لقد أظهرت الايام والأحداث فعلا تآمر الاخوان المسلمين على الامة
العربية ، خدمة لمصالحهم الفئوية والحزبية حيث أن دعمهم لما حدث في ليبيا على يد
حلف النيتو ، وكل ما حدث في سوريا بقيادة قطر
وتركيا والسعودية والبحرين لم يكن يتم لوجه الله .. بل كان مخططا
مدروسا التقت فيه مصالح هؤلاء بمصالح الدول الغربية جميعا ، انخرط فيه الاخوان على
نطاق واسع منذ البداية حين تم المؤتمر الأول في تونس برعاية اخوانية تحت اسم
مؤتمر اصدقاء سوريا .. ثم في العديد من المؤتمرات الأخرى التي وقع اغلبها في قطر
وتركيا ومصر خلال حكم الأخوان .. ولعل المؤتمرين المتتاليين اللذان وقعا في مصر
خير شاهد على ذلك ، الأول باسم مؤتمر علماء الأمة وحضره كل دعاة الفتنة والتحريض
على العنف مثل حسان والعرعور والعريفي وغيرهم ..، والثاني تحت اسم " مؤتمر
الأمة المصرية لدعم الثورة السورية " وهو المؤتمر الذي افتـتحه مرسي بنفسه
واتخذ فيه قرارا بقطع العلاقات مع سوريا ، كما دعم فيه قرارات المؤتمر الأول
المنادي بـ " الجهاد " .. ! وقد حدث
كل هذا وهم في أعلى درجات الغرور ، حيث كانوا يحلمون بحكم يمتـدّ من تركـيا وسوريـا شرقا ، ثم يمر بفلسطين
ومصر والسودان حتى يصل الى ليبيا وتونس غربا .. !! وهو ما
يدل فعلا على أن كل مواقفهم تجاه القضايا القومية لم تكن من موقف مبدئي لتحقيق الديمقراطية
ومناهضة الديكتاتورية كما يزعمون ، بل من أجل تحقيق مصالحهم التي تبيّن أنها تلتقي
وتتقاطع بالضرورة مع مصالح
كل الاطراف المتدخلة في الشأن العربي ، مستغلين الشعارات الجوفاء حول الحرية
والديمقراطية ، والاسلام .. ولعل الدليل على زيف ادعاءاتهم
هو تحالفهم مع الأنظمة الرجعـية ودعمهم لكل الديكتاتوريات العربية في كل من الاردن
والمغرب والكويت والسعودية وقطر والبحرين .. بل ومشاركتهم في المؤامرة على العراق من خلال
انخراط حزبهم الاسلامي هناك في كل تفاصيل اللعـبة القذرة التي قادها بريمر بعد احتلال العراق ..
( نشرية القدس العدد 145 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق