يوليو بين الذكرى الجميلة والذكرى الحزينة .. !!
لقد كان على مرّ السنين شهر يوليو محطة من المحطات القومية الشامخة ، ففيه تمر على الامة العربية كل عام ذكرى مجيدة هي ذكرى 23 يوليو الخالدة ، بكل ما فيها من مضامين ثورية ، وارادة سياسية تحررية ، وطموح جارف للوحدة ، ومقاومة باسلة للاستعمار وأعوانه ، وانتصار للفقراء والمهمشين الذين تجاهلتهم حكومات ، وراء حكومات .. ووعدتهم أحزاب وراء أحزاب .. ولم ينالوا من تلك الوعود الا الخيبة واليأس الذي أصابهم على مدى عقود في ظل اللصوصية والنهب والاستكانة للقوى الخارجية ..
في شهر يوليو نتذكر قاعدة ثورية في الوطن العربي هي مصر عبد الناصر التي حملت على كاهلها هموم العرب وآمالهم ، فكانت بمثابة الضمير الحي ، والبوصلة التي تقود خطى الجماهير نحو التحرر والوحدة ، وهي التي استيقضت مع اول صيحة من صيحات ثورة يوليو سنة 1952 المنادية بالحرية ، لتتحول تلك القاعدة في ظرف وجيز الى قلعة للنضال العربي والافريقي ، ومركزا لاستقطاب كل القوى التقدمية التي تطمح الى الحرية والعدالة الاجتماعية.. وهو ما جعلها ايضا مركزا للاستهداف والهجوم المضاد من طرف القوى الرجعية ورموز الاقطاع ، والصهيونية العالمية وكل من فرنسا وبريطانا والولايات المتحدة .. وقد كانت سياسة الانحياز للشعب في الداخل ، وللشعوب المضطهدة في الخارج ، التي انتهجتها الثورة ، تمثل الخط الثوري الذي ميز مسيرتها ، و أعطاها القوة اللازمة لمواجهة خصومها ، والانتصار عليهم ، في محطات هامة متتالية .. فكان الإطاحة بحلف بغداد من جهة ، وبناء أول صرح للوحدة العربية بين مصر وسوريا من جهة ثانية ، فضلا عن النجاحات اللامحدودة في مجال التنمية و التأميم ، واسترجاع الحقوق المنهوبة في قناة السويس ، والشروع في بناء السد العالي وغيرها من النجاحات التي مثلت أهم الانتصارات على السياسات الاستعمارية في تلك المرحلة ..
وها هو شهر يوليو يعود الينا بذكرى اليمة فقدنا فيها رمزا كبيرا من رموز التيار القومي في تونس وهامة من هامات النضال الوطني والقومي ، هو الشهيد الرمز محمد البراهمي ، الذي اغتالته يد الغدر والتطرف المتحالفة مع رموز الفساد في تونس وخارجها ، بعد أن قامت بنفس العمل الاجرامي الشنيع قبل ستة اشهر من ذلك التاريخ مع الشهيد الرمز شكري بالعيد : الاول في 6 شباط / فيفري 2012 والثاني في 25 جويلية / يوليو من نفس السنة ، وسط تواطئ وخيانة من قبل وزارة الداخلية التي وصلها الاشعار المخابراتي ، لكن جهات مشبوهة تعمدت تجاهله تماما واخفائه عن المسؤولين ، وهي التي أشعرت من قبل بنوايا الاغتيال في الحادثة الاولى ، مما يعطي الاشعار الثاني صبغته الجدية كما هو مفترض بالنسبة لاي عاقل ومسؤول ، خاصة وان الشهيد البراهمي يمثل رمزا وطنيا باعتباره ممثلا للشعب داخل المؤسسة الشرعية الوحيدة المنتخبة في البلاد في تلك الفترة الانتقالية ، وهو المجلس التاسيسي ..
في شهر يوليو نتذكر قاعدة ثورية في الوطن العربي هي مصر عبد الناصر التي حملت على كاهلها هموم العرب وآمالهم ، فكانت بمثابة الضمير الحي ، والبوصلة التي تقود خطى الجماهير نحو التحرر والوحدة ، وهي التي استيقضت مع اول صيحة من صيحات ثورة يوليو سنة 1952 المنادية بالحرية ، لتتحول تلك القاعدة في ظرف وجيز الى قلعة للنضال العربي والافريقي ، ومركزا لاستقطاب كل القوى التقدمية التي تطمح الى الحرية والعدالة الاجتماعية.. وهو ما جعلها ايضا مركزا للاستهداف والهجوم المضاد من طرف القوى الرجعية ورموز الاقطاع ، والصهيونية العالمية وكل من فرنسا وبريطانا والولايات المتحدة .. وقد كانت سياسة الانحياز للشعب في الداخل ، وللشعوب المضطهدة في الخارج ، التي انتهجتها الثورة ، تمثل الخط الثوري الذي ميز مسيرتها ، و أعطاها القوة اللازمة لمواجهة خصومها ، والانتصار عليهم ، في محطات هامة متتالية .. فكان الإطاحة بحلف بغداد من جهة ، وبناء أول صرح للوحدة العربية بين مصر وسوريا من جهة ثانية ، فضلا عن النجاحات اللامحدودة في مجال التنمية و التأميم ، واسترجاع الحقوق المنهوبة في قناة السويس ، والشروع في بناء السد العالي وغيرها من النجاحات التي مثلت أهم الانتصارات على السياسات الاستعمارية في تلك المرحلة ..
وها هو شهر يوليو يعود الينا بذكرى اليمة فقدنا فيها رمزا كبيرا من رموز التيار القومي في تونس وهامة من هامات النضال الوطني والقومي ، هو الشهيد الرمز محمد البراهمي ، الذي اغتالته يد الغدر والتطرف المتحالفة مع رموز الفساد في تونس وخارجها ، بعد أن قامت بنفس العمل الاجرامي الشنيع قبل ستة اشهر من ذلك التاريخ مع الشهيد الرمز شكري بالعيد : الاول في 6 شباط / فيفري 2012 والثاني في 25 جويلية / يوليو من نفس السنة ، وسط تواطئ وخيانة من قبل وزارة الداخلية التي وصلها الاشعار المخابراتي ، لكن جهات مشبوهة تعمدت تجاهله تماما واخفائه عن المسؤولين ، وهي التي أشعرت من قبل بنوايا الاغتيال في الحادثة الاولى ، مما يعطي الاشعار الثاني صبغته الجدية كما هو مفترض بالنسبة لاي عاقل ومسؤول ، خاصة وان الشهيد البراهمي يمثل رمزا وطنيا باعتباره ممثلا للشعب داخل المؤسسة الشرعية الوحيدة المنتخبة في البلاد في تلك الفترة الانتقالية ، وهو المجلس التاسيسي ..
لم يكن الاغتيال مجرد استهداف لشخص الشهيد ، بل كان بالتأكيد يستهدف نهجا وفكرا حرا كانت تعصره وتفرزه باستمرار خلاياه العصبية النشيطة .. فظنوا انهم باستهداف الرأس من جسده تنطفئ الافكار .. !!
يا للخيبة لم يمت الشهيد .. ولم تمت الافكار .. !! والعزة لله والمؤمنين .. ( القدس عدد 185 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق