بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 5 أبريل 2015

الوحدة العربية بين دعاتها وأعدائها .. (7) .



الوحدة العربية بين دعاتها وأعدائها .. (7) . 

 مؤكد أن العصر الذهبي للحركة القومية كان خلال الخمسينات والستينات من القرن الماضي ، أي على عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي أصبح عمليا زعيما قوميا لكافة الجماهير العربية من المحيط الى الخليج .. والواقع أن شيئا مشابها  قد حصل تقريبا مع الزعيم الراحل صدام حسين  خلال فترة التسعينات وحتى الغزو الأمريكي للعراق في بداية الالفية الثانية بسبب مواقفه القومية المدافعة عن قضايا الأمة ، وصموده في وجه أعدائها ، ثم تصميمه على رفع التحدي بمواجهتهم جميعا وأولهم دولة العصابات الصهيونية التي دكها بصواريخ العباس والحسين .. ثم بقائه صامدا على ذلك المبدأ ، هو وابنائه ورفاقه حتى رحلوا جميعا شهداء ، في سبيل الدفاع عن شرف العراق والأمة العربية جمعاء .. وهو ما يؤكد أن فكرة الوحدة لا تزال حية ، وأن الشعور القومي داخل تلك الشرائح البسيطة من الجماهير العربية حقيقة ملموسة ، وبالتالي فان القول بأن فكرة الوحدة تقوم على خلفيات ايديولوجـية ، وأن الجماهير الشعـبية لا تريد الحديث عن الأيديولوجيا هو في القواقع حق يراد به باطل ..
هو حق لأن الجماهير المعـنية بالحديث عن المشروع القومي ، هي بالاساس شرائح  مسحوقة تتعرض للاستغلال والتهميش على يد تلك الانظمة الفاسدة ، وبالتالي فان الجماهير العربية لا تجد في رؤوسها مكانا فارغا لكي تملأه بالأفكار النظرية عن الحرية والوحدة والاشتراكية ، بقدر ما تحتاج الى  برامج واقعـية ، ومساهمة عملية تساعدهم على الخروج من معاناتهم  ..
أما الباطل ، فهو حاضر في ما وراء القصد من نوايا سيئة تحاول اقصاء الفكر الوحدوي من ساحة الفعل ، بجعل الحديث عن الوحدة حديثا مثاليا وغير واقعي .. ولعل ما فيه من باطل هو ما يكذبه الواقع في الجانب الآخر حينما نرى مشروع الاسلام السياسي الايديولوجي أيضا ، يصل الى مداه في الفترة الأخيرة ، وهو ليس بسبب الخلفية الدينية وحدها مثلما يصوّر البعض .. ثم أن الفكر القومي في جوهره ليس فكرا خاليا من الدين أو معاديا له  ، بل لعل صحة فهمه للدين ، تتأكد  يوما بعد يوم ، في ظل ما يظهر على أغلب  الحركات الدينية من تطرف ، لا شك انه يساهم في تقديم وترسيخ  تلك  الصورة المشوّهة للاسلام ، والمنفرة من الاسلام السياسي في آن واحد  ..
ولعلّ ما يؤكد صحة هذا الرأي ، هو أن الجماهير العربية قد التفت حول المشروع القومي قبل غيره من المشاريع على مدى عقدين آو أكثر .. وهو ما يؤكد أن ما عرفته الحركات الدينية من نجاح  في الفترة الاخيرة يعود في الواقع الى عدة اسباب ، قد يكون أولها فشل القوى القومية في تحقيق مشروعها ، سواء في مجال تحقيق الوحدة ، أو في مجال حل مشكلة الديمقراطية ..
تلك جوانب مهمّة لا بد من مواجهتها ، وأولها تلك الأسئلة المهمّة : لماذا فشلت الحركة القومية ونجحت الحركات الدينية في الوطن العربي ..؟
للحديث بقية ..

 ( نشرية القدس العدد 170 ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق