لم يشهد التاريخ
العربي الحديث تشويها للواقع وخداعا للرأي العام ، وتزييفا للأرادة الشعبية
والوطنية كما عرفه خلال
الثورات العربية بعد انطلاقها من تونس
في 17 ديسمبر 2010 ، حينما تصدّرت قطر
والسعودية الواجهة في المنابر الاعلامية
والدينية والسياسية مدافعة عن الربيع العـربي ..
والواقع فقد كان
ذلك المشهد هزيلا للغاية منذ البداية ، حينما تحوّل الى سباق محموم يقوده
بعض الأعراب نحو التدخل الخارجي متوسّلين لحلف النيتو من أجل اسقاط
النظام في ليبيا لتحقيق الحرية والديمقراطية .. !! أو حينما ترى هؤلاء
يجمعون الفاشلين واليائسين والمغفلين
من كل صوب وحدب ، ويشترونهم بالمال
ليدفعوا بهم للجهاد في سوريا
..
!!
وحينما تشهد الساحة جلبة وغوغاء تثار هنا وهناك .. مرة في
تونس ، ومرة في قطر ، ومرات أخرى في
القاهرة أو في تركيا ، حول المؤتمرات التي وقعت باسم " أصدقاء سوريا " .. !!
وقد كان خلف هؤلاء منذ البداية حركات الاسلام السياسي بجميع ألوانه يتسابقون نحو
تلك الأوطان مستخدمين كل الوسائل ، ومتخطين كل الحدود والخطوط الحمراء لتنفيذ
أغراضهم المتمثلة في الوصول الى السلطة
بأي ثمن ..
وقد كان الاخوان
المسلمون على امتداد الوطن العربي من المصطفين الأوائل وراء النظام القطري
وتركيا والسعودية للمشاركة في تلك المخططات باسم الثورة ، وباسم الاسلام .. وهو ما يستوجب طرح
العديد من الاسئلة الجوهرية :
-
هل الاخوان المسلمون تلقوا تكليفا بحماية الاسلام ؟؟
- وما علاقة ما
يجري على أرض سوريا او ليبيا بهذا الدين الحنيف الذي مر على نزوله أكثر من أربعة
عشر قرنا ؟
- ثم وهم
يتكالبون من اجل السيطرة على الاقطار العربية قطرا قطرا ، فهل هم صادقون
في وعودهم للناس ؟؟
- وفي ظل هذا
كله ونحن نراهم مصطفين وراء الانظمة الرجعـية العميلة ، فهل هم اقل عمالة من
النظام القطري أو السعودي أو الأردني ...؟؟
وفي نهاية
المطاف ، ما هو الفرق بين أنظمة الاخوان في كل من مصر وتونس والسودان حينما
يتحدثون عن الثورات ، والديمقراطية ، والحريات ، وبين أي نظام عربي اقليمي رجعي
وعميل مثل التنظام السعودي ، أو القطري
الذي يمتلك قناة يصل صوتها الى كل القارات متحدثة عن حقوق الانسان والثورات
العربية والحرية ، ولا يصل صداها الى اقرب قصر من قصور الأمراء في تلك الجزيرة
المحروسة بالقواعد العسكرية الأمريكية ... ؟؟ !!
|
( نشرية القدس العدد 145 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق