بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 6 ديسمبر 2015

هل يمكن الهروب من الحل القومي ... ؟

هل يمكن الهروب من الحل القومي ... ؟

نحن الآن في وضع لا نحسد عليه : تنتصب هنا وهناك على امتداد الوطن العربي ، دول كرتونية ضعيفة  يتضاعف عدد متساكنيها من سنة الى اخرى .. وفي المقابل  ، تقل الامكانيات  والموارد داخلها  كل يوم .. فاذا كان وضعها الاقليمي عاجزا تماما عن تقديم أي حلول للمستقبل ، فهل ستكون مشاريع التفتيت حلولا بديلة ..؟؟
لا يقبل أحد ـ بالتأكيد ـ الاجابة بنعم ..  لذلك ، لا يبدو ممكنا في الوطن العربي على المدى المنظور الا المشروع القومي ، لأن كل المشاريع المطروحة الأخرى أفضلها في الوقت الراهن هو الاقليمي الذي يسعى الى الحفاظ على الكيانات الموجودة ، أما المشاريع الفوضوية ، والطائفية والقبلية والشعوبية  ، التي تسعى الى تفتيت المفتت فهي لن تنجح ابدا في تحقيق غايتها على المدى البعيد .. لأن اي تجزئة جديدة للكيانت القطرية الموجودة ، تعني بالضرورة  عملية تجزئة وتفتيت جديدة للامكانيات المادية والبشرية المتاحة  ، وهي العاجزة اصلا في ظل الوضع الاقليمي الراهن عن صنع التقدم ، والاستمرار في الحياة نظرا لما تشهده أغلب الاقطار العربية من انحسار تام للثروة ، واستنزاف لامكانياتها ، التي لم تعد قادرة على الايفاء بالحاجة في ظل الزيادة المهولة للسكان ، وانتشار العمران .. وهو ما يزيد في خنق تلك الكيانات من سنة الى أخرى بسبب مشاكلها المتراكمة ، ومواردها المتراجعة .. ولعل ما يزيد في ازمتها ، هو ان نخبها الحالية ، لم تدرك بعد البعد القومي للمشاكل القطرية ، سواء بالنسبة للأمن أو بالنسبة للتنمية .. أما القوى الرجعية الصاعدة الى السلطة في بعض الأقطار مثل تونس او مصر ، فهي لا تقل عجزا عن سابقاتها ، بسبب رهاناتها على القطرية المفلسة من ناحية ، مما يجعلها تعتمد على المعونات والهبات الخارجية التي تجعل منها كيانات ضعيفة تابعة ، تتنفس اصطناعيا من أجل البقاء .. وبسبب اعتمادها على مؤسسات فاسدة في الدولة وعجزها عن تطهيرها من ناحية ثانية بحكم طبيعتها الرجعية تلك  .. لذلك يستحيل الخروج من الازمة في الوقت الرّاهن بأيادي مرتعشة ،  وبعقلية انتهازية ، نفعية ، هدفها الوحيد المصلحة الخاصة ، والربح السريع ..

 وحتى المشاريع التي تقوم على دعوات أممية ( ما فوق قومية ) سواء كانت اسلامية او شيوعية فهي مشاريع لن تكون ممكنة الا بين كيانات قومية مستقرة ، وديمقراطية ، تسمح بالتفاعل الحر التدريجي للانصهار في كيانات جديدة  تحقق مصلحة  مشتركة لها جميعا على المدى القريب والبعيد ، على غرار الاتحاد الاوروبي حاليا .. وهو ما يعني انها مستحيلة في واقعنا العربي الرّاهن لغياب تلك الشروط الموضوعية  .. 



 ( القدس عدد 205 ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق