء السلم والحرية و بناء العلاقت الانسانية
الراقية ، يكون ذلك موقفا شوفينيا ..
وهل الواقع القومي
هو الذي افرز القوميين في جميع انحاء العالم ، ام هم الذين فصلوا هذا الواقع .. ؟؟
وكيف نقبل ان يكون
الخميني قائد الثورة الاسلامية الايرانية ، زعيما قوميا مسلما في ايران ، ورجب طيب
اردجان رئيس حزب " اسلامي ـ لايت
" ، زعيما قوميا مسلما في تركيا ،
ولا نقبل بجمال عبد الناصر زعيما قوميا مسلما في الوطن العربي .. ؟؟
هل هؤلاء الزعماء
افضل منه في شئ ، واكثر منه ثورية ونضالا
وديمقراطية وصدقا ونزاهة وأمانة ونظافة يد ، ومبادئ واخلاقا ، وتضحيات ، وانجازات .. ؟؟
قس على ذلك وقل ما
تريد لكن بالحجة والدليل والمنطق ..
في نفس السياق ، يمكن ان أقول بان الاخوان قوة اصلاحية ، أو
رجعية ، وهذا بحكم ما يجري عليه سلوكهم واسلوبهم في الواقع ، دون أن يدخل ذلك في باب السب والتجريح ، وسأعطيك أمثلة على
ذلك بما انك طلبت بنفسك ..
طبعا القصة مع
الاخوان في مصر وتونس بدأت منذ توليهم
الحكم ، حيث ركبهم الغرور بعد فوزهم في
الانتخابات في كلا البلدين .. ومع تعاظم الاحداث في ليبيا وسوريا واليمن أصبحوا
يحلمون بامبراطورية اخوانية من تركيا شرقا حتى تونس غربا اضافة الى السودان وغزة ..
هذه القراءة
الخاطئة للاحداث جعلتهم يتحولون الى آلة بيد قطر والسعودية وتركيا والولايات
المتحدة وفرنسا ، وغيرها من الدول
المتدخلة في الواقع العربي المتحرك ، الذي تتربص به كل القوى الخارجية ..
ولكن امام تعطشهم للحكم ، داسوا على كل القيم والمثل التي يتحدثون عنها ونزعوا جبة
الدين واصبحوا لائكيين وعلمانيين أكثر ممن يرمونهم بهذه التهم ..
وفي الجانب
السياسي خدعو ناخبيهم وقواعدهم الذين اصبحوا مشرّدين متردّدين بين البقاء في حزب
انتهازي ، وبين حراك المرزوقي الشعبوي الذي يتخبط في الشعارات الفضفاضة وهو غارق
" في ركبة ماء " ..
وهنا يمكن ان نذكر
تلك الزيارات المكوكية لقيادات النهضة سنة 2011 وما بعدها الى الولايات المتحدة ،
ومنها زيارة الغـنوشي الى وكر الموساد المعروف بمعهد واشنطن في 30 نوفمبر 2011 ، وهو " معهد بحـث أمريكي تأسس سنة 1985 من قبل لجنة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية
المعـروفة اختصارا بأيباك ،
ونذكر تصريحه الشهير هناك عن القضية
الفلسطينية التي قال عنها في رده على
الاسئلة الموجهة اليه " نحن لا
يعنينا الا شأن تونس " ..
كما يمكن أن نذكر زيارته في . 30 ماي
2013 الى مجلس العلاقات الخارجـية
بواشنطن المتخصص في تحليل العلاقات والسياسات الدولية ، والذي يشبه في
اهدافه مجلس العلاقات الخارجية البريطاني او المعهد الملكي للشؤون الدولية المسمى مركز " تشاتام هاوس " للدراسات الذي زاره كذلك راشد الغنوشي في 26
نوفمبر 2012 لتسلم جائز المركز السنوية الممنوحة
له صحبة الرئيس المنصف المرزوقي . وزيارته كذلك لأحد
ابرز المراكز الداعمة لاسرائيل في 31 ماي 2013 المسمّى بـ " مركز سابان لدراسات الشرق الأوسط ، وهو مركز تفكير في الولايات المتحدة ، يديره مارتن إنديك " . الذي
انتقل اليه بعد أن اشتغل سفيرا للولايات المتحدة في تل أبيب .." ويأتي مركـز سابان في مقدمة
أقسام الأبحاث بمعهد بروكينغـز .. تأسس المركز في 13 ماي 2002 وسُمّي باسم المتبـرّع
الأساسي لإنشائه ، رجل الأعمال اليهودي الأميركي حاييم سابان وقد دفع 13 مليون دولار أميركي لانشاء المركـز... " ( ويكيبيديا ) ...
الا يستدعي الامر طرح سؤال جوهري : ماذا يريد الغنوشي من زيارة مراكز
الابحاث الاستراتيجية بكل فروعها وانواعها ؟ ان كان رجل سياسي لماذا لا يكتفي
بالتعامل مع السياسيين في البيت الابيض ؟؟
و فوق هذا ، زيارة ماكاين الشهيرة و" التعنيق " في قصر الحكومة بينه وبين
مسلـّم البغدادي ، حمادي الجبالي في صفقة رخيصة اعترف بها حتى قادة الترويكا في
ذلك الوقت .. ولعل ما يزيد الشبهة في علاقة
ماكاين بالاخوان ، هو زيارته لثوار النيتو
في سوريا بعد تحرير القصير لرفع معنوياتهم والتخطيط من هناك لندمبر سوريا .
والى جانب هذا نجد العلاقات المتميزة لثوار النيتو مع مهندس " الثورة
الليبية " هنري ليفي " الذي يبقي قيم معهم في معسكراتهم ـ طوال فترة العدوان ـ ويتنقل من كتيبة الى
كتيبة ويقود آلياتهم على الميدان .. ودون ان ننسى الدور الريادي " في الثورة
الليبية " لنيكولاي سركوزي الذي قاتل
ببسالة لافتكاك النصيب الاوفر لشركة طوطال في ليبيا ..
طبعا لقد كان لاخوان تونس دورا
متميزا في لعب دور الوسيط بين كل الاطراف
مستغلين موقعهم على رأس الثورة في تونس ، مما جعلهم يقومون بدور الكومبارس في جميع
المواقع الاخرى وأولها سوريا حينما احتضنوا صحبة احزاب الترويكا ما يسمى بـ "
مؤتمر أصدقاء سوريا " الذي اانتهى بقطع العلاقات معها ، وتطوير العلاقات مع الأنظمة الرجعية العميلة لإسرائيل
والولايات المتحدة وعلى رأسها السعودية وقطر وتركيا ... ثم بدأ التنظيم العالمي
للاخوان المسلمين يضخ الاموال ويعمل على كل الجبهات ، بتكتيكات وأساليب مختلفة تصب
في نفس الهدف " صناعة الإمبراطورية الاخوانية " ، تكيتك في الداخل
بالمال السياسي المتدفق من الخارج ، وتكتيك مع النيتو والعصابات القادمة الى
ليبيا وسوريا ، وتكتيك مع الإعلام القطري السعودي المتصهين ،
وتكيتيك مع الأحزاب ، وتكتيك مع الناس الغلابة الذين يستغلون عوزهم وحاجتهم بالـ
" الساشيات " .. وهلم جر .. طبعا القوميين ماعندهمش هذه الأساليب ،
وماعندهمش ازدواجية الخطاب .. لازم يكونوا صفر فاصل ..
لكن ما المشكل ..؟؟ هو حتى في الطبيعة ماذا تجد حينما يكون الواقع متعفن
..؟؟ ستجد الطفيليات ، والحشرات والجراثيم
..
لكن انت سالتني عن الاخوان في مصر .. كيف انقلبو على الثورة ؟؟
سأعطيك هذه الوثيقة المنشورة في موقع الاخوان قبل الثورة باسبوع تؤكد ان
الاخوان لا علاقة لهم بالثورة ، وهذا باعترافهم
.. ووثيقة اخرى تبين أهم النقاط المتعلقة بانقلابهم وسياساتهم التي ادت الى
ثورة 30 يونيو قبل ان ينقلب عليها السيسي
، حيث بدأ مرسي باستهداف القضاء ، سواء بالتعديلات ، أو بتغيير النائب العام بنائب من الاخوان ، وإلغاء قرارات المجلس العسكري ، وحتى السيسي فقد عينه مرسي بنفسه بعد ان عزل المشير طنطاوي .. ولعل اكبر تلاعب
كان عند إصداره " للاعلان الدستوري " الشهير في شهر نوفمبر ، الذي
اصبح بموجبه " فرعونا " وليس
رئيسا ، حينما جعل قرارات الرئيس مطلقة ،
و غير قابلة للطعن من اي جهة قضائية او دستورية
.. !! وهو ما فجر في ذلك الوقت أحداث الاتحادية التي
راح ضحيتها العشرات ولا يتحدث عمها الاخوان ..
وطبعا عوض ان يتراجع الاخوان عن هذا النهج زادوا في ركوب الموجة وتنكروا
للوعود التي قطعوها على أنفسهم مثلما حدث مع الاخوان في تونس ، ثم بدأوا في لعبة
أخونة الدولة .. ومارسوا التهييج في الشارع ، والإعلام ، وأقصوا كل خصومهم الذين
سبقوهم الى الثورة .. ثم ختموها بالخطاب المتطرف والمثير للفتنة ضد الشيعة ، ، مثل
تصريحات خيرة الشاطر ، وتصريحات القرضاوي الذي أصدر فتاوى في تكفيرهم الصريح ، الى جانب تلك
الهجمة الرهيبة لشيوخ الوهابية مثل حسان والعريفي وغيرهم التي ادت الى الانقسام الحاد داخل المجتمع ،
كاد ان يفجر فتنة طائفية ، بعد وقوع أحداث السحل في مصر ..
وبعد هذا كله لم يتوقف الامر عند هذا الحد بل تعداه الى
احتضان مصر لمؤتمر " علماء الامة
" الذي حضره كل شيوخ التطرف
من كل انحاء العالم ، والذي أفتوا فيه بالجهاد ليس في فلسطين بل ضد " النواصب
" و " الرافضة " كما سماهم البيان الختامي ، كما أفتوا بوجوب ذلك
بالمال والسلاح والنفس ، وهم يردّدون آيات الله في غير مواضعها ، ويلبّسون آيات الكفار على المسلمين ..
ثم جاء ايضا مؤتمر " الامة المصرية لدعم الثورة
السورية الذي حضره مرسي أسبوعين قبل ثورة يونيو 2013 ، والذي اعلن فيه عن قطع
العلاقات مع سوريا ، وعن اعلان الجهاد ومد المتطرفين بالسلاح ..
طيب لنسلم بان النظام السوري ديكتاتورا ، هل نشن حربا شعواء على سوريا نجلب
لها المتطرفين من شتى انحاء العالم لتخريبها ؟؟
فما علاقة الافعان ، والالبان ، والصرب ، ودول البلقان التي ترسل مقاتلين
لسوريا بالثورة ؟؟ وما علاقة حسان والقرضاوي والعريفي الذين عاشوا في احضان
الانظمة الرجعية ، يفتون حتى بمنع المسيرات ، بالثورة ؟؟ وما علاقة دولة قطر والسعودية بالثورة
والديمقراطية ، وهما الدولتان اللتان لاترى فيهما شعوبهما صناديق الاقتراع الا في
نشرات الاخبار ... ؟؟
وما علاقة
الصهاينة برنارد هنري ليفي ، وساركوزي وجون ماكاين بالثورتين في سورسا وليبيا ؟؟ هل سوريا ينقصها
الرجال ، او ليبيا حتى ناتي لها بالمرتزقة
وبحلف النيتو ؟؟
طيب ولنسلم جدلا
ان النظامين في كل من ليبيا وسوريا واجها الثورتين بالقوة ، لماذ دفع الاخوان
حلفائهم من النظام القطري والسعودي الى عسكرة الثورة ؟؟
يقولون كيف يقدر الناس العزل على مواجهة القمع ؟؟ اليس هذا حال الثورات .. ؟؟ ألا يكون للثورات ضحايا شهداء ؟؟ الا يكون عدد الضحايا في الثورات السلمية اقل آلاف المرات من العدد عند العسكرة .. ؟؟
ثم ماذ يفعل النظام الديكتاتوري حينما تهاجمه العصابات التكفيرية من كل صوب وحدب مدعومة بعشرات الدول الرجعية المتخلفة المستبدة اكثر منه ؟؟ هل يبقى مكتوف الايدي ؟؟ الا يعطونه المبرر للدفاع عن الوطن .. وهل هؤلاء يحملولن مشروعا ثوريا ، تقدميا افضل منه حتى ندعمهم ؟؟ يعني مثلا ماذا سيغيروا في مجال الحريات ، وفي مجال حقوق الانسان ، وفي مجال الديمقراطية ؟؟ هل يعترفون بالديمقراطية اصلا .. وهل سيقيمون دولة مؤسسات ، ودساتير ؟؟ لماذا يقوم الاخوان وحلفائهم من الدولة العميلة صديقة اسرائيل بدعم الثورة على هذا الوجه ..
انه السعي الى تحقيق المصلحة الحزبية دون الالتفات الى النتائج الكارثية على المحتمع ..
وعلى ذكر دولة العصابات الصهيونية : لماذ لا نرى ولو رصاصة واحدة موجهة الى الصهاينة ..؟؟
طبعا كل واحد شيطانه في جيبة ، الناس الكل راكبة على الثورة والديمقراطية والديكتاتورية في نفس الوقت..
لكن ها قد جاءتهم الثورة لايديهم في تونس و مصر .. علاش ما طمنوش ؟؟ ولماذا سلموها على طبق من ذهب للقوى الرحعية القديمة ؟؟
اذا كان الجناح المتنور في الجماعات الاسلامية لم يحسن صنعا في ظرف السلم ، والمؤسسات ، والدعم الشعبي والدولي في هذين البلدين ، فهل سيكون الجناح الظلامي التكفيري افضل منه في سوريا أو في ليبيا في ظل التدخل الخارجي والهيمنة والفوضى الحاصلة .. ؟؟
طيب مالا علاش يسبوا في القوميين ؟؟
القوميون كانوا وقود الثورات سواء في تونس او في مصر وحتى في سوريا ، و كانوا ضد العسكرة في كل مكان .. ويشرفهم انهم ضد التدخل الخارجي تحت اي عنوان ، وضد العلاقات المشبوهة ، وضد مهادنة الانظمة التي باعت الامة وقدمت مقدراتها وأراضيها قواعد عسكرية ، وضد استبداد الانظمة ، مهما كانت قومية او اقليمية ، وضد الفتن في الامة الواحدة على اساس العرق او الدين او المذهب .. والقوميون مع سياسة التوافق بعيدا عن الخطاب الشعبوي ، فان تكون مناصرا لحقوق الانسان وصديق للنظام القطري هذا لا يستقيم ، وان تكون مناصرا للاسلام وضد الشيعة فهذا لا يستقيم ، وان تكون مناصرا للعدالة الاجتماعية ومهادنا لللصوص وعصابات النهب فهذا لا يستقيم .. وان تكون مع الثورة تخدم مصالحك الحزبية هذا لا يستقيم ، وان تكون مع القضايا العربية وصديقا للقوى الخارجية المعادية تاريخيا لقضايا الامة فهذا لا يستقيم ، هل يعقل لحزب اسلامي محسوب على الثورة ان يكون صديقا للولايات المتحدة .. ؟؟ او لاحد رموزها مهما علا شانه ..؟؟ وهل يعقل لشخص حقوقي ، مناصر للحريات ، ومعادي للديكتاتورية والاستبداد أن يكون كل أصدقائه من الأنظمة المستبدة أو العدوة لشعوبها والداعمة لعدوها ..؟؟ وهل يعقل لدولة مثل تونس التيكانت مهد الثورات بكل ما فيها من معاني ، ان يسلم رئيسها وسام الثورة لخادم الامريكان في العديد والسيلية ..؟؟ ويسلم رئيس حكومتها رجلا اعزلا استجار بها .. ؟؟
هل قيم الثورة والحقوق والحريات تتجزأ ..؟؟
أبدا .. قيم الثورة واحدة عند القوميين ولا تتجزأ .. لهذا فان الخطاب الشعبوي ، التهريجي ، والتهييجي بدون مضامين صحيحة ، ما ياكلش معاهم ..
القوميون يشرفهم أن يكونوا دعاة وحدة ، ويعتبرون ان اكبر عائق واكبر عدو للوحدة هي الأنظمة الإقليمية لان لها مصالح تتناقض مع الهدف السامي للوحدة ، لا بد ان تدافع عنها وتستميت من أجلها .. وسيبقى التناقض معها قائما بقطع النظر عن خلفياتها وأفكارها حتى وان كانت قومية .. لكن في ظروف الصراع مع القوى الخارجية التي تريد ان تحتل او تنهب ، وتغير الأنظمة بالنيابة عن شعوبها فهذا لا يقبله القوميون ، مهما كان النظام القائم سواء كان تحت حكم الإخوان ، أو تحت اي نظام آخر ، حتى ولو كان النظام القطري نفسه ، لانهم يدافعون عن الأوطان ووحدتها وحريتها .. والشعب اللي يحب يعمل ثورة يصنعها بنفسه ، إما إذا كان غير قادر فليفعل ما يقدر عليه دون الاستعانة بالخارج ، ولعل أفضل مثال يبين مصداقية هذا القول هو تفاعل القوميين ودعمهم اللامحدود للثورتين في تونس ومصر ، باعتبار المجهود الشعبي الخالص للثورة ..
تلك ثوابت لا تنازل عنها ، وقد تجد القوميين مختلفين في مواقف ومسائل فرعية ولكنهم لا يختلفون في الجوهر ..
هذا هو الواقع .. واللي يحب يحاسب القوميين يحاسبهم على ضوء خلفيتهم الفكرية، ، وعلى ضوء مرجعياتهم ، اما التلبيس فلا يجدي نفعا حتى في التوظيف السياسي ، لان القوميين متأكدين ان كل المواقف التي ترفعها الأبواق الإعلامية و الدعائية بقدرة المال السياسي ، ستخسف بها الارض يوما ما وتنكشف الحقائق ..
خلاصة القول ، لقد قامت ثورتين حقيقيتين في الوطن العربي ، ضيعهما الإخوان وشركائهم بغبائهم وطمعهم ، وضيعوا انفسهم في نفس الوقت حينما تعاملوا مع الثورة كغنيمة وتجاهلوا المناخ السياسي الذي تتحكم فيه الايادي الخفية للدولة العميقة ـ فتسببوا في خروج الثورة من ايدي الثوار وانتقالها الى العصابات القديمة ..
1 ـ وثيقة
19 يناير 2011 في موقف الاخوان من الثورة :
2 ـ الاعلان الدستوري الذي جعل مرسي فوق الجميع : مقال تحت عنوان : " لماذا تسبب الإعلان الدستوري للرئيس مرسي في انفجار
الأوضاع في مصر "
3 ـ اهم النقاط التي ادت الى قيام ثورة 30 يونيو :
4 ـ الخطاب التحريضي
والتهييج :
5 ـ مؤتمر الامة
المصرية لدعم الثورة السورية : هل القوى السياسية متوافقة على هذا حتى يقيموا مثل
هذه المؤتمرات في مرحلة انتقالية وظروف اقتصادية وسياية حسساسة ؟؟
وعلى من تقع
المسؤولية .. على الذين كانوا في السلطة ولم يعرفوا كيف يقودوا السفينة للخروج
بسلام ، ام نلقي المسؤولية على المعارضة والسيسي .. ونبدو داخلين من الخلف ..؟؟
هؤلاء أعطاهم
الشعب السلطة والجيش وكل المؤسسات ، وعندهم قاعدة شعبية عريضة ، وعندهم المال
والعلاقات الجيدة الممتازة مع الدول النفطية ، وعندهم كل الامكانيات علاش ما طمنوش
..؟؟ يعني من السهل أن نلغي كل هذا ونلقي المسؤولية على الغير ..؟؟
تفاصيل
المؤتمر في المقال التالي ( موقع قصة الاسلام ) : " القوى الإسلامية تنظم مؤتمرا لنصرة سوريا بحضور الرئيس مرسي
" ..
( نشرية القدس العدد 187 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق