بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 23 ديسمبر 2012

من ذرائع الاستبداد ..

من ذرائع الاستبداد ..

عندما اراد النظام الديكتاتوري المستبد في تونس ان يبحث عن ذريعة للاستبداد وجدها في" الاسلاميين "،  الذين لم يشفع لهم تاييدهم له اثر الانقلاب الطبي في 7 نوفمبر 1987 .. فانقلب عليهم وصنع منهم غولا مخيفا لتمرير سياسته الامنية التي راح ضحيتها جميع  التونسيين مستغلا ارتكابهم لاحداث العنف سنة 1991..  والواقع ان حركة الاتجاه الاسلامي – كما كانت تسمّى حتى ذلك الوقت -  كانت من بين المؤييدين الاوائل الذين رأوا فيما حدث يوم 7 نوفمبر بمثابة التغيير الحقيقي الذي سيحقق جميع طموحات الشعب كما نص على ذلك  الميثاق الوطني الذي سارعت  الحركة لمباركته والامضاء عليه في 7 نوفمبر 1988 .. كما تقدمت بمطلب لتغيير اسمها استجابة لقانون الاحزاب الذي يمنع منح التاشيرة لاي حزب يقترن اسمه بالدين ، فكانت التسمية الجديدة " حركة النهضة " في فيفري سنة 1989 في سياق البحث عن الشرعية ..  ثم شاركت في الانتخابات التشريعية في افريل  من نفس السنة بقائمات مستقلة بعد رفض مطلب التاشيرة  الذي تقدمت به ... وقد كان ذلك كله – وفي ظل حسن النية -  دليلا واضحا ليس على الغباء فحسب ، بل وعلى قصورالفهم وطبيعة النهج الاصلاحي في نفس الوقت ، حيث لم يكن ما حدث في 7 نوفمبر 1987 أكثر من انقلاب من داخل السلطة التي استمرّت بجميع مكوناتها وآلياتها وخياراتها وعلاقاتها الداخلية والخارجية  .. كما كانت العلاقة مع الولايات المتحدة بالخصوص تنذر بمزيد من التبعـية وقبول الوصاية  بحثا عن الحماية التي ستمكن النظام من ممارسة الاستبداد .. ولعل ما يحدث اليوم من انحراف عن مسار الثورة من خلال عدم الجدية في المحاسبة وازدواج المعايير في الحكم على الفاسدين ومحاولات السيطرة على مفاصل الدولة ، وتهميش المطالب الاساسية في ارساء مؤسسات مستقلة ، والاساءة في استعمال الشرعية ، الى جانب البحث دائما عن غـول يتمثل احيانا في نداء تونس واحيانا في اتحاد الشغل  ... كل ذلك لا يخرج عن اسلوب التمشي القديم الذي اتبعه النظام المخلوع ، كذريعة للتغـوّل والاستبداد ،  وهو ما يعـني ان القوى التي قبلت التباري معه في السابق وهي تامل اصلاحه ، لا تختلف عن نهجه كثيرا وهي مكانه في السلطة اليوم  ..  


 ( نشرية القدس عدد 51 ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق