بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
بحث هذه المدونة الإلكترونية
الاثنين، 27 يوليو 2015
الإرهاب بين البعد القومي والبعد الإقليمي .
الإرهاب بين البعد القومي والبعد الإقليمي ..
من بين الإشكاليات التي طرحها قانون الإرهاب ، تعريف الوطن ، وهذا من المستلزمات الضرورية لتحديد المجالات والمواقع التي سيتم فيها مقاومة الإرهاب ، فجاء هذا التعريف الطريف في الفصل الثاني من القانون : يمثل " الإقليم الوطني : الفضاءات الأرضية والبحرية والجوية التي تمارس عليها الدولة سيادتها أو ولايتها طبق المعاهدات الدولية المصادق عليها ... ويشمل الإقليم الوطني كذلك الطائرات المسجلة بدولة الإقليم والسفن التي ترفع علمها أينما وجدت " .
ويتضح من خلال هذا التعريف الخلفية الاقليمية للدولة عند الاقليميين ، الذين يحرصون ولو على حماية طائرة في الجو ، أو سفينة في عرض البحر حينما تكون تابعة لسلطتهم الاقليمية ، لكنهم يتنصلون من المسؤولية في التعامل بايجابية مع ما تتعرض له أوطان بأكملها من عدوان خارجي مثلما هو حاصل في سوريا منذ خمس سنوات ، ومثلما حصل لليبيا خلال العدوان الأطلسي سنة 2011 وبعـدها ..
وحتى وان كان التنصيص على أن يتعدى نشاط الدولة خارج حدودها الاقليمية غير ممكن وغير مطلوب ، فانه من الممكن عمليا أن تكون بعض القوانين لها روح قومية تسمح لسياسة الدولة بان تكون منسجمة مع محيطها ، وموقعها وعمقها الحضاري والقومي ، من خلال عدة اجراءات عملية تسمح بحماية القطر من جهة ، وتساعد على تخفيف الارهاب على الدول المستهدفة مثل سوريا من جهة ثانية ، على غرار تجريم الانظمام الى تنظيمات ارهابية في الخارج تماما مثل الداخل ، ووضع قوانين رادعة تتعامل مع المشاركين في انشطة ارهابية خارج القطر ، بمثل ما يعامل به الناشطون في الداخل ..
غير ان الحاصل هو عكس ذلك تماما .. فالأمر اذا تعلق بأي قطر عربي آخر ، تتحول الفوضى والارهاب الحاصلة فيه الى شأن داخلي خاص باصاحب الاقليم وأهله .. ويكون المطلوب بالنسبة لاصحاب الحكمة ورجاحة العقل هو التزام الصمت والتظاهر بالحياد ، حتى ولو أدى الأمر الى السكوت عن التخريب الممنهج للاوطان وتفتيتها .. وحتى لو أدى الامر كذلك الى الحفاظ على علاقات متميزة مع الدول الداعمة للارهاب في اي موقع من المواقع التي يترعرع فيها بالقرب منا ، لكي يداهمنا في وقت لاحق ، ليفعل بنا ما فعله بالاجوار ..
من المهم جدا تغيير المنظومة القانونية لمواجهة هذا الخطر الداهم على المستوى القطري ، ولكن لا بد ان نضع في الحسبان أن الإرهاب اليوم هو مشروع معقد له أهداف إستراتيجية على المستوى القومي ، وله حاضنة قومية بأبعادها الدينية والحضارية والاجتماعية .. وفي هذا السياق يأتي استهداف تونس من طرف الإرهابيين كفصل من فصول المشروع الدولي والإقليمي للإرهاب الذي تحركه حكومات الدول الاستعمارية والمؤسسات الصهيوينة من خلال البيادق التي صنعتها على مدى عقدين أو أكثر بمختلف أنواعها ، من جماعات إرهابية وأنظمة رجعية وعصابات مالية وأبواق إعلامية .. ودعاة ، وسماسرة ، ومهربين ، وطابورا خامسا في كل قطر ، وفي كل مؤسسة من مؤسسات الدول الإقليمية ..!! ورغم تشابك العلاقات الخاصة بالارهاب ، فان الأبعاد القومية لهذا الملف واضحة أيضا من خلال خريطة الإرهاب الممتدة على طول الوطن العربي وعرضه ، من سوريا والعراق واليمن شرقا ، إلى مصر وليبيا وتونس والجزائر غربا .. وهذا بالإضافة إلى القوى والحكومات والأنظمة العربية التي تحتضنه وتموله وتغذيه لكي يكون عنوانا للفوضى ، التي تؤدي في النهاية إلى إضعاف أي مشروع قومي يمكن أن يستهدف وجودها ومصالحها ..
هذه طبيعة المعركة القومية ، وتلك طبيعة الدولة الاقليمية .. وبينهما طبيعة الاشياء : فاقد الشئ لا يعطيه .. !!
( نشرية القدس العدد 186 ) .
الاثنين، 20 يوليو 2015
يوليو بين الذكرى الجميلة والذكرى الحزينة .. !!
يوليو بين الذكرى الجميلة والذكرى الحزينة .. !!
لقد كان على مرّ السنين شهر يوليو محطة من المحطات القومية الشامخة ، ففيه تمر على الامة العربية كل عام ذكرى مجيدة هي ذكرى 23 يوليو الخالدة ، بكل ما فيها من مضامين ثورية ، وارادة سياسية تحررية ، وطموح جارف للوحدة ، ومقاومة باسلة للاستعمار وأعوانه ، وانتصار للفقراء والمهمشين الذين تجاهلتهم حكومات ، وراء حكومات .. ووعدتهم أحزاب وراء أحزاب .. ولم ينالوا من تلك الوعود الا الخيبة واليأس الذي أصابهم على مدى عقود في ظل اللصوصية والنهب والاستكانة للقوى الخارجية ..
في شهر يوليو نتذكر قاعدة ثورية في الوطن العربي هي مصر عبد الناصر التي حملت على كاهلها هموم العرب وآمالهم ، فكانت بمثابة الضمير الحي ، والبوصلة التي تقود خطى الجماهير نحو التحرر والوحدة ، وهي التي استيقضت مع اول صيحة من صيحات ثورة يوليو سنة 1952 المنادية بالحرية ، لتتحول تلك القاعدة في ظرف وجيز الى قلعة للنضال العربي والافريقي ، ومركزا لاستقطاب كل القوى التقدمية التي تطمح الى الحرية والعدالة الاجتماعية.. وهو ما جعلها ايضا مركزا للاستهداف والهجوم المضاد من طرف القوى الرجعية ورموز الاقطاع ، والصهيونية العالمية وكل من فرنسا وبريطانا والولايات المتحدة .. وقد كانت سياسة الانحياز للشعب في الداخل ، وللشعوب المضطهدة في الخارج ، التي انتهجتها الثورة ، تمثل الخط الثوري الذي ميز مسيرتها ، و أعطاها القوة اللازمة لمواجهة خصومها ، والانتصار عليهم ، في محطات هامة متتالية .. فكان الإطاحة بحلف بغداد من جهة ، وبناء أول صرح للوحدة العربية بين مصر وسوريا من جهة ثانية ، فضلا عن النجاحات اللامحدودة في مجال التنمية و التأميم ، واسترجاع الحقوق المنهوبة في قناة السويس ، والشروع في بناء السد العالي وغيرها من النجاحات التي مثلت أهم الانتصارات على السياسات الاستعمارية في تلك المرحلة ..
وها هو شهر يوليو يعود الينا بذكرى اليمة فقدنا فيها رمزا كبيرا من رموز التيار القومي في تونس وهامة من هامات النضال الوطني والقومي ، هو الشهيد الرمز محمد البراهمي ، الذي اغتالته يد الغدر والتطرف المتحالفة مع رموز الفساد في تونس وخارجها ، بعد أن قامت بنفس العمل الاجرامي الشنيع قبل ستة اشهر من ذلك التاريخ مع الشهيد الرمز شكري بالعيد : الاول في 6 شباط / فيفري 2012 والثاني في 25 جويلية / يوليو من نفس السنة ، وسط تواطئ وخيانة من قبل وزارة الداخلية التي وصلها الاشعار المخابراتي ، لكن جهات مشبوهة تعمدت تجاهله تماما واخفائه عن المسؤولين ، وهي التي أشعرت من قبل بنوايا الاغتيال في الحادثة الاولى ، مما يعطي الاشعار الثاني صبغته الجدية كما هو مفترض بالنسبة لاي عاقل ومسؤول ، خاصة وان الشهيد البراهمي يمثل رمزا وطنيا باعتباره ممثلا للشعب داخل المؤسسة الشرعية الوحيدة المنتخبة في البلاد في تلك الفترة الانتقالية ، وهو المجلس التاسيسي ..
في شهر يوليو نتذكر قاعدة ثورية في الوطن العربي هي مصر عبد الناصر التي حملت على كاهلها هموم العرب وآمالهم ، فكانت بمثابة الضمير الحي ، والبوصلة التي تقود خطى الجماهير نحو التحرر والوحدة ، وهي التي استيقضت مع اول صيحة من صيحات ثورة يوليو سنة 1952 المنادية بالحرية ، لتتحول تلك القاعدة في ظرف وجيز الى قلعة للنضال العربي والافريقي ، ومركزا لاستقطاب كل القوى التقدمية التي تطمح الى الحرية والعدالة الاجتماعية.. وهو ما جعلها ايضا مركزا للاستهداف والهجوم المضاد من طرف القوى الرجعية ورموز الاقطاع ، والصهيونية العالمية وكل من فرنسا وبريطانا والولايات المتحدة .. وقد كانت سياسة الانحياز للشعب في الداخل ، وللشعوب المضطهدة في الخارج ، التي انتهجتها الثورة ، تمثل الخط الثوري الذي ميز مسيرتها ، و أعطاها القوة اللازمة لمواجهة خصومها ، والانتصار عليهم ، في محطات هامة متتالية .. فكان الإطاحة بحلف بغداد من جهة ، وبناء أول صرح للوحدة العربية بين مصر وسوريا من جهة ثانية ، فضلا عن النجاحات اللامحدودة في مجال التنمية و التأميم ، واسترجاع الحقوق المنهوبة في قناة السويس ، والشروع في بناء السد العالي وغيرها من النجاحات التي مثلت أهم الانتصارات على السياسات الاستعمارية في تلك المرحلة ..
وها هو شهر يوليو يعود الينا بذكرى اليمة فقدنا فيها رمزا كبيرا من رموز التيار القومي في تونس وهامة من هامات النضال الوطني والقومي ، هو الشهيد الرمز محمد البراهمي ، الذي اغتالته يد الغدر والتطرف المتحالفة مع رموز الفساد في تونس وخارجها ، بعد أن قامت بنفس العمل الاجرامي الشنيع قبل ستة اشهر من ذلك التاريخ مع الشهيد الرمز شكري بالعيد : الاول في 6 شباط / فيفري 2012 والثاني في 25 جويلية / يوليو من نفس السنة ، وسط تواطئ وخيانة من قبل وزارة الداخلية التي وصلها الاشعار المخابراتي ، لكن جهات مشبوهة تعمدت تجاهله تماما واخفائه عن المسؤولين ، وهي التي أشعرت من قبل بنوايا الاغتيال في الحادثة الاولى ، مما يعطي الاشعار الثاني صبغته الجدية كما هو مفترض بالنسبة لاي عاقل ومسؤول ، خاصة وان الشهيد البراهمي يمثل رمزا وطنيا باعتباره ممثلا للشعب داخل المؤسسة الشرعية الوحيدة المنتخبة في البلاد في تلك الفترة الانتقالية ، وهو المجلس التاسيسي ..
لم يكن الاغتيال مجرد استهداف لشخص الشهيد ، بل كان بالتأكيد يستهدف نهجا وفكرا حرا كانت تعصره وتفرزه باستمرار خلاياه العصبية النشيطة .. فظنوا انهم باستهداف الرأس من جسده تنطفئ الافكار .. !!
يا للخيبة لم يمت الشهيد .. ولم تمت الافكار .. !! والعزة لله والمؤمنين .. ( القدس عدد 185 ) .
نشرية القدس العدد 185 .
تحميل العدد 185 .
لقد كان
على مرّ السنين شهر يوليو محطة من المحطات القومية الشامخة ، ففيه تمر على الامة
العربية كل عام ذكرى مجيدة هي ذكرى 23 يوليو الخالدة ، بكل ما فيها من مضامين ثورية
، وارادة سياسية تحررية ، وطموح جارف للوحدة ، ومقاومة باسلة للاستعمار وأعوانه ،
وانتصار للفقراء والمهمشين الذين تجاهلتهم حكومات ، وراء حكومات .. ووعدتهم أحزاب وراء أحزاب .. ولم ينالوا من تلك الوعود
الا الخيبة واليأس الذي أصابهم على مدى عقود في ظل اللصوصية والنهب والاستكانة
للقوى الخارجية ..
في شهر يوليو نتذكر قاعدة ثورية في الوطن العربي هي مصر عبد الناصر التي حملت على كاهلها هموم العرب وآمالهم ، فكانت بمثابة الضمير الحي ، والبوصلة التي تقود خطى الجماهير نحو التحرر والوحدة ، وهي التي استيقضت مع اول صيحة من صيحات ثورة يوليو سنة 1952 المنادية بالحرية ، لتتحول تلك القاعدة في ظرف وجيز الى قلعة للنضال العربي والافريقي ، ومركزا لاستقطاب كل القوى التقدمية التي تطمح الى الحرية والعدالة الاجتماعية.. وهو ما جعلها ايضا مركزا للاستهداف والهجوم المضاد من طرف القوى الرجعية ورموز الاقطاع ، والصهيونية العالمية وكل من فرنسا وبريطانا والولايات المتحدة .. وقد كانت سياسة الانحياز للشعب في الداخل ، وللشعوب المضطهدة في الخارج ، التي انتهجتها الثورة ، تمثل الخط الثوري الذي ميز مسيرتها ، و أعطاها القوة اللازمة لمواجهة خصومها ، والانتصار عليهم ، في محطات هامة متتالية .. فكان الإطاحة بحلف بغداد من جهة ، وبناء أول صرح للوحدة العربية بين مصر وسوريا من جهة ثانية ، فضلا عن النجاحات اللامحدودة في مجال التنمية و التأميم ، واسترجاع الحقوق المنهوبة في قناة السويس ، والشروع في بناء السد العالي وغيرها من النجاحات التي مثلت أهم الانتصارات على السياسات الاستعمارية في تلك المرحلة ..
وها هو شهر يوليو يعود الينا بذكرى اليمة فقدنا فيها رمزا كبيرا من رموز التيار القومي في تونس وهامة من هامات النضال الوطني والقومي ، هو الشهيد الرمز محمد البراهمي ، الذي اغتالته يد الغدر والتطرف المتحالفة مع رموز الفساد في تونس وخارجها ، بعد أن قامت بنفس العمل الاجرامي الشنيع قبل ستة اشهر من ذلك التاريخ مع الشهيد الرمز شكري بالعيد : الاول في 6 شباط / فيفري 2012 والثاني في 25 جويلية / يوليو من نفس السنة ، وسط تواطئ وخيانة من قبل وزارة الداخلية التي وصلها الاشعار المخابراتي ، لكن جهات مشبوهة تعمدت تجاهله تماما واخفائه عن المسؤولين ، وهي التي أشعرت من قبل بنوايا الاغتيال في الحادثة الاولى ، مما يعطي الاشعار الثاني صبغته الجدية كما هو مفترض بالنسبة لاي عاقل ومسؤول ، خاصة وان الشهيد البراهمي يمثل رمزا وطنيا باعتباره ممثلا للشعب داخل المؤسسة الشرعية الوحيدة المنتخبة في البلاد في تلك الفترة الانتقالية ، وهو المجلس التاسيسي ..
في شهر يوليو نتذكر قاعدة ثورية في الوطن العربي هي مصر عبد الناصر التي حملت على كاهلها هموم العرب وآمالهم ، فكانت بمثابة الضمير الحي ، والبوصلة التي تقود خطى الجماهير نحو التحرر والوحدة ، وهي التي استيقضت مع اول صيحة من صيحات ثورة يوليو سنة 1952 المنادية بالحرية ، لتتحول تلك القاعدة في ظرف وجيز الى قلعة للنضال العربي والافريقي ، ومركزا لاستقطاب كل القوى التقدمية التي تطمح الى الحرية والعدالة الاجتماعية.. وهو ما جعلها ايضا مركزا للاستهداف والهجوم المضاد من طرف القوى الرجعية ورموز الاقطاع ، والصهيونية العالمية وكل من فرنسا وبريطانا والولايات المتحدة .. وقد كانت سياسة الانحياز للشعب في الداخل ، وللشعوب المضطهدة في الخارج ، التي انتهجتها الثورة ، تمثل الخط الثوري الذي ميز مسيرتها ، و أعطاها القوة اللازمة لمواجهة خصومها ، والانتصار عليهم ، في محطات هامة متتالية .. فكان الإطاحة بحلف بغداد من جهة ، وبناء أول صرح للوحدة العربية بين مصر وسوريا من جهة ثانية ، فضلا عن النجاحات اللامحدودة في مجال التنمية و التأميم ، واسترجاع الحقوق المنهوبة في قناة السويس ، والشروع في بناء السد العالي وغيرها من النجاحات التي مثلت أهم الانتصارات على السياسات الاستعمارية في تلك المرحلة ..
وها هو شهر يوليو يعود الينا بذكرى اليمة فقدنا فيها رمزا كبيرا من رموز التيار القومي في تونس وهامة من هامات النضال الوطني والقومي ، هو الشهيد الرمز محمد البراهمي ، الذي اغتالته يد الغدر والتطرف المتحالفة مع رموز الفساد في تونس وخارجها ، بعد أن قامت بنفس العمل الاجرامي الشنيع قبل ستة اشهر من ذلك التاريخ مع الشهيد الرمز شكري بالعيد : الاول في 6 شباط / فيفري 2012 والثاني في 25 جويلية / يوليو من نفس السنة ، وسط تواطئ وخيانة من قبل وزارة الداخلية التي وصلها الاشعار المخابراتي ، لكن جهات مشبوهة تعمدت تجاهله تماما واخفائه عن المسؤولين ، وهي التي أشعرت من قبل بنوايا الاغتيال في الحادثة الاولى ، مما يعطي الاشعار الثاني صبغته الجدية كما هو مفترض بالنسبة لاي عاقل ومسؤول ، خاصة وان الشهيد البراهمي يمثل رمزا وطنيا باعتباره ممثلا للشعب داخل المؤسسة الشرعية الوحيدة المنتخبة في البلاد في تلك الفترة الانتقالية ، وهو المجلس التاسيسي ..
لم يكن
الاغتيال مجرد استهداف لشخص الشهيد ، بل كان بالتأكيد يستهدف نهجا وفكرا حرا كانت
تعصره وتفرزه باستمرار خلاياه العصبية
النشيطة .. فظنوا انهم باستهداف الرأس من
جسده تنطفئ الافكار .. !!
يا للخيبة لم يمت الشهيد .. ولم تمت الافكار .. !!
والعزة لله والمؤمنين .. ( القدس ) .
* ثلاثة لا تعود : الكلمة اذا خرجت ، والسهم اذا انطلق ، والزمن اذا مضى ..
* الطيبة ليست غباء ، وانما هي نعمة فقدها الأغبياء ..أمس اتصلت بالامل
قلت له : هل ممكن أن يخرج العطر لنا
من الفسيخ والبصل ..؟
قال : اجل ..
قلت : وهل يمكن ان تشعل النار بالبلل ..؟؟
قال : أجل ..
قلت : وهل من الحنضل يمكن تقطير العسل ..؟؟
قال اجل ..
قلت وهل يمكن وضع الارص في جيب زحل ؟؟
قال نعم ، بلى ، أجل ..
قلت اذن حكام العرب سيشعرون يوما بالخجل ..
قال : تعالى ابصق على وجهي
اذا هذا حصل .. !!
( أحمد مطر ) .
الأستاذ : ما
رأيكم في أسئلة الامتحان ..؟
التلميذ : كل
الأسئلة سهلة جدا ، ما عدا الأجوبة ، كانت صعبة
.. !!
إحياء الفكرة .. لا الذكرى فقط ..!
صبحي غندور.
جميل أن يتذكّر العرب
مناسبات عزيزة في تاريخهم المعاصر، وفي مقدمة تلك المناسبات " ثورة 23
يوليو" في مصر التي قادها جمال عبد الناصر في العام 1952، بل هو حقّ لهذه
الثورة المجيدة وواجب على الأمّة أن تكرّم ذكراها في كل عام . لكن ألا يكون من
الأفضل تكريم هذه المناسبة بالتعامل معها كتجربة فكرية وسياسية هامة حدثت في قلب
الأمّة العربية ، وتحتاج إلى النظرة الموضوعية لها من الجيل المعاصر والاستفادة
مما أنجزته فكرياً على المستوى العربي عموماً!.
فميزة " ثورة 23
يوليو" أنّ ساحة حركتها وأهدافها كانت أكبر من حدود موقعها الجغرافي المصري،
كما أن قضاياها كانت تمتدّ لكلّ الساحة العربية ، ولمناطق أخرى أيضاً في إفريقيا
وآسيا.
إنّ "23 يوليو" بدأت ثورة مصرية ، ونضجت كثورة عربية ، ثمّ ارتدّت للأسف إلى حدودها المصرية بعد وفاة ناصر، وتعرّضت إلى محاولات تقليص إنجازاتها وآثارها حتى داخل مصر نفسها .
إنّ "23 يوليو" أحدثت تغييراتٍ جذريةً في المجتمع المصري ونظامه السياسي والاقتصادي والعلاقات الاجتماعية بين أبنائه ، وكانت أيضاً ثورة استقلالٍ وطني ضدّ احتلالٍ أجنبيٍّ مهيمن لعقودٍ طويلة (الاحتلال البريطاني لمصر)، ثمّ كانت أيضاً قاعدة دعمٍ لحركات تحرّرٍ وطني في عموم الدول النامية، كما كانت كذلك مركز الدعوة والعمل لتحرّر وتوحّد البلاد العربية ولبناء سياسة عدم الانحياز ورفض الأحلاف الدولية في زمن صراعات الدول الكبرى وقمّة الحرب الباردة بين الشرق والغرب . لكن انجازات التجربة الثورية الناصرية كانت أكبر بكثير من حجم أداة التغيير العسكرية التي بدأت بها التجربة ، وهي مجموعة " الضباط الأحرار" في الجيش المصري . كذلك ، فإنّ الأهداف التي عملت من أجلها طوال عقدين من الزمن تقريباً ، إي إلى حين وفاة جمال عبد الناصر عام 1970، كانت أيضاً أوسع وأشمل بكثير من " المبادئ الستّة" التي أعلنها " الضباط الأحرار" عام 1952، فهذه "المبادئ " جميعها كانت " مصرية " .
إنّ "23 يوليو" بدأت ثورة مصرية ، ونضجت كثورة عربية ، ثمّ ارتدّت للأسف إلى حدودها المصرية بعد وفاة ناصر، وتعرّضت إلى محاولات تقليص إنجازاتها وآثارها حتى داخل مصر نفسها .
إنّ "23 يوليو" أحدثت تغييراتٍ جذريةً في المجتمع المصري ونظامه السياسي والاقتصادي والعلاقات الاجتماعية بين أبنائه ، وكانت أيضاً ثورة استقلالٍ وطني ضدّ احتلالٍ أجنبيٍّ مهيمن لعقودٍ طويلة (الاحتلال البريطاني لمصر)، ثمّ كانت أيضاً قاعدة دعمٍ لحركات تحرّرٍ وطني في عموم الدول النامية، كما كانت كذلك مركز الدعوة والعمل لتحرّر وتوحّد البلاد العربية ولبناء سياسة عدم الانحياز ورفض الأحلاف الدولية في زمن صراعات الدول الكبرى وقمّة الحرب الباردة بين الشرق والغرب . لكن انجازات التجربة الثورية الناصرية كانت أكبر بكثير من حجم أداة التغيير العسكرية التي بدأت بها التجربة ، وهي مجموعة " الضباط الأحرار" في الجيش المصري . كذلك ، فإنّ الأهداف التي عملت من أجلها طوال عقدين من الزمن تقريباً ، إي إلى حين وفاة جمال عبد الناصر عام 1970، كانت أيضاً أوسع وأشمل بكثير من " المبادئ الستّة" التي أعلنها " الضباط الأحرار" عام 1952، فهذه "المبادئ " جميعها كانت " مصرية " .
وقد كان لضيق أفق
أداة الثورة (الضباط الأحرار) ولمحدودية ( المبادئ الستّة) مقابل سعة شعبية
القيادة الناصرية وشمولية حركتها وأهدافها لعموم المنطقة العربية ودول العالم
الثالث ، تأثيراً كبيراً يفسّر حجم الانتكاسات التي حدثت رغم عظمة الإنجازات .
لذلك ، تتأكّد الحاجة
الآن لقراءة جديدة لهذه التجربة الهامة في التاريخ العربي المعاصر، لا التعامل
معها وكأنها مجرد ماضٍ انتهى بالنسبة للبعض ، أو أنها ما زالت بكل تفاصيلها صالحة
للنسخ من جديد ، كما هو حال رؤيتها لدى البعض الآخر .
إنّ جمال عبد الناصر
كان يقف على أرضٍ فكرية محسوم فيها جانب الإيمان الديني والجانب القومي ، وما فيه
من تأكيدٍ للهوية العربية . وكانت قضايا الحرية والعدالة والاستقلال والتحرر
الوطني والقومي هي أبرز الأهداف والغايات التي عمل جاهداً من أجلها . وقد ارتبطت
هذه الغايات لدى عبد الناصر بنبذ العنف كوسيلة للتغيير الإجتماعي أو السياسي أو
للعمل الوحدوي القومي، وبالاستناد إلى مفهوم عبد الناصر لهوية مصر وللدوائر الثلاث
التي تنتمي اليها : العربية والإفريقية والإسلامية ، وبحالٍ من التفاعل والتكامل
بين الوطنية والعروبة والانتماء الحضاري الإسلامي.
لكن الخلاصات الفكرية
والسياسية لهذه التجربة ، خاصّةً في العقد الثاني من عمرها ، هي التي بحاجةٍ الآن
إلى التأكيد عليها.
وقد ظهرت هذه الأمور الفكرية والاستراتيجية في أكثر من
فترة خلال مراحل تطوّر التجربة الناصرية ، لكن نضوجها وتكاملها ظهر واضحاً في السنوات
الثلاث الأخيرة من حياة عبد الناصر، أي ما بين عامي 1967 و 1970 . ويمكن تلخيص هذه الأسس الفكرية والاستراتيجية للتجربة الناصرية بأنها كانت تقوم على الدعوة إلى الحرّية ، بمفهومها الشامل لحرّية الوطن ولحرّية المواطن ، وبأنّ المواطنة الحرّة لا تتحقّق في بلدٍ مستعبَد أو محتَل أو مسيطَر عليه من الخارج . كذلك ، فإنّ التحرّر من الاحتلال لا يكفي دون ضمانات الحرية للمواطن ، وهي تكون على وجهين : " الوجه السياسي" الذي يتطلّب بناء مجتمعٍ ديمقراطي سليم تتحقّق فيه المشاركة الشعبية في الحكم ، وتتوفّر فيه حرية الفكر والمعتقد والتعبير، وتسود فيه الرقابة الشعبية وسلطة القضاء ، ثم " الوجه الاجتماعي" الذي يتطلّب بناء عدالةٍ اجتماعيةٍ تقوم على تعزيز الإنتاج الوطني وتوفير فرص العمل وكسر احتكار التعليم والاقتصاد والتجارة ، كما يتطلّب أيضاً تحقيق المساواة بين جميع المواطنين بغضّ النظر عن خصوصياتهم الدينية أو العرقية ، والعمل لتعزيز الوحدة الوطنية الشعبية التي بدونها ينهار المجتمع ولا تتحقّق الحرية السياسية أو العدالة الاجتماعية أو التحرّر من الهيمنة الخارجية.
كل ذلك في إطار
اعتماد مفهوم الانتماء المتعدّد للوطن ضمن الهويّة الواحدة له . فمصر تنتمي إلى
دوائرَ أفريقية وإسلامية ومتوسطيّة ، لكن مصر - مثلها مثل أيّّ بلدٍ عربيٍّ آخر-
ذات هويّة عربية وتشترك في الانتماء مع سائر البلاد العربية الأخرى إلى أمّةٍ
عربيةٍ ذات ثقافةٍ واحدة ومضمونٍ حضاريٍّ تاريخي مشترك.
لكن تبعاً لخلاصات
التجربة الناصرية فإن الطريق إلى التكامل العربي أو الاتحاد بين البلدان العربية
لا يتحقّق من خلال الفرض أو القوّة بل (كما قال ناصر) " إنّ اشتراط الدعوة
السلمية واشتراط الإجماع الشعبي ليس مجرّد تمسّك بأسلوبٍ مثالي في العمل الوطني ،
وإنّما هو فوق ذلك ، ومعه ، ضرورة لازمة
للحفاظ على الوحدة الوطنية للشعوب العربية "
.
كذلك ، وضع جمال عبد
الناصر منهاجاً واضحاً على صعيد مواجهة التحدّي الصهيوني ، خاصّةً بعد حرب عام
1967، يقوم على بناء جبهةٍ داخليةٍ متينة لا تستنزفها صراعات طائفية أو عرقية ولا
تلهيها معارك فئوية ثانوية ، ويقوم أيضاً على وقف الصراعات العربية / العربية ،
وبناء تضامنٍ عربي فعّال يضع الخطوط الحمراء لمنع انزلاق أيّ طرفٍ عربي في تسويةٍ
ناقصة ومنفردة ، كما يؤمّن هذا التضامن العربي الدعم السياسي والمالي والعسكري
اللازم في معارك المواجهة مع العدوّ الإسرائيلي .
هذه الخلاصات الفكرية والسياسية هي ما تحتاجه
الأمّة العربية في مواجهة تحدياتها الراهنة ، ومن أجل مستقبل أفضل لأوطانها
وشعوبها . وهي أفكار وسياسات سارت عليها تجربة " ثورة يوليو" ونجحت في
تأصيلها ، لكن المسيرة توقفت ، وانحرفت أحياناً ، بعدما غاب قائدها ...
نداء عبد الناصر الذي أرعب أمريكا
.. !!
د.هدى عبد الناصر .
فى
عام 1960 وخلال رئاسة الرئيس الراحل جون كيندي
للولايات المتحدة الأمريكية حدثت حادثة لم تستغرق أكثر من ست وثلاثين ساعة من
بدايتها حتى انتهائها فقد قام اللوبي الصهيوني بمدينة ” نيويورك ” بالتأثير على
نقابة عمال الشحن والتفريغ بميناء المدينة ليقاطعوا شحن وتفريغ السفن المصرية في
الميناء للضغط على مصر حتى تقبل الصلح مع إسرائيل وتكف عن شحن العالم الثالث وكتلة
عدم الانحياز ضد الكيان الصهيوني الغاصب واقتنعت النقابة التي كان يسيطر عليها
اليهود بمنطقـهم وأصدروا قرارهم .
وفي
اليوم التالي مباشرة وصلت سفينة شحن مصرية تسمى ” كليوباترا ” إلى الميناء تحمل
شحنة من الغزل والمنسوجات والملابس الجاهزة ، على أن تعود إلى مصر محملة بثلاثين
ألف طن من القمح الأمريكي الذي كنا نسدد ثمنه بالعملة المصرية طبقاً للقانون 480 ،
وقد خطط الصهاينة توقيت المقاطعة بحيث يصنع أزمة في رغيف الخبز في مصر ، فلما علم
ربان السفينة بالأمر اتصل بقنصل مصر في نيويورك ، ووفدها في الأمم المتحدة الذي أبلغ وزير
الخارجية في مصر الدكتور محمود فوزي ، فاتصل بدوره بالرئيس جمال عبد الناصر ليبلغه
بما حدث من رفض العمال تفريغ السفينة وشحنها بالقمح الذي يجب أن يصل إلى مصر خلال
أسبوعين على الأكثر ..
توجه عبد الناصر إلى مبنى الإذاعة المصرية بعد
ظهر ذلك اليوم وتحدث لخمس دقائق فقط روى
فيها بإيجاز ما حدث في ميناء نيويورك وطلب فيها من اتحاد عمال الموانئ العرب بالرد
السريع ..
وفي خلال ثلاث ساعات فقط كانت هناك ثمانون سفينة أمريكية
تمّت مقاطعة شحنها وتفريغها في الموانئ العربية من طنجة حتى البصرة ، وتضامن جميع
عمال المواني العرب حتى في الدول التي كانت مختلفة سياسياً مع عبد الناصر ، فلم
تتمكن نظمها الحاكمة من إلزام العمال بعدم المقاطعة مما اضطر الرئيس كيندي أن يأمر
الجيش الأمريكي بتفريغ وشحن السفينة المصرية بشهادة صحيفة نيويورك تايمز في 15 / 4
/ 1960
.صيحات التجديد الديني (9) .
د.رفعت السعيد .
ولعل أبرز المتناقضات الفكرية عند الأفغانى قد أتت بمناسبة إصداره
كتابه الشهير " الرد على الدهريين" وقد أصدره كرد على
خطاب أتاه من مولوى محمد واصل مدرس الفنون الرياضية فى مدرسة الأعزة بمدينة حيدر
أباد من بلاد الهند قال فيه : " يقرع آذاننا هذه الأيام صوت نيتشر [ يقصد النشأة الطبيعية للكون] ويصل إلينا من جميع الأقطار الهندية ، ولقد
سألت كثيراً ما هى حقيقة النيتشرية وهل هى طريقة تنافى أصول الدين؟ ولكن لم يفدنى
أحد ولهذا ألتمس من جنابكم أن تشرحوا حقيقة النيتشرية والنتشريين بتفصيل ينفع
ويشفى العله والسلام " [عبد القادر المغربى – جمال الدين الأفغانى – سلسلة اقرأ – ص 72 ] ..
ولم يكن الأفغانى على معرفة باللغات الأجنبية
، ولم يكن من ذلك الصنف الذى يقول لا أعلم ، ومع ذلك ألف كتاباً شن فيه هجوماً
عاصفاً عن من أسماهم الدهريين ، وقال " النيتشر اسم للطبيعة ، وطريقة النيتشر
هى الطريقة الدهرية ، ومقصد أرباب هذه الطريقة هو محو الأديان ، ووضع أساس الإباحة
والاشتراك فى الأموال والأبضاع بين الناس عامة. وأينما ذهب ذاهب فى غور مقاصد
الآخذين بهذه الطريقة تجلى له أنه لا نتيجة لمقدماتهم سوى فساد المدنية ، وانتقاض
بناء الهيئة الاجتماعية الإنسانية " [جمال الدين الافغانى – الرد على
الدهريين – ترجمة محمد عبده وعارف أبو تراب – الطبعة الرابعة (1914)] ويمضى
الأفغانى "واسم الطبيعة فى اللغة الفرنساوية ناتور وفى الإنجليزية نيتشر
وتسمى هذه الطائفة عند العرب بالطبيعيين ، وعند الفرنسيين نتوراليسم أو
ماتيرياليسم الأولى من حيث هى طبيعية والثانية من حيث هى مادية. وقد يُظهر
الماديون أنفسهم فى أوقات بدعوى السعى فى تطهير الأذهان من الخرافات وتنوير العقول
بحقائق المعلومات ، وتارة أخرى يتمثلون فى صورة محبى الفقراء وحماة الضعفاء وطلاب
خير للمساكين ولكن وكيفما ظهروا كانوا صدمة على أبناء قومهم يميتون القلوب الحية
بأقوالهم وينفثون السم فى الأرواح بآرائهم " ..
وبعدها يتوجه الأفغانى إلى نظرية داروين قائلاً "ورأس القائلين
بهذا داروين وقد ألف كتاباً فى بيان أن الإنسان كان قرداً ثم عرض له التنقيح
والتهذيب فى صورته تدريجياً على تتالى العصور المتطاولة وبتأثير الفواعل الطبيعية
الخارجية ، وعلى رأى داروين هذا يمكن للبرغوث أن يصير فيلا بمرور القرون وأن ينقلب
الفيل برغوثاً " ثم ينحنى ليهاجم السوسياليست [ الاشتراكيين ] فيقول: وهى طائفة تسعى لتقرير
الاشتراك فى المشتهيات ومحو حدود الامتياز حتى لا يعلو أحد على أحد ثم هو يهاجم
الثورة الفرنسية والأضاليل التى بثها الدهريان ووليتر [فولتير] وروسو والتى أضرمت
نار الثورة الفرنسية وفرقت أهواء الأمة وأفسدت أخلاق الكثيرين" .. ثم يكون
الموقف النقيض فى كتاب "
خاطرات جمال الدين " ويبدأه قائلاً : " وإذا سلمت فى
كتابة خاطراتى هذه من خطر الطاغية وطواغيته فستصادف من أهل الجمود عنتاً وقلباً
للحقائق" .. ويقول أيضا : " سئلت عن قول المعرى والذى حارت البرية
فيه "حيوان مستحدث من جماد" وهل كان يقصد ما عناه داروين بنظرية النشوء
والارتقاء ؟ ولا أغالى ولا أبالغ إذا قلت ليس على سطح الأرض شيء جديد بالجوهر
ومقصد أبو العلاء هو نظرية النشوء والارتقاء وقد اهتدى داروين بما قاله علماء
العرب قبله إذ قال أبو بكر بن بشرون فى رسالته لأبى السمع : إن التراب يستحيل
نباتاً والنبات يستحيل حيواناً ، وإن أرفع المواليد هو الإنسان آخر الاستحالات ..
فالسابق فى هذا القول علماء العرب وليس داروين مع الاعتراف بفضل الرجل وثباته على
تبعاته وخدمته للتاريخ الطبيعى، وإن خالفته وخالفت أنصاره فى مسألة نسمة الحياة " [ الخاطرات] ..
وقد امتدح الأفغانى شبلى شميل بسبب كتابه "شرح
رسائل بوخنر على نظرية النشوء والارتقاء"، وامتدح "جرأته على بث ما
يعتقده من الحكمة وعدم تهيبه من سخط الجموع [جمال الدين الأفغانى – خاطرات جمال
الدين الحسينى – أملاه على محمد باشا المخزومى – بيروت (1931)] كما أنه امتدح الثورة
الفرنسية متحدثاً عن أمجادها وأثنى على الاشتراكية مؤكداً أن أول من نادى بها هم
الخلفاء الراشدين ، وأنها تعطى حقاً مطلوباً للشعب العامل ...
الصهيونية في العقل العربي (2) .
د. عصمت سيف الدولة .
ما الصهيونية :
في البدء كانت الصهيونية نظرية ، اصبحت استراتيجية بالعناصر الثلاثة لكل استراتيجية : التنظيم- الخطة- الهدف. ثم اصبحت الصهيونية مواقف وحركة ومعارك تكتيكية. ولا يعني - قولنا ان الصهيونية كانت ثم اصبحت انها قد انتقلت من مرحلة انقضت الى مرحلة جديدة ، بل يعني انها قد نمت واضيف الى مضمونها الفكري مضمون استراتيجي ثم مضامين تكتيكية. فهي نظرية على المستوى الفكري . وهي تنظيم ذو خطط وأهداف محددة على المستوى الاستراتيجي وهي حركة جزئية أو مرحلية، فكرية أو عملية، فردية أو جماعية. على المستوى التكتيكي، وكلها صهيونية.
ويكون من المفيد لنا ، نحن العرب حين نتحدث عن الصهيونية أو نستمع الى حديث
عنها ، حين نواجهنا أو تواجهنا. أن نعرف ونحدد المستوى الصهيوني الذي يدور عليه
الحديث أو تجري عليه المواجهة. قلت مفيدا، واقول انه حيوي . اعني ان هذه المعرفة
بمستويات الصهيونية، والاستفادة بها مسألة حياة أو موت بالنسبة الينا نحن العرب.
بحيث ان أي خلط أو خطأ ، أي جهل أو تجاهل، لمستويات الصهيونية قد يؤدي- في صراعنا
معها- الى هزيمتنا هزيمة لا نعرف كيف وقعت. وافدح الهزائم واكثرها تدميرا هى التي
لا يعرف المهزوم فيها كيف وقعت .
ترجع هذه الحيوية الى سببين متكاملين :
ترجع هذه الحيوية الى سببين متكاملين :
السبب الاول : ان مستويات الصهيونية ، مثل
مستويات أية حركة سياسية أخرى ، يحكم بعضها بعضا ويحدده. فالنظرية هي المبدأ
والمقياس الثابت . فهي تحكم الاستراتيجية وتحددها.. بمعنى ان الاستراتيجية ، مهما
تعدلت خططها . أو حتى تغيرت، لا تستطيع أن تفلت " من اطار النظرية، وستبقى
غايتها دائما تحقيق الهدف الذي حددته تلك النظرية. ثم ان الموا قف الفكرية او
الحركية، الجزئية أو المرحلية، الفردية أو الجماعية. السلمية أو العنيفة، التي تقع
على مستوى التكتيك تكون- محكومة بالاستراتيجية طبقا لهذا يكون من الحيوي بالنسبة
إلينا ، حين نتحدث عن الصهيونية أو حين نواجهها أن نميز بين تلك المستويات
الثلاثة، ثم نتعرف أين يقع الحديث أو المواجهة منها، ثم أن نكتشف، بالرغم من كل
تمويه، حقيقة الموقف التكتيكي برده إلى الخطة الاستراتيجية لنعرف على أي وجه
يخدمها . ثم نراقب الاستراتيجبة وننتبه الى ما قد يصيبها من تغيرات لا بد لها من
أن تكون اكثر ملاءمة، عند اصحابها، لتحقيق الهدف. فاذا غم علينا الامر رددناه الى
النظرية.. اذ هي المصدر الاول لكل حركة والمقياس الاخير لكل موقف.
السبب الثاني
: ان
مستويات الصهيونية، مثل مستويات أية حركة سياسية أخرى ، تتراكم وتتراكم متجهة من
الفكر المجرد الى الواقع العيني . من النظرية الى الاستراتيجية الى التكتيك حيث
تدور المعارك الفعلية متنوعة المضمون متنوعة القوى متنوعة الاسلحة. ولكن خط
الانتصار، أو الهزيمة يتجه- بالعكس- من الواقع العيني الى الفكر المجرد. يتم النصر
أو الهزيمة على المستوى التكتيكي، وبتراكمه تهزم الاستراتيجية أو تنتصر، ولكن
النصر النهائي، أو الهزيمة، لا تتم الا بهزيمة النظرية ذاتها، أي حين لا تجد أحدا
يقتنع بها وينطلق منها الى استراتيجية جديدة، أو بانتصار النظرية ذاتها حين يتمكن
الطرف المنتصر تكتيكيا واستراتيجيا من صياغة الواقع طبقا لنظريته. وبناء على هذا
يكون من الاخطاء القاتلة لاي طرف أن يحسب النصر التكتيكي نصرأ استراتيجيا أو يحسب
النصر الاستراتيجي حسما نهائيا للصراع وبالعكس ان يعتبر الهزيمة التكتيكية هزيمة
استراتيجية أو يعتبر الهزيمة الاستراتيجية حسما نهائيا للصراع .
في عام 1967 أدرك جمال عبد الناصر مستوى الهزيمة بالرغم من جسامتها، وقدم
مثالا رائعا للقائد الذي يعرف طبيعة المعارك التي يخوضها، فبعد. شهرين فقط من
الهزيمة الجسيمة رفع شعار"ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة " وشعار
" لا مفاوضة ، لا صلح ، لا اعتراف " . وفي العام ذاته سئل وزير خارجية
الصهاينة، ابا ايبان ، عما كانت الصهيونية ستفعل لو نجح العرب في تدمير اسرائيل
فقال : كنا سنبدأ من جديد لاقامة دولة اسرائيل . وكان كلاهما يعبران عن السمة التكتيكية
للنصر الصهيوني و الهزيمة العربية عام 1967.
الصهيونية نظرية :
الصهيونية نظرية في القومية. تقول : ان اليهود أمة. ولا بد أن ننتبه الى هذا المفهوم الصهيوني للامة والقوية، أولاً : لان معرفته معرفة واضحة هي الضابط النهائي للمواقف الصحيحة من الصراع العربي الصهيوني . وثانيا لأن مشكلة الامة والقومية مشكلة قائمة في الوطن العربي على المستويين الفكري والحركي . أي اننا - على وجه ـ
نستعمل في حديثنا عن الامة العربية ومستقبلها ذات الالفاظ التي يستعملها
الصهاينة عن الامة اليهودية ومس تقبلها . وقد يؤدي هذا الى أن
تختلط في اذهاننا المفاهيم فنتصور أن لنا ولهم نظرية واحدة في الامة والقومية .
اليهود ية دين كما نعلم . واليهود هم من يؤمنون بذلك الدين . ولما كان الايمان بالدين ، أي دين ، لايتوقف على الجنس أو اللون أو اللغة أو الانتماء الاجتماعي ، فهو انتماء مفتوح لكل من يؤمن، فاننا نستطيع ان نتبين بسهولة أن اليهود، لمجرد انهم يهود، لا يكونون أمة. والـوا قع انه لا توجد في التراث العالمي كله، على كثرة ما فيه من نظريات في الامة والقومية، نظرية تقول أن اليهود أمة الا النظرية الصهيونية . فالامة في الصهيونية لا تحتاج في تكوينها التاريخي الى وحدة الدم أو الجنس أو اللغة أو الارض أو الحياة الا قتصادية.. بل يكفي لتكوين الامة الانتماء
اليهود ية دين كما نعلم . واليهود هم من يؤمنون بذلك الدين . ولما كان الايمان بالدين ، أي دين ، لايتوقف على الجنس أو اللون أو اللغة أو الانتماء الاجتماعي ، فهو انتماء مفتوح لكل من يؤمن، فاننا نستطيع ان نتبين بسهولة أن اليهود، لمجرد انهم يهود، لا يكونون أمة. والـوا قع انه لا توجد في التراث العالمي كله، على كثرة ما فيه من نظريات في الامة والقومية، نظرية تقول أن اليهود أمة الا النظرية الصهيونية . فالامة في الصهيونية لا تحتاج في تكوينها التاريخي الى وحدة الدم أو الجنس أو اللغة أو الارض أو الحياة الا قتصادية.. بل يكفي لتكوين الامة الانتماء
الديني وما يولده من قرابة روحية تميز بين اليهود وبين غيرهم من الأمم .
وتختلف هذه النظرية اختلافا أساسيا عن مفهوم الامة والقومية في الفكر العربي
الحديث. حيث الامة " مجتمع ذو حضارة متميزة من شعب معين مستقر على أرض معينة
خاصة ومشتركة تكون نتيجة تطور تاريخي مشترك ". ويدخل في هذا التعريف كل ما
تعلمناه من مميزات الامة كاللغة أو الثقافة أو الدين- فتلك عناصر التكوين الحضاري
وهي تختلف من أمة الى أمة تبعا لظروف التطور التاريخي الذي كوّنها. أما عن المصالح
الاقتصادية المشتركة فهي متوافرة في كل مجتمع حتى لو لم يكن أمة. وأما الحالة
النفسية المشتركة والولاء المشترك... الخ . فتلك معبرات في الافراد عن وعيهم
الانتماء الى أمة قائمة، ولكن الوجود القومي، الامة، لا يتوقف عليها على أي حال
فان الفارق الاساسي بين النظرية الصهيونية والنظرية العربية في الامة هو الاختصاص
بالارض والتفاعل معها حضاريا.
الصهيونية استراتيجية:
للاستراتيجية عناصر ثلاثة : الاداة ـ الخطة - الهدف .
(1) أما الاداة الصهيونية، فهي المنظمة الصهيونية، وليس مؤسستها السياسية المسماة اسرائيل كما قد يتبادر الى الذهن . الصهيونية منظمة هي التي جمعت الصهاينة وحشدت جهودهم من أجل هدفها. وهي التي بدأت بالغزو السلمي قبل 1948 لارض فلسطين في شكل الهجرة وشراء الاراضي، وهي التي عبأت ودربت وسلحت قواها استعدادا للغزو المسلح . وهي التي غزت ثم اقامت دولة اسرائيل على قطعة محدودة من الارض العربية . وهي التي تقف وراء اسرائيل وتستخدمها كقاعدة انطلاق الى دولة اسرائيل الكبرى التي تمثل هدفها النهائي . ومن هنا ندرك ، أو ينبغي أن ندرك، ان القول الفصل في مصير الصراع العربي الصهيوني ليس ما تقوله أو تفعله أو تقبله اسرائيل القائمة، بل ما تقوله أو تفعله أو تقبله الصهيونية المنظمة على المستوى العالمي. والواقع ان اسرائيل ليست الا المشروع المصغر للهدف الصهيوني . وهي لا تمثل، من بين ادوات الغزو الصهيوني، اخطرها وا قواها تأثيرا، فيجاورها، ووراءها، واقوى منها أثرا تلك القوى العالمية التي عبأتها الصهيونية المنظمة من دول وجماعات وأفراد وأفكار وأموال واعلام لتدعم قوة اسرائيل، ثم تمد لها الارض العربية حتى تتقدم عليها بأقل خسائر ممكنة.. وقد تجنح حكومة في اسرائيل الى السلام، وقد تقبل التخلي عن التوسع، ولكن هذا لن يكون، عند المنظمة الصهيونية، الا استسلاما أو خيانة من حكام الدولة القاعدة ، ولن تلبث الصهيونية أن تغير من تشكيل الحكم في دولتها الصغرى لتستأنف مسيرتها الى دولتها الكبرى .
(2) أما الخطة الاستراتيجية الصهيونية فتتميز أساسا بأنها عدوانية. ذلك لانها،
بحكم الفارق بين منشأ القوة وهدفها، لا بد لها من أن تكون هجومية. قد تقف اسرائيل
موقفا دفاعيا. وقد تتقهقر ولكن هذا لن يكون الا موقفا تكتيكيا في معركة تكتيكية في
نطاق استراتيجية هجومية عدوانية اصلا. وهو ما يعني تماما انه بعد أي توقف أو تقهقر
لا يملك الصهاينة، وأداتهم اسرائيل ، الا أن يعودوا الى الهجوم الى أن يتحقق هدفهم
الاستراتيجي أو الى ان تهزم الصهيونية نهائيا . فهي اذن استراتيجية هجومية عدوانية
. هجومية منسوبة الى الصهاينة. عدوانية منسوبة الينا نحن العرب .
(3) أما الهدف، فقد حددته النظرية على
وجه لا يستطيع أي صهيوني أن يحيد عنه أو يتوقف دونه ويبقى صهيونيا. وتمكن صياغته
على الوجه الاتي : ما دام اليهود أمة فان من حقهم ان يفعلوا ما تفعل كل الامم، وأن
يعاملوا كما تعامل الامم . ومن حق الامم أن تقرر مصيرها بنفسها مستقلة عن أية أمم
أو شعوب أخرى . وهو ما يعني أن تكون لها دولتها القومية. والدولة لا تقوم الا من
شعب معين على أرض معينة. أما الشعب المعين فهو كل اليهود أيان كانوا من اطراف
الارض . عليهم أن يجتمعوا على أرض دولتهم . أما عن الارض المعينة، فهم يقرأون في
كتاب يسمونه التوراة، وهو كتاب ظهر لاول مرة في عهد الملك يوشا بعد" وفاة
موسى بن عمران بسبعة قرون كاملة
(سفر الملوك
الثاني- ا صحاح 22) . يقرأون " لنسلك أعطى هذه الارض من نهر مصر الى النهر
الكبير نهر الفرات " (سفر التكوين اصحاح 15 آية 18)0 الا انها ارضهم
تاريخيا؟.. لا. يقرأون وعد، " يهوه " لاسرائيل بان سيقوده : " الى
مدن عظيمة لم تبنها، وبيوت مملوءة كل خير لم تملأها، وآبار محفورة لم تحفرها،
وكروم زيتون لم تغرسها " (سفر التثنية- اصحاح 6- آية 11) . وماذا عن سكانها
واصحابها ..؟ يقرأون : " اني ادفع
الى ايديكم سكان الارض فتطردهم من امامك " ( سفر الخروج - اصحاح 23 آية 22 ) .
وهكذا نعرف ما يعرفه الصهيونيون، وهو أن هدفهم الاستراتيجي الاستيلاء على أرض عربية تمتد من نهر النيل الى نهر الفرات، واخلاؤها من سكانها ليقيم فيها يهود العالم كله دولتهم القومية .
وهكذا نعرف ما يعرفه الصهيونيون، وهو أن هدفهم الاستراتيجي الاستيلاء على أرض عربية تمتد من نهر النيل الى نهر الفرات، واخلاؤها من سكانها ليقيم فيها يهود العالم كله دولتهم القومية .
الصهيونية تكتيكا:
لا يمكن حصر المواقف والاساليب والمراحل التكتيكية
التي تترجم الخطط الاستراتيجية. ذلك لانه على المستوى التكتيكي تدور المعارك
الفعلية ويلتحم المتصارعون وتتعدد الاطراف المشتركة بحيث لا يستطيع أي طرف أن
ينفرد باتخاذ موقف تكتيكي غير متأثر بالموقف المضاد، ولا أن يستعمل سلاحا بعيدا عن
قياس مضائه على مضاء الاسلحة التي يواجهها. باختصار يمثل المستوى التكتيكي الميدان
المرن للمناورة وفيه تتجلى كفاءة المقاتلين ، لا في القتال فقط ، ولكن في المقدرة
على مواجهة المواقف الطارئة : والملاءمة بين حركاتهم وحركات القوى المضادة..
وتتوقف المقدرة الى حد كبير على الادراك الثابت للتناقض بين الخطط الاستراتيجية
للمتصارعين حتى يستطيع كل مقاتل أو مشترك . في الصراع أن يطور من اساليبه
التكتيكية بأقصى قدر من المرونة، ولكن بحيث لا تنتقل اساليبه من مجال خدمة
استراتيجيته الى مجال خدمة استراتيجية العدو . فيكون قد هزم نفسه.ومع ذلك فلا بأس من أن نقول ان حكماء صهيون قد اطلقوا حركة الصهيونية من أية قيود انسانية أو خلقية من اول القتل الى الكذب وقالوا يوصون أبناء صهيون : " اضربوهم وهم يضحكون، اسروقهم وهم لاهون ، قيدوا أرجلهم وأنتم راكبون ، ادخلوا بيوتهم واهدموها ، تسللوا إلى قلوبهم ومزقوها " .
وزراء حزب العدالة و التنمية في المغرب يركعون أمام الملك ، فعن أي
اسلام يتحدثون .. !!؟؟
إلى الشهيد محمد البراهمي ..د. محمود حمد سليمان .
أأَرثـيـكَ !؟ هـلْ يُرثـى الشـهيدُ المجاهدُ .... أمِ الجـرحُ
يـنـبـيـنا بأنـَّك عـائدُ ؟
وكيف يغيبُ الصقر عن وُكـُناته .... إذا الصقـرُ
مشـهـودٌ يـرى ويشاهـدُ !؟
نعـمْ يا أبا عـدنان إنـَّكَ في العـُلى .... فـبـشـراكَ..
قـرنُ الشـمـس تحتكَ راقـدُ
وبـشـْرى جـنان الـخـُلـد فـيكَ عــظـيـمة .... وأخـبـر
جـبـريـلٌ بأنـَّكَ خـالـدُ
وتـونـس مـن بعـد الـفـراق صـبورةٌ .... مـع
الـناصـريـيـن تـبـقـى تجـاهـدُ
تقدّم إلى الميدان.. "عدنانُ" حاضرٌ .... و" بلقيسُ " قد قامتْ وهبّتْ تساندُ
فـمِـن قـدر الأحـرار صـبـرٌ على الأذى .... فـنِعْـمَ هـما
: شـبْلان أنجـبَ والـدُ
ويا أمَّ عـدنان ٍ إلـيـكِ تحـية .... فـصـبراً عـلـى الـبـلوى .. إذِ الخـطـْبُ واقـدُ
هـي الـشـام تهـديكمْ جراحاً عـطـورَها .... وأجـنحة في
ظِـلّها الـحـبُّ سـائـدُ
فـفي الـشـام للتـكـْفـيـر أفـعـى وآلة .... وقـد أ ُشـْعـلتْ فـيها اللـظـى والمواقـدُ
كما تونس الخـضراء تـُكوى بفـتـنة .... قـدِ انـْسـاب فـيها مـال نـفـطٍ مـسـانـدُ
وقـد يـتـمادى الذئـب ظـلماً بغـدره .... ولـكـن لكَ
البـشـرى .. سـنبـقـى نعـاندُ
أواهٌ أبا عـدنان تـأ ْسـى مـنابـرٌ .... عــليكَ . وكـمْ تـبـكي
عـلـيْـكَ الـمـسـاجـدُ
وتـلـكَ مـياديـن سـتـبكي رجـالها .... وأيّ رجـال سـوف تـرثِي الـمـعاهـدُ !؟
تـقـدّمْ
إلـى الجـنـّات يا رجـلَ الهـدى .... فـحِـزبُـكَ مـوجـودٌ وشـعـبكَ واجـدُ ..
أديان العرب في الجاهلية .
عبد الغفور الخطيب .
كانت النصرانية في
ربيعة وغسّان وبعض قضاعة ، وكانت اليهودية في نمير وبني كنانة وبني الحرث بن كعب
وكِندة ، وكانت المجوسية في بني تميم منهم زرارة بن عدي وابنه علي وكان تزوج ابنته
ثم ندم ، ومنهم الأقرع بن حابس كان مجوسيا .
وكانت الزندقة في
قريش أخذوها من الجزيرة وكانت بنو حنيفة اتخذوا في الجاهلية صنما من تمر فعبدوه
دهراً، ثم أدركتهم مجاعة فأكلوه . وقد قيل : أن أول من غيّر الحنيفية عمرو بن لحي
أبو خزاعة ، وهو أنه رحل الى الشام فرأى العماليق يعبدون الأصنام ، فأعجبه ذلك ،
فقال : ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدونها ؟ قالوا : هذه أصنام نستمطرها فتمطرنا ،
ونستنصرها فتنصرنا . فقال: أعطوني منها صنماً أسير به الى
أرض العرب فيعبدونه ، فأعطوه صنماً يُقال له هُبَل ، فقدم به مكة فنصبه وأمر الناس
بعبادته وتعظيمه .
وقيل : إن أول ما
كانت عبادة الأحجار في بني إسماعيل ، وسبب ذلك أنهم لما ضاقت بهم مكة ظعنوا
(رحلوا) وكانت كل جماعة منهم ترحل تحمل معها حجراً من أحجار الكعبة تعظيماً لها ،
وحيثما نزلوا وضعوه وطافوا به كطوافهم بالكعبة ، وأفضى ذلك بهم الى أن عبدوا ما
استحسنوه من الحجارة . وكانت قريش قد اتخذت صنما على بئر في جوف الكعبة يقال له
(هبل) ، وأيضاً اتخذوا أسافاً ونائلة على موضع زمزم فينحرون عندها ويُطعمون .
وفي الاساطير يقال ان
أساف ونائلة رجلاً وامرأة ، فوقع أساف على
نائلة في الكعبة فمسخهما الله حجرين . واتخذت العرب الأصنام وانهمكوا على عبادتها
وكانت لقريش وبني كنانة ( العُزّى ) وكان حجابها بني شيبة . وكانت ( اللات ) لثقيف
بالطائف ، وكان حجابها بني مغيث من ثقيف . وكانت ( مناة ) للأوس والخزرج ومن دان
بدينهم .
أما يغوث ويعوق ونسر،
فقيل إنهم كانوا أسماء أولاد آدم عليه السلام ، وكانوا أتقياء عباداً فمات أحدهم
فحزنوا عليه حزناً شديداً ، فجاءهم الشيطان وحَسّن لهم أن يصوّروا صورته في قبلة
مسجدهم ليذكروه إذا أنظروه ، فكرهوا ذلك ، فقال : اجعلوه في مؤخر المسجد ، ففعلوا
وصوروه من نحاس ورصاص . ثم مات آخر، ففعلوا ذلك الى أن ماتوا جميعاً، فصورهم هناك ،
وأقام من بعدهم على ذلك الى أن تركوا الدين ، وحَسّن لهم الشيطان عبادة شيء غير
الله، فقالوا له: مَنْ نعبد؟ قال : آلهتكم المصورة في
مُصَلاكم فعبدوها .
وعندما بعث الله
نوحاً عليه السلام ، نهاهم عن عبادتها فقالوا: كما أخبر الله عنه { لا تذرّن
آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا } [نوح:23] . ولمّا عَمّ الطوفان الأرض طمها وعلى
عليها التراب زماناً طويلاً ، فأخرجها الشيطان لمُشركي العرب فعبدوها .
ذكر الواحدي في ( الوسيط ) أن ود كان على صورة رجل ،
وسواع على صورة امرأة ، ويغوث على صورة أسد ، ويعوق على صورة فَرَس ، ونَسرَا على
صورة نسر، والله تعالى أعلم أي ذلك كان ..
ان الرجعية تملك
وسائل المقاومة ، تملك سلطة الدولة ، فاذا انتزعت منها ، التجأت الى سلطة المال ،
فاذا انتزع منها ، لجأت الى حليفها الطبيعي وهو الاستعمار ..
الزعيم الراحل جمال عبد الناصر .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)