بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 30 ديسمبر 2012

بين الشرعية و المسؤولية ..



بين الشرعية و المسؤولية ..

الشرعية  ليست كلمة نردّدها او شعارا نرفعه في وجه من يخالفنا الرأي بل هي قبل كل شئ مسؤولية والتزام بتحقيق أهداف الثورة ، التي لا تظهـر الا من خلال ما يشعـر به الناس من تحسّن في اوضاعهم ، و من تغيير نحو الأفضل لن يتحقق دون مشاريع وتشغـيل وانجازات وامن و استقرار .....
والشرعية بهذا المعـنى مسؤولية جسيمة في الحكم تجعل  المسؤول ـ وقتها ـ مطالبا بتحقيق ما طلبه منه الشرع . قال تعالى " وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ "  .. 
والمسؤولية لسلطة شرعية منتخبة تكون اكثـر عبءا ، لان المسؤول المنتخب يجب ان يعـبّـر عن ارادة الناس حتى لا يفقد شرعيته .. 
والمسؤولية اذا كانت لسلطة تقوم دعوتها على خلفية دينية كما يدّعي اصحابها يجب ان لا يتحوّل المسؤول فيها الى سلطان جائر يتــّــهم المخالفين و يرميهم بشتى الـنــّــعوت ..                                                                                 
والمسؤولية اذا كانت تهدف لتحقيق قيم ومبادئ يجب ان تكون وسائلها وأدواتها طاهرة ونبيلة نبل غايتها لان الغاية كما هو معـروف لا تبرّر الوسيلة ..
والمسؤولية في السلطة والحكم عندما يطلبها أصحابها فهي ليست نزهة على متن سفينة شراعية أو طائرة مروحية  تتلاعب بها العواصف وتحجـُـبها الغـيوم فـتتحوّل احيانا الى كارثة .. بل هي حسابات دقيقة و مدروسة حتى لا تجلب الكوارث للناس في المجتمع ..
والمسؤولية اذا كانت بعد مسيرة نضالية و تضحيات كما يدعي اصحابها ، فهي ليست غـنـيمة يقـتسمها الفائزون فيتحولون وقتها الى انتهازيين فاقدين لأي شرعية  ..
والمسؤولية عندما تكون في مجال ضيق يهم الفرد او العائلة ، يتسبّب فشلها في ضرر فـردي ، اما المسؤولية في الحكم اذا حالفها الفشل يكون ضحيتها مجتمع باكمله ..
والمسؤولية في هرم السلطة اذا توصلت الى تحقيق مصالح الناس و اسعادهم ، لا يكون ذلك منــّــة او مكرمة من ولي الامر ، كما انها ليست اصطفاءا له من دون الناس ..
و المسؤولية والشرعية بكل تلك المعاني والمضامين ليست استعلاء على الاقلية مهمى كان حجمها بل  تواضع ومشاركة و تشاور قبل كل شيئ عملا بقوله تعالى " وأمرهم  شورى بينهم " ..
والمسؤولية في الدولة تداول بين الناس فينطبق عليها القولة المأثورة " لو دامت لغيرك ما آلت اليك " وينطبق عليها ايضا قول الله تعالى :" وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاس "  ..
والمسؤولية في النهاية التزام  وعهد على النفس يجب الوفاء به تجاه المجتمع باكمله دون تمييز، كما احس بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما اعتبر نفسه مسؤولا حتى عن بغلة اذا عثرت في شوارع بغداد ، فيسأل نفسه قبل ان يسأله الخالق لماذا لم يمهّد لها الطريق  .. ؟

 ( نشرية القدس العدد 52 ) . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق