بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 5 أكتوبر 2014

الذئب الذي يحرس الغابة ..!!






لم تكن الخلفـية الحقوقـية للدكتور المنصف المرزوقي قادرة على  الوصول به الى قصر الرئاسة ، لو لا فوز حزبه في انتخابات المجلس التأسيسي ، ولولا التفاهمات حول اقتسام السلطة التي حصلت بعد فوز حركة النهضة والمؤتمر من أجل الجمهورية وحزب التكتل .. وقد كثر الحديث وقتها على تلك الخلفية بعد وقوع الحسم بين أحزاب الترويكا على أن يكون منصب رئيس الجمهورية من نصيب حزب المؤتمر .. فكان هو مرشحه وهو الفائز بالاسعاف في تلك الانتخابات  ..  وفي هذا الاطار ظهر الحديث عن الماضي النضالي والحقوقي ليكون قاعدة  الترويج والدعاية للرئيس ، وواجهة جذابة لنيل موافقة الشعب الثائر الذي لا تزال صورة الديكتاتور عالقة في ذهنه ..  و بالتالي فهو يسعى لتغـييـر تلك الصورة النمطية التي عاشها على مدى خمس عقود تحت وطأة الحكم المطلق ..
والواقع فان قاعدة عريضة من الشعب ضنت أن تلك الخلفـية تكفي وحدها لكي يكون صاحبها رئيسا ناجحا ، وملائما لتحقيق أهداف الثورة .. وهو ما كذبته التجربة للاسف .. !! مما يدعوا لطرح العديد من الاسئلة حول هذا الموضوع :
ـ هل تكفي الخلفية الحقوقية لتحقيق منجـز ثوري ؟
ـ وما مدى تمثــّــل الحقوقي للاهداف التي قامت من أجلها الثورة وأسلوب تحقيقها ؟
ـ وأي حقوق انسان نريد  في الواقع ، باعتبار أن ذلك الواقع الذي يشهد ثورة يعـني بالضرورة أنه لم يعد صالحا للحياة بكل جوانبها ، سواء المتعلقة بالحريات الشخصية أو بالجوانب الاجتماعية والمعـيشية ..؟ !
للأسف فقد أثبتت التجربة الأخيرة في تونس أن الرئيس الحقوقي لم يكن بالمرّة واعيا بمتطلبات المرحلة وبأهداف الثورة  ، قبل امتلاكه لآليات تحقيقها .. !!
غير أن السؤال الأهم في المرحلة القادمة هو : ماذا لو فاز أحد المترشحين المعروفين بعدائهم لحقوق الانسان  باعتبارهم رموزا من رموز الديكتاتورية في النظام السابق ؟ وما الذي يمنعهم من الفوز وهم يراهنون على ما بحوزتهم من مال فاسد واعلام رخيص وانتهازيين .. ؟  
هكذا شاءت التسويات والصفقات التي وقعت قبل وأثناء جولات الحوار الوطني برعاية السفارات الأجنبية في تونس .. !! وهنا طبعا لا يحتاج المرء ليسأل عن علاقة اعداء الحرية باهداف الثورة .. بقدر ما يحتاج الى التذكير بقصة الذئب الذي منحـوه حراسة الغابة .. !! 


( نشرية القدس العدد 144 ) .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق